طرق جديدة لمساعدة فاقدي حاسة البصر باستخدام الذكاء الاصطناعي

فاقد حاسة البصر يقف تاكسي

يعاني الكثيرون ممن فقدوا حاسة البصر عند أداء مهام قد تبدو اعتيادية للبعض كاختيار الملابس.  ويحتاجون في العادة إلى وجود مرافق للتأكد من مواءمة ألوان ما يشترون من ملابس، على سبيل المثال.

فقد Matthew Sherwood حاسة البصر منذ أكثر من 15 عامًا. وعلى الرغم من أن لديه عائلة ومهنة استثمارية ناجحة وكلبًا يدعى “كريس” يساعده في التنقل حول العالم. لكنه يقول إن المهام اليومية مثل التسوق لا تزال تشكل عقبة أمامه.

الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد قريبًا

حاليًا يقول Sherwood إنه يستخدم تطبيقًا يسمى Be My Eyes. يتولى إيصال متطوعين مبصرين لمساعدة المكفوفين؛ من خلال اتصال الفيديو المباشر. لكن التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدأ بالفعل في إزالة الحاجة إلى مساعدين بشريين.

تعاونت Be My Eyes مع OpenAI في العام الماضي لتصنيع نموذج للذكاء الاصطناعي يصف الأشياء للمكفوفين.

وفي أحدث عرض توضيحي لمنتج OpenAI عرضت الشركة مقطعًا لشخص يستخدم النسخة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من تطبيق Be My Eyes لاستدعاء سيارة أجرة. وتخبر المستخدم بالضبط متى يرفع ذراعه للسيارة.

وكانت شركة جوجل أعلنت أيضًا في شهر مايو عن ميزة مماثلة لتطبيقها “Lookout”، والذي تم تصميمه للمساعدة بصريًا.

تطبيقات واعدة لمساعدة المكفوفين وكبار السن

وتعد التطبيقات المخصصة للمستخدمين المكفوفين مجالًا يساعد فيه الذكاء الاصطناعي لتطوير ما يعرف باسم “التكنولوجيا المساعدة”.

ويطلق هذا المصطلح على الأدوات المصممة لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة أو كبار السن. حيث طرحت Apple وGoogle وشركات التكنولوجيا الأخرى قائمة متزايدة من الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتسهيل الحياة لذوي الإعاقة.

ومن أبرز تلك الأدوات: أداة تتبع العين التي تتيح للمستخدمين المعاقين جسديًا التحكم في هواتف iPhone الخاصة بهم بأعينهم. وكذلك أداة التوجيه الصوتي التفصيلي لمستخدمي خرائط جوجل المكفوفين.

ومنذ الإطلاق المذهل لـ ChatGPT قبل أكثر من عام كان من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيغير العالم من خلال تغيير طريقة البشر في إنجاز العمل. وكيفية التواصل بينهم. وبالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تغيير الحياة بطريقة مختلفة تمامًا.

قال “Sherwood”: “كان من المعتاد إذا كنت تعمل في مجال الأعمال وكفيف أن يكون لديك مساعد إداري يقرأ لك. ولكن الآن لديك هذه القوة الجديدة. وبالنسبة للبعض هذه تكنولوجيا رائعة. وبالنسبة للمكفوفين تلك فرصة للحصول على عمل والتنافس في مجال الأعمال التجارية، وفرصة للنجاح”.

كلب يعمل بالذكاء الاصطناعي للمكفوفين (تصور)

استخدام الذكاء الاصطناعي للتعرف والوصول إلى الأشياء

تستخدم شركات التكنولوجيا الأشكال المبكّرة من الذكاء الاصطناعي لتسهيل التعرف والوصول إلى منتجاتها منذ سنوات. لكن الخبراء يقولون إن مجموعات البيانات الضخمة وأنظمة الحوسبة القوية وراء نماذج الذكاء الاصطناعي الأحدث تعمل على تسريع ما هو ممكن في مجال التكنولوجيا المساعدة.

على سبيل المثال: لكي تتمكن أداة الذكاء الاصطناعي من مساعدة المكفوفين بشكل موثوق في طلب سيارات الأجرة يجب أن تكون ممتازة في التعرف على الشكل الذي تبدو عليه سيارة الأجرة. الأمر الذي يتطلب تدريب النموذج على مجموعة كبيرة من الأمثلة.

مثال آخر: تم تدريب أداة جوجل التي تخبر المستخدمين المكفوفين أو ضعاف البصر بما هو موجود على شاشاتهم. وذلك باستخدام ميزة “سؤال وجواب” التي تتضمن تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدية للشركة.

مساعدة واعدة لجميع أنواع الإعاقات الحسية

تقول Eve Andersson؛ المدير الأول لدمج المنتجات والإنصاف وإمكانية الوصول في Google: “كان الوعد بالذكاء الاصطناعي واضحًا لسنوات عديدة. ولكن يجب أن يصل إلى مستوى الجودة قبل أن يصبح قابلًا للتطبيق ويتم تضمينه في المنتجات”.

وأضافت “تعد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الجديدة واعدة بشكل خاص لتطبيقات إمكانية الوصول. وذلك لأنها مصممة لفهم المعلومات وإنتاجها بتنسيقات مختلفة، بما في ذلك: النصوص والصوت والصور ومقاطع الفيديو. وهذا يعني أنه إذا كان الشخص بحاجة إلى استهلاك المعلومات في وسيلة معينة يعمل الذكاء الاصطناعي وسيطًا. على سبيل المثال: تحويل جزء من الصوت إلى نص مكتوب لمستخدم ضعيف السمع”.

واختتمت قائلة: “هناك إعاقات سمعية، وبصرية، وحركية، وكلامية، وإعاقات معرفية، وتحتاج إلى طرق مختلفة للحصول على المعلومات، والشيء الذي يبرع فيه الذكاء الاصطناعي هو إتاحة كل تلك الطرق”.

 

الرابط المختصر :