رفض ديفيد ساكس،  قيصر الذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض، المخاوف بشأن استحواذ الروبوتات البشرية على الوظائف. بعد أيام قليلة من تحذير أحد كبار قادة الذكاء الاصطناعي من أن التكنولوجيا قد تؤدي إلى ارتفاع معدل البطالة إلى 20% في السنوات القليلة المقبلة.

قيصر الذكاء الاصطناعي في إدارة ترامب

قال كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي في إدارة ترامب أثناء حضور  قمة “خدمات أمازون ويب” في واشنطن يوم الثلاثاء: “شخصيًا، لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى موجة بطالة هائلة.

مضيفًا أنه يعتقد أنه من الصعب جدًا استبدال وظيفة بشرية بالكامل، مشيرًا إلى أنه من الأسهل استبدال أجزاء منها. مؤكدًا: “لا أعتقد أننا سنواجه نسبة بطالة تبلغ 20%”.

الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك

وتأتي هذه التعليقات بعد أن صرح داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، لوكالة “أكسيوس” أن الذكاء الاصطناعي قد يقضي على ما يصل إلى نصف الوظائف المكتبية في المستوى الأول خلال العام إلى الخمسة أعوام المقبلة.

وفي مقابلة مع “أندرسون كوبر” من شبكة CNN الشهر الماضي، قال أمودي إنه يخشى ألا يتمكن الناس من التكيف بسرعة كافية مع سرعة ابتكارات الذكاء الاصطناعي.

“أشعر بقلق بالغ، لا سيما في مستوى المبتدئين، لأن نماذج الذكاء الاصطناعي تُشكّل جوهر عمل أي عامل بشري مبتدئ.

حيث حذر قائلًا: “أعتقد أننا بحاجة إلى دق ناقوس الخطر. أعتقد أننا بحاجة إلى القلق حيال ذلك. أعتقد أن على صانعي السياسات أن يقلقوا بشأنه.”

مضيفًا: “بدأ الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في جميع المهام الفكرية تقريبًا. وسنعمل بشكل جماعي، كمجتمع، على التعامل مع هذا الأمر”.

البطالة التكنولوجيا

ويتوقع الخبراء حدوث بعض الاضطرابات الاقتصادية على الأقل نتيجة للتبني السريع للتكنولوجيا الجديدة، لكن الآراء تتباين على نطاق واسع بشأن كيفية حدوث ذلك أو توقيته أو حتى مدى حدوثه في أكبر اقتصاد في العالم.

وأشار “ساكس” إلى ما أسماه “طائفة المتشائمين”، والتي تدعم ما يعتقد أنه تنظيم تقييدي للذكاء الاصطناعي، وتقلل من تقدير قدرة النمو الاقتصادي المدفوع بالذكاء الاصطناعي، وتبالغ في تقدير خسائر الوظائف المحتملة، ما يؤدي للبطالة التكنولوجية.

قال: “أتوقع أن يدفع الذكاء الاصطناعي معدل نمونا إلى ما يقارب 4% أو 5%. أعتقد أننا نشهد بالفعل بداية طفرة في الذكاء الاصطناعي. أعني، أنا متفائل جدًا بأن هذا سيُمثل دفعة اقتصادية قوية لنا.”

ومع ذلك، أقر ساكس بأن الذكاء الاصطناعي سوف يسبب بعض الألم للأشخاص. الذين قد تنقلب فرصهم رأساً على عقب بسبب التكنولوجيا الجديدة.

سيحتاج الطلاب والعمال إلى إعادة تدريب، ولا أريد التقليل من أهميته. تابع ساكس. “لذا، ستكون هناك تحديات أيضًا، لكنني أعتقد أن المستقبل سيكون مشرقًا للغاية.”

الذكاء الاصطناعي والوظائف

أظهر استطلاع حديث أجراه مركز “بيو” للأبحاث أن ما يقرب من ثلثي الأمريكيين البالغين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى انخفاض الوظائف خلال العقدين المقبلين.

وأعرب أكثر من نصف الأمريكيين عن قلقهم “البالغ” أو “العميق” بشأن فقدان الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، قال ساكس إنها لا تزال أولوية للأمن القومي.

معربًا عن اعتقاده بأن الصين متأخرة عن الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي بما يتراوح بين ثلاثة وستة أشهر فقط. قائلًا: “الصين ليست متأخرة عنا بسنوات في مجال الذكاء الاصطناعي. إنه سباق محتدم للغاية”.

قانون السياسة الداخلية الشامل

وتأتي تعليقات قيصر الذكاء الاصطناعي في الإدارة الأمريكية في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس دونالد ترامب تمرير مشروع قانون السياسة الداخلية الشامل وخفض الضرائب.

والذي يتضمن وقفًا لمدة 10 سنوات على تطبيق لوائح الذكاء الاصطناعي في الولايات، بما في ذلك القوانين التي تهدف إلى منع التمييز في التوظيف أو التزييف العميق الصريح غير التوافقي.

وحذر الأكاديميون والعاملون في مجال التكنولوجيا وجماعات المناصرة. من أن هذا البند قد يحمي شركات الذكاء الاصطناعي من الأضرار المحتملة التي قد تلحقها بالمجتمع.

صرّح أمودي. من شركة أنثروبيك. لشبكة CNN بأنه يرى إمكانات هائلة في الذكاء الاصطناعي. الذي يعتقد أنه قادر على علاج السرطان.وعلى الرغم من ذلك أعرب أيضًا عن قلقه إزاء ما قد يترتب على هذا التقدم من تكاليف في مجال الوظائف.

وقال إنه يشعر بالقلق حقًا، وخاصة على مستوى المبتدئين، من أن نماذج الذكاء الاصطناعي تشكل، كما تعلمون، محورًا أساسيًا فيما قد يفعله العامل البشري المبتدئ.

لكن ساكس قال إن الذكاء الاصطناعي قادم، ومن الأفضل الاستعداد له بدلًا من محاولة إيقافه. سينتشر في جميع أنحاء الاقتصاد مع ازدياد قوة الرقاقات التي تُشغّل الذكاء الاصطناعي، مما يُمكّن من تطوير نماذج أكثر ذكاءً بشكل ملحوظ.

لا أعتقد أن الصواب هنا هو بناء جدار والخوف من الذكاء الاصطناعي لدرجة محاولة مقاومته، كما قال. «الأمر أشبه بمحاولة إيقاف المد والجزر. هذا ببساطة لن يحدث».