لا شك أن ثورة الذكاء الاصطناعي أعادت تشكيل العالم، وأحدثت صدمة بين البشر. وهذا يطرح سؤالًا: كيف يكون الذكاء الاصطناعي في 2050؟ خاصة مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت قدرته على تحويل كل شيء من الرعاية الصحية والتمويل إلى الترفيه والتصنيع واضحة بشكل متزايد.
وهنا تكمن حقيقة عميقة تحت كل هذا الضجيج الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي. لأنه ليس اتجاهًا عابرًا بل قوة تحويلية دائمة تشكل مستقبل كوكب الأرض.
في حين مستقبلًا لن يكون الذكاء الاصطناعي قوة باردة غير شخصية. بلد امتداد لذكائنا البشري وقيمنا. فهي تتعامل مع الأمور الحياتية، وتحررنا للتركيز على الإبداع والتعاطف والتواصل.
فيما يصبح مكان العمل أكثر أهمية، والعلاقات أكثر ثراءً، والحياة اليومية أقل تركيزًا على البقاء وأكثر تركيزًا على الازدهار. وكما قال راي كورزويل؛ من كبار المخترعين وعلماء المستقبل، ذات مرة: “الغرض من الذكاء الاصطناعي ليس استبدال البشر بل تعزيز القدرات البشرية”.
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في عام 2050؟
وفي عام 2050 يصبح هذا التضخيم واضحًا في كل جانب من جوانب الحياة الشخصية والمهنية والجماعية. فالذكاء الاصطناعي سيغير العالم أكثر من أي شيء في تاريخ البشرية. أكثر من الكهرباء. حتى إننا نرى في المستقبل العقل البشري والذكاء الآلي متشابكان، كل منهما يصارع الآخر.
تخيلوا هذا: نحن الآن في عام 2050، ولم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة نستخدمها فحسب، بل قوة صامتة حاضرة في كل مكان تشكل كل لحظة من حياتنا.
ووفق تقرير موقع syncoro فمن لحظة استيقاظك إلى لحظة نومك سوف يتولى الذكاء الاصطناعي تنظيم اليوم. ويمتزج بسلاسة مع إيقاع الحياة البشرية.
وهذا ليس عالم الروبوتات التي تتفوق على البشرية بل شراكة متناغمة؛ حيث يعزز الذكاء الاصطناعي إمكاناتنا مع الحفاظ على إنسانيتنا.
لا يبدأ يومك بصوت المنبه الصاخب بل بالتوهج الخافت لمنزلك الذكي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي. وتكتشف أجهزة الاستشعار المضمنة في نسيج ستائر غرفة نومك دورة نومك الطبيعية وتفتح الستائر برفق بمجرد خروجك من النوم العميق.
كما تتكيف الغرفة مع درجة الحرارة المفضلة لديك، ويستقبلك مساعدك الافتراضي الشخصي، المدمج في كل سطح، بملخص لليوم القادم. يقول “صباح الخير”.
أجهزة الرعاية الصحية في 2050
بينما يتم صورة ثلاثية الأبعاد لمقاييس العافية الخاصة بك: معدل ضربات القلب ومستويات الترطيب وجودة النوم، التي تم جمعها طوال الليل من أجهزتك القابلة للارتداء الحيوية.
وبناءً على هذه البيانات يقترح الذكاء الاصطناعي وجبة إفطار مُحسَّنة لاحتياجاتك من الطاقة ويحدد جلسة يوغا سريعة مُصممة خصيصًا لحالتك البدنية.
وفي الوقت نفسه تتولى طائرة دون طيار ذاتية التشغيل توصيل البقالة الطازجة إلى باب منزلك؛ ما يضمن توفر المكونات التي تحتاجها دائمًا.
وعندما تدخل مكتبك المنزلي ينتقل الذكاء الاصطناعي بسلاسة إلى حياتك المهنية. إذ يكون تم بالفعل إعداد لوحة معلومات العمل الخاصة بك بواسطة متعاون الذكاء الاصطناعي الخاص بك. والذي حلل مشاريعك الحالية، وحدد المهام ذات الأولوية، وجدول الاجتماعات بناءً على الأوقات الأكثر إنتاجية لفريقك.
فيما تتيح لك أدوات الذكاء الاصطناعي التعاونية العمل مع الزملاء بجميع أنحاء العالم في الوقت الفعلي، والتغلب على الحواجز اللغوية من خلال الترجمة الفورية ومزامنة الأفكار في خطة متماسكة.
هل تحتاج إلى رؤى؟ تستخرج خوارزميات الذكاء الاصطناعي مجموعات بيانات ضخمة لتقديم تحليلات مخصصة.
وذلك يتيح لك التركيز على اتخاذ القرارات الإستراتيجية. حتى المهام الروتينية، مثل: رسائل البريد الإلكتروني، والتوثيق، وإدخال البيانات، يتم التعامل معها بشكل مستقل، وهذا يترك لك الوقت لتنمية الإبداع والتفكير النقدي.
رواد الأعمال والذكاء الاصطناعي في 2050
بالنسبة لرواد الأعمال يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا أكثر عمقًا. تخيل إطلاق شركة ناشئة حيث يتم إكمال أبحاث السوق واختبار النماذج الأولية والنمذجة المالية في غضون ساعات باستخدام خوارزميات تنبؤية.
كما يكون الغداء منظمًا. حيث تقترح أنظمة الذكاء الاصطناعي، المرتبطة ببياناتك الصحية، وجبات تتوافق مع أهدافك الغذائية واحتياجاتك البيومترية الحالية.
وتتولى الأجهزة الذكية في مطبخك إعداد الوجبة بينما تأخذ استراحة، ربما تخرج إلى حديقة المدينة حيث تحافظ الطائرات دون طيار المستقلة على المساحات الخضراء.
وفي مجال الرعاية الصحية يضمن الذكاء الاصطناعي عدم ترك الفحوصات الروتينية للصدفة. وإذا تم اكتشاف أي خلل في بيانات العافية الخاصة بك فإن مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص بك يحدد موعدًا للاستشارة عن بعد مع طبيب يستخدم أدوات تشخيصية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي لتقديم رعاية دقيقة. إنه عالم حيث الرعاية الصحية استباقية وشخصية وإنسانية للغاية.
وحتى مع اقتراب اليوم من نهايته يظل الذكاء الاصطناعي شريكًا هادئًا. فهو يضبط أجواء منزلك لتناسب خططك المسائية، سواء كنت تستضيف حفل عشاء أو تستمتع بحفل موسيقي في الواقع الافتراضي مع أصدقاء من جميع أنحاء العالم.
فيلم Bicentennial man
كما يتميز الترفيه بطابع شخصي للغاية؛ حيث ينسق الذكاء الاصطناعي الأفلام أو الموسيقى أو الألعاب بناءً على حالتك المزاجية واهتماماتك. وتزدهر التفاعلات الاجتماعية في هذا العالم الذي يقوده الذكاء الاصطناعي.
كما تتيح الترجمة في الوقت الفعلي إجراء محادثات هادفة عبر اللغات، وتعمل مساحات الاجتماعات الافتراضية على سد المسافات المادية. وتظل العائلات على اتصال، حتى عندما تنتشر عبر القارات؛ من خلال مكالمات ثلاثية الأبعاد غامرة تجعل المسافة تبدو غير ذات صلة.
وبينما تستعد للنوم يوجهك مساعد الذكاء الاصطناعي بمهارة نحو الاسترخاء. فهو يخفض الإضاءة، ويشغل موسيقى هادئة، ويقترح تمرينًا للتأمل بناءً على مستويات التوتر لديك.
وعندما تنام يستمر منزلك الذكي في تحسين نفسه، ويتعلم من عاداتك وتفضيلاتك لجعل الغد أكثر سلاسة.
فيما تكمن القوة الحقيقية للذكاء الاصطناعي في اندماجه بالتجربة الإنسانية. وبحلول عام 2050 لن يكون الذكاء الاصطناعي سيدًا ولا خادمًا بل متعاونًا. فهو يجلب الحجم والدقة والكفاءة، بينما نجلب نحن البشر الرؤية والأخلاق والعمق العاطفي. معًا نشكل شراكة لا تجعل الحياة أسهل فحسب، بل أيضًا أكثر ثراءً وإبداعًا وإنسانية.
بيل جيتس والذكاء الاصطناعي
وكما قال بيل جيتس “الذكاء الاصطناعي لا يحل محل الوظائف؛ إنه يغير ما نفعله”. إن العالم المدعوم بالذكاء الاصطناعي ليس مجرد لمحة عن الغد؛ إنه وعد بحياة أفضل وأكثر اتصالًا وذات مغزى.
وذلك ما توقعه فيلم “رجل المائتي عام” Bicentennial man؛ حيث يؤدي روبن ويليامز دور الروبوت الذي يريد أن يصبح رجلًا. إذ يشتري ريتشارد مارتن “سام نيل” هدية، روبوتًا جديدًا من طراز NDR-114. يطلقون عليه اسم “أندرو”.
وبينما يبدأ أندرو في تجربة المشاعر والفكر الإبداعي سرعان ما تكتشف عائلة مارتن أنها لا تمتلك روبوتًا عاديًا. بل روبوت يستطيع أن يشعر بها يشعر به البشر. وعندما تكتشف العائلة ذلك تبدأ رحلة الدفاع عنه بكل السبل ضد من يريدون تدميره.