علماء يحددون منطقة الوعي والإدراك في الدماغ البشري

مناطق الوعي والإدارك في الدماغ البشري
مناطق الوعي والإدارك في الدماغ البشري

أين يوجد الوعي والإدراك في دماغ الإنسان؟ سؤال طالما شغل عقول الكثيرين. وعلى ما يبدو أن فريقًا من العلماء تمكنوا من تحديد مناطق في الدماغ تنشط عندما يصبح الشخص واعيًا بذاته وأفكاره.

أين يوجد الوعي والإدراك؟

هذه المناطق تسمي بالمناطق المركزية في الدماغ معروفة بوظيفتها كمصفاة بين الإشارات الحسية والقشرة المخية. وهي جزء من الدماغ يتحكم في العمليات العليا كالذاكرة والفكر والشخصية.

والإدراك الواعي هما قدرة الإنسان على إدراك المنبهات التي تتلقاها حواسّه. وهما يختلفان عن اليقظة. حيث تُعالج الأحاسيس تلقائيًا وبدون تفكير. فيما يتطلب الإدراك الواعي تحليلًا دقيقًا وإراديًا للمنبهات الخارجية. على سبيل المثال:

  • يمكننا التنفس تلقائيًا، ولكن يمكننا أيضًا إدراك تنفسنا وتعديل إيقاعه.
  • عند الاستماع إلى أغنية، يمكننا الانتباه إلى الآلات الموسيقية التي تُؤلفها والتمييز بينها.
  • عند الأكل، يمكننا تناول الطعام بسرعة بدون تفكير.، ولكننا نستمتع أيضًا بالتحكم والتأمل في الطعم والقوام والرائحة عندما نأكل بوعي.
  • في المحادثات، تناول الكلمات المباشرة، ولكن نحتاج إلى وعي كامل لفهمها أو تمييز النبرة للطرف الآخر.

بدأ العلماء منذ وقت طويل في البحث عن الجزء المسؤول في الدماغ عن التطور الكبير الذي يحدث عندما ننتقل من الإدراك التلقائي إلى الإدراك الواعي. ومؤخرًا قادهم هذا البحث إلى “المهاد”.

 

مناطق الوعي والإدارك في الدماغ البشري
مناطق الوعي والإدراك في الدماغ البشري

مركز التحكم في الوعي والإدراك

علاوة على أن العلماء كانوا يعتقدون أن “المهاد” يلعب دورًا ثانويًا في عملية الإدراك. إذ كان يُنظر إليه كمجرد محطة عبور تمر من خلالها المعلومات الحسية قبل أن تصل إلى القشرة المخية لمعالجتها.

لكن دراسة جديدة نُشرت في مجلة “ساينس” غيرت هذه النظرة. وكشفت أن “المهاد” يشارك بشكل نشط وأساسي في تنظيم الإدراك الواعي، وليس مجرد ناقل للمعلومات.

ما المهاد؟

و”المهاد” هو جزء صغير يقع في عمق الدماغ. ويعمل كنوع من مركز التحكم الذي يستقبل المعلومات القادمة من الحواس كـ:

  •  السمع.
  • البصر.
  • اللمس.

ثم يوجهها إلى المناطق المناسبة في الدماغ لمعالجتها.

و علي الرغم من أن هذه الدراسة أوضحت أن دوره يتجاوز التوجيه فقط. فهو يساعد أيضًا في تحديد ما ننتبه له وندركه بوعٍ. ألا أن معظم الدراسات السابقة واجهت الكثير من الشكوك حول دوره في الوعي.

إما بسبب نقص البيانات المباشرة التي ترصد نشاطه أثناء العمل. أو بسبب الطرق الجدلية التي كانت تُستخدم لجمع تلك البيانات.

فعادةً، لفهم ما إذا كانت منطقة ما في الدماغ تنشط أثناء الوعي والانتباه. يجب أن يكون الشخص واعيًا في لحظة الفحص. ويراقب دماغه في الوقت نفسه باستخدام أجهزة دقيقة ومتقدمة، وغالبًا تتطلب إدخال أدوات داخل الدماغ.

هل يسكن الوعي في المهاد؟ 

وفق تقرير موقع “WIRED“، الذي اطلعت عليه عالم التكنولوجيا، فإن دراسة حديثة في جامعة بكين ذكرت أن الباحثين وجدوا طريقة مبتكرة لتجاوز التحديات الأخلاقية المرتبطة بدراسة نشاط الدماغ أثناء الوعي.

وذلك من خلال الاستعانة بمرضى خضعوا مسبقًا لزرع أقطاب كهربائية في أدمغتهم ضمن علاج تجريبي للصداع المزمن.

"بؤبؤ العين" يمنع تضارب المعلومات المخزنة في الدماغ

أجري لهؤلاء المرضى اختبار إدراك بصريًا تَطلب تركيزًا وانتباهًا لرصد جسم وامض يظهر ويختفي على الشاشة. وهو ما استدعى استخدام الوعي النشط. وسمح ذلك للأقطاب المزروعة بتسجيل نشاط الدماغ أثناء حدوث الإدراك الواعي.

وتعد هذه الدراسة من أوائل المحاولات التي ترصد بشكل مباشر نشاط الدماغ المرتبط بالوعي. وقد كشفت أن نوى محددة داخل “المهاد”. خاصة في الصفيحة الداخلية والمنطقة الوسطى، تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم الإدراك الواعي.

ووصف الباحثون النتائج بأنها تمثل تقدمًا مهمًا في فهم الشبكات العصبية المسؤولة عن الوعي البصري لدى البشر.

الرابط المختصر :