تضم واحة الملك سلمان للعلوم، نسخة طبق الأصل من “ساعة الفيل”، وذلك خلال مهرجان العلوم والتقنية “ستيم 2024”. الذي تنظمه الواحة حتى نهاية شهر سبتمبر الحالي.
اخترعها العالم العربي الجَزرِي
اخترع ساعة الفيل، العالم العربي المسلم بَدِيعُ الزَمانْ أَبُو اَلْعِزِ بْنُ إسْماعِيلِ بْنُ الرِّزاز الجَزرِي قبل 800 عام الذي عاش خلال الفترة “1136م – 1206م”. وهي تحفة بديعة تجمع مجالات العلوم والتقنية والهندسة والفنون والرياضيات (STEAM) من العصر الذهبي للحضارة الإسلامية.
وفيها تجلت المبادئ العلمية الدقيقة، والتقنيات المائية الذكية، والهندسة المتقنة. والفنون التي تدمج بين ثقافات متنوعة، والرياضيات التي تضمن دقة الأداء.
متجذرة بعمق في التراث العربي
وتعد مثالًا حيًا على أن جذور الثورات العلمية والتقنية المعاصرة متجذرة بعمق في التراث العربي الإسلامي الأصيل. وهي رمز الابتكار الدائم الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان. ويشكل جزءًا من الحضارة الإسلامية التي مهدت الطريق للثورات الصناعية الكبرى، ويستمر في إلهامنا نحو المستقبل.
كما تعمل الساعة العربية، من خلال مبادئ علمية تتعلق بقياس الوقت، وتستخدم تقنية مائية يونانية لتنظيم الوقت مشابهة لأنظمة الهيدروليك الحديثة. ومصممة بتصميم هندسي بديع من خلال استخدام تدفق المياه والتروس، وتمت معايرة الساعة عبر حسابات رياضية دقيقة لضمان دقتها.
وساعة الفيل عمل فني مبهر يعكس الثقافات العريقة حيث يمثل الفيل الهنود والأفارقة، والتنين الثقافة الصينية، وطائر الفينيق الثقافة المصرية القديمة. ويمثل عمل المياه الثقافة اليونانية القديمة، والسجادة الثقافة الفارسية، وتمثل العمامة الثقافة الإسلامية.
آلية عمل ساعة الفيل
وتعمد آلية التوقيت على مياه معبأة في دلو مخبأ داخل الفيل، وفي هذا الدلو وعاء عميق عائم في المياه. ولكن مع وجود ثقب صغير في الوسط.
والوعاء يأخذ نصف ساعة ليمتلئ من خلال هذا الثقب. في عملية الغرق، الوعاء يسحب سلسلة متصلة بآلية متأرجحة بالبرج على ظهر الفيل. ويطلق كرة تسقط في فم الثعبان؛ ما يأدي إلى دفع الثعبان إلى الأمام، والذي يسحب الوعاء المغمور من المياه عن طريق السلاسل.
في الوقت نفسه، نظام من السلاسل يسبب في ظهور شكل في برج اما من الناحية اليسرى أو اليمنى ويضرب الفيال (سائق الفيل) الطبول. وهذا يشير إلى مرور نصف أو ساعة كاملة. ثم يعود الثعبان وتكرر هذه الدورة، ما دام هناك كرات في الخزان العلوي لتساعد في تفريغ الوعاء.
وكالة واس