على بُعد ساعات من الاجتماع السنوي لشركة تسلا، تتصاعد وتيرة حملة الشركه لإقناع المساهمين بالموافقة على حزمة تعويضات هائلة بقيمة تريليون دولار أمريكي للرئيس التنفيذي إيلون ماسك. والتي تُعد الأكبر في تاريخ الشركات.
والمفارقة هنا تكمن في أن “العرض” الرئيسي الذي تستند إليه الشركة في حملتها هو النسخة الرابعة من “الخطة الرئيسية” ــ «Master Plan 4» ـــ التي نشرتها “تسلا” قبل أكثر من شهرين.
مركزية “الوفرة المستدامة”
نُشرت “الخطة الرئيسية، الجزء الرابع”، وهي عبارة عن منشور ضبابي يتحدث عن رغبة الشركة في نشر “الوفرة المستدامة” عبر منتجاتها المستقبلية.
ورغم أن التفاصيل الملموسة للمنتجات والخطوات تبقى غائبة بشكل مثير للأسف. إلا أن هذه الخطة أصبحت الدعامه الأساسية في مساعي “تسلا” لإقناع المساهمين بضرورة التصويت لصالح حزمة التعويضات الضخمة لـ “ماسك”.
هذه الحزمة، في حال تمريرها. ستجعل أغنى رجل في العالم يحصل على أكبر حزمة أجور في تاريخ الشركات.
انتقادات موجهة لماسك
عندما أُطلقت الخطة في أغسطس. كانت شديدة الغموض لدرجة أنها أثارت انتقادات حتى من بعض أشد المعجبين بالشركة. وفقا لـ“تك كرانش“.
وقد اعترف “ماسك” نفسه بأن الانتقادات كانت “عادلة”، وزعم أن “تسلا” “ستضيف المزيد من التفاصيل”.
ومع ذلك. ظل المنشور كما هو دون تغيير حتى اللحظة، على الرغم من أنه يمثل محور الحملة الدعائية المستمرة لـ “تسلا” قبل التصويت المصيري.
في المقابل، تقف “الخطة الرئيسية 4” على النقيض تمامًا من “الخطط الرئيسية” السابقة لـ “تسلا”. فكل من الخطط السابقة تضمنت أهدافًا ملموسة وأفكارًا قابلة للقياس. حتى لو كانت بعضها طموحة جدًا لدرجة أن “تسلا” لم تحققها بعد.
على سبيل المثال، ركزت “الخطة الرئيسية الثالثة” التي صدرت عام 2023 على إنشاء اقتصاد طاقة مستدام وجاءت في شكل ورقة بيضاء مفصلة من 41 صفحة.
ورقة مساومة وسلاح للضغط
في المقابل، وعد “ماسك” بأن تكون “الخطة الرئيسية 4” موجزة بعد أن وصف الخطة الثالثة بأنها “معقدة للغاية لدرجة يصعب على أي شخص فهمها”.
المثير للاهتمام هو التركيز المستمر من قبل مجلس الإدارة على هذه الخطة لدعم المكافأة. فقد ذكرتها رئيسة المجلس روبين دنهولم وعضو مجلس الإدارة كاثلين ويلسون-تومسون في رسالة إلى المساهمين في سبتمبر.
بالنسبة لـ “ماسك”، فهو يصر على أن اهتمامه أقل بالمال، وأكثر بـ الاحتفاظ بالسيطرة على “تسلا” و “جيش الروبوتات” الذي يطمح لبنائه. وقد هدد بالانسحاب من الشركة إذا فشل التصويت على حزمة التعويضات.
وهذا التهديد يضع المساهمين تحت ضغط كبير. حيث يعتبر “ماسك” القوة الدافعة وراء العلامة التجارية “تسلا”.


















