تعد تقنية العرض والتي تحمل اسم الهولوجرام إحدي تقنيات العرض الحديثة والمبهرة في آن واحد. ويمكن شرح هذه التقنية ببساطة بأنها تقنية عرض يتم فيها إنتاج الصور ثلاثية الأبعاد في الهواء باستخدام عدسات وأشعة الليزر.
ويمكن إنتاج مجسمات تبدو كما لو كانت طبيعية لأشخاص أو أماكن أو مشاهد من أفلام وعروض تسلب الألباب. وفي نفس الوقت بعث صور من وافته المنية منذ عقود كما لو كان حيًا بيننا الآن، ولقد حدث هذا بالفعل في حفل غنائي لأم كلثوم. حيث غردت من جديد على خشبة المسرح بعد وفاتها بعقود. ويتم إنشاء الهولوجرام باستخدام الليزر؛ حيث يتم تسجيل نمط التداخل بين شعاع الليزر والضوء المنعكس عن الجسم المراد تصويره.
مفهوم التداخل
يمكنك تصوير شخص يمسك بحبل مثبت إلى جدار يحركه للأعلى وللأسفل. عندها ستتكون موجة بالحبل مكونة مناطق يكون بها الحبل في أقصى ارتفاع له بالنسبة لوضع اتزانه. وتسمي النقاط التي بها أقصي ارتفاع “قمم”. ويقابل تلك القمم مناطق يقع بها أقل ارتفاع وتسمي “قيعان”. وبناء على هذا التعريف يمكن شرح التداخل، والذي يحدث عادة في الموجات عمومًا، بأنها تراكب موجتان لهما نفس التردد.
كما يمكن تصور ذلك بإلقاء حجر صغير في بركة من الماء الراكد. عندئذ ستتكون موجات على سطح الماء لها قمم وقيعان. يمكنك الآن تصور إلقاء حجرين لهما نفس الكتلة في مكانين متباعدين في البركة عندئذ ستتقابل الموجتان وتتداخلان.
وفي ذات السياق يكون تداخلهما معتمدًا على إذا ما قابلت قمة من الموجة الأولى قمة من الموجة الثانية. ففي هذه الحالة ستتكون قمة لها ضعف الارتفاع، وكذلك عند لقاء قاع مع قاع مقابل. أما اذا تقابل قاع مع قمة فإنهما يلاشي بعضهما البعض، وهذا ببساطة مفهوم نمط التداخل.
كيف يمكن توليد الهولوجرام
وينطبق مبدأ التداخل على الموجات المكونة لضوء الليزر؛ حيث يتم قسم شعاع الليزر إلى قسمين وتسليط أحدهما على الجسم المراد تصويره. بينما يتجه الآخر إلى الفيلم الحساس للضوء والقادر على تخزين صورة الهولوجرام. وعند التقاء الشعاعين يتم التداخل بينهما بينما يسجل الفيلم نمط التداخل بين الشعاعين؛ ما يعطى صورة ثلاثية الأبعاد للجسم المراد تصويره منتجًا الهولوجرام. ولإعادة توليد الهولوجرام يتم تسليط نفس الليزر على الصورة لتنتج صورة ثلاثية الأبعاد للجسم الذي تم تصويره.
الهولوجرام أداة ترفيهية مبهرة
في الآونة الأخيرة تمكنت الحاسبات من إنتاج الهولوجرام فيما يعرف بالهولوجرام الرقمي. في هذا النوع تولد الخوارزميات الصور الهولوجرامية وتعرض على عارضات يمكنها من إنتاج الصور ثلاثية الأبعاد دون الحاجة إلى عملية التصوير سالفة الذكر.
ويمكن لهذه التقنية عرض مقاطع لحيوانات منقرضة كالديناصورات أو الحياتان وغيرها مما يصعب تصويرها في الحقيقة. كما يمكنها عرض صور لفنانين وفنانات وافتهم المنية بالفعل، كما حدث في إحدى حفلات موسم الرياض؛ حيث غنى عبدالحليم حافظ أحد أغانيه. ويمكن ببساطة استخدام الذكاء الاصطناعي مع الهولوجرام لتوليد مقاطع صوتية جديدة كليًا لعرضها مع صور هؤلاء الفنانين. كذلك يمكن لهذه الطريقة إنتاج عروض مسرحية جديدة كليًا تبدوا وكأنها قد صورها الراحلون توًا.
رحلة الست … عرض غنائي واستعراضي لحياة كوكب الشرق تنتظركم بالمسرح العالمي في #بوليفارد_رياض_سيتي 🎶❤️
من ٢٣ نوفمبر ✨
لا تفوتكم واحجزوا الحين 😎https://t.co/SEoGGNcsh0#موسم_الرياض pic.twitter.com/FTA4v6Bs4Z— TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) November 18, 2022
أول منصة تواصل ثلاثية الأبعاد في العالم
وفى ابتكار جديد من نوعه صرحت شركة Proto الأمريكية الناشئة بأنها “أول منصة اتصالات ثلاثية الأبعاد في العالم”؛ حيث تقوم بإرسال مقاطع فيديو ثلاثية الأبعاد بالحجم الطبيعي إلى الجامعات والفنادق والمراكز الطبية.
طورت الشركة صندوقًا يزن أكثر من 180 كيلوجرامًا ويقارب طوله 2 متر ويمكنه عرض مقطع فيديو لشخص ما. ويستطيع هذا الصندوق صناعة وهم بالثلاثية الأبعاد من خلال بعض الدخان والمرايا الرسومية الذكية.
باستخدام كاميرات بدقة 4K تستطيع الصناديق إعادة إنتاج مقاطع فيديو المسجلة مسبقًا. ويمكنها أيضًا عرض بث مباشر عبر الإنترنت، كما يمكنها أيضًا أن تستخدم كاميرات هاتف iPhone كمصدر. ورغم أن الصور ليست صورًا ثلاثية الأبعاد من الناحية الفنية، فإن الصندوق يخدع المخ بفعالية عن طريق إضافة ظلال خلف الجسم وانعكاسات تحت الأقدام ليصدق أن هناك شخصًا بداخله.
تطبيقات فعلية في الحياة
وفي تصريح لمؤسس الشركة يقول David Nussbaum في برهان على إمكانيات تلك التكنولوجيا الصاعدة: “لقد قمنا للتو بنقل الممثل William Shatner من لوس أنجلوس إلى أورلاندو بولاية فلوريدا، ليشارك في مؤتمر لم يتمكن من حضوره شخصيًا”.
بدأ Nussbaum شركة Proto في عام 2018. ويقول إن الشركة تضم 45 موظفًا وباعت ما يقرب من 1000 وحدة منذ إنشائها. وصرح أيضًا بأنه يوجد نموذجان بالحجم الكامل هما – Proto EpicوProto Luma. ويمثل النموذج Proto Luma نموذج اقتصادي تم إطلاقه حديثًا؛ حيث يبدأ سعره من 29000 ألف دولار ويصل إلى 65000 ألف دولار.
وتصدر الشركة أيضًا نموذج Proto M، وهو إصدار لسطح المكتب؛ حيث يبلغ ارتفاعه 76 سم ويزن أقل من 13.5 كيلوجرام، ويُباع مقابل 5900 دولار.
تطبيقات جديدة في مجال الصحة والتواصل
وفي تطبيق جديد، بدأت Proto شراكة مع مركز West للسرطان، وهي عيادة في إحدى ضواحي مدينة Memphis بولاية Tennessee؛ ما يسمح للأطباء هناك بالانتقال إلى العيادات في المناطق النائية.
قال W. Clay Jackson، الطبيب في العيادة وأستاذ طب الأسرة والطب النفسي في كلية الطب بجامعة Tennessee: “بالنسبة لمرضى الأورام والرعاية التلطيفية، فإن التواصل البصري مهم للغاية، لأننا غالبًا ما ننقل معلومات معقدة وأحيانًا نخبر المرضي بأخبار صعبة أو تحديات”.
“إن تجربة المريض مع الهولوجرام متفوقة بشكل كبير على صيغ الرعاية الصحية عن بعد التقليدية القائمة على الشاشة. حيث إن الصورة ثلاثية الأبعاد بالحجم الطبيعي تعطي المريض إحساسًا بأن الزيارة حقيقية. يسمح له ذلك بالتواصل ويمكنني كطبيب من التواصل بفعالية كما لو كنت أستطيع الوصول إليه ولمسه”.
تواصل من نوع آخر
وتقول Crystal Freeman وهي إحدى مريضات الدكتور Jackson: “إن هذه التقنية تمثل حلًا أكثر قابلية للتطبيق من الزيارات الافتراضية المعتادة للمرضى في المناطق الريفية”.
وأضافت أيضًا: “لقد تلقيت زيارات عن بعد، وكانت جيدة، لكن الخدمة كانت متقطعة في بعض الأحيان ولم تشعر حقًا بأنك في زيارة طبيب حقيقية”.
ويقول Nussbaum إنه يستخدم التكنولوجيا في منزله لربط أطفاله في لوس أنجلوس بوالديه في نيوجيرسي – وهو الوضع الذي لا تفي فيه مكالمات الفيديو بالتواصل المرجو على حد قوله.
“ويعلق على ذلك أيضًا قائلًا: “بالتأكيد، يمكنك التواصل، ولكن لا يمكنك التواصل. لذا فكرت، ماذا لو كان بإمكاني نقلهم إلى منزل بعضهم البعض؟ الآن نحن نفعل ذلك.
وأردف قائلا: “بالنسبة لي، أرى لمحة صغيرة من المستقبل من خلال مشاهدة والدي وأولادي يقيمون علاقة من على بعد 4800 كم. هذا، بالنسبة لي، هو أحد أعظم الأشياء التي نقوم بها”.