عثر العلماء على بقايا الديناصور الكلب من نوع “لابرادور”، كان قد صنف سابقًا بشكل خاطئ، لكن تبين لاحقًا أنه ينتمي إلى نوع جديد أطلق عليه اسم Enigmacursor، أي العداء المحير.
ما هو الديناصور الكلب؟
هذا الكائن العجيب عاش قبل نحو 150 مليون سنة، وكان يركض بخفة بين أرجل الديناصورات العملاقة مثل “الستيجوسورس”، متحديًا بحجمه الصغير عالمًا تسيطر عليه العمالقة.
توصل العلماء في المتحف الطبيعي في لندن “NHM” إلى أنه حيوان مختلف و ليس نوعًا من الـNanosaurus كما كان يعتقد في البداية.
ومن المقرر أن يعرض ديناصور Enigmacursor رسميًا للجمهور يوم الخميس، ليكون أول نوع جديد يضاف إلى مجموعة المتحف منذ عام 2014.
وسيتم عرض الهيكل العظمي لهذا الديناصور الصغير بالمتحف، أسفل الديناصور العملاق “صوفي”، التي عاشت في نفس المنطقة الجغرافية ضمن تكوين موريسون بالغرب الأمريكي.
على الرغم من أن هذا الديناصور يبدو ضئيل الحجم مقارنة بالديناصورات العملاقة. إذ لا يتجاوز طوله 180 سم وارتفاعه 64 سم أي بحجم كلب لابرادور تقريبًا إلا أن قدميه كانتا ضخمتين بشكل ملحوظ.
وذيله، وفقًا للبروفيسورة سوزانا مايدمنت. “كان على الأرجح أطول من باقي جسده”.
وأشارت “مايدمنت” أيضًا إلى أن رأسه كان صغيرًا نسبيًا. ما قد يدل على أنه لم يكن من أكثر الديناصورات ذكاءً. مرجحةً أنه كان لا يزال في مرحلة المراهقة عندما لقي حتفه.
الديناصورات الصغيرة
العظام الكثيفة والصلبة في منطقة الورك تشير بوضوح إلى أنه كان عداءً سريعًا. أما الذراعان الأماميتان، فكانتا قصيرتين ومرفوعتين عن الأرض، ويحتمل أنه كان يستخدمهما لجمع النباتات وإيصالها إلى فمه.”
انطلقت فرضية كونه نوعًا جديدًا بعد فحص دقيق لعظامه. لاسيما عظمة الساق. التي أظهرت خصائص بنيوية فريدة تميزه بوضوح عن أقرب الديناصورات المعروفة حتى اليوم.
عندما وصل هذا الديناصور إلى المتحف كتبرع. تم تصنيفه مبدئيًا تحت اسم Nanosaurus. وهو اسم استخدم منذ سبعينيات القرن التاسع عشر للإشارة إلى عدد من الديناصورات الصغيرة.
غير أن العلماء سرعان ما بدأوا في التشكيك بصحة هذا التصنيف، فقاموا برحلة إلى الولايات المتحدة لفحص العينة الأصلية المنسوبة إلى Nanosaurus.
لكن المفاجأة كانت أن تلك العينة لم تكن سوى صخرة تحمل آثارًا جزئية لعظام. دون وجود أي عظام حقيقية.في المقابل. تبين أن العينة التي يمتلكها المتحف شبه مكتملة وتحتوي على خصائص تشريحية فريدة.
واستنادًا إلى هذه النتائج. قرر العلماء إلغاء تصنيف Nanosaurus بشكل نهائي، باعتباره غير صالح علميًا.
الديناصورات العمالقة
يرى العلماء أن العديد من الهياكل العظمية الصغيرة التي تعود إلى نفس الحقبة الزمنية قد تكون في الواقع لأنواع مختلفة لم تميز سابقًا. مما يفتح آفاقا جديدة لفهم التنوع البيولوجي للديناصورات خلال أواخر العصر الجوراسي.
وتوضح “سوزانا مايدمنت” أن هذه الديناصورات الصغيرة تحتل موقعًا تطوريًا قريبًا جدًا من الأصول التي انبثقت عنها مجموعات الديناصورات الضخمة لاحقًا.
عبر العلماء عن سعادتهم الكبيرة بالحصول على هيكل عظمي صغير ونادر يعد مكتملًا نسبيًا. مشيرين إلى أن تركيز علم الحفريات كان منصبًا لسنوات على الديناصورات العملاقة، مما جعل الأنواع الأصغر تهمل إلى حد كبير.
غلى أمل أن يدفع هذا الاكتشاف الناس إلى توجيه أنظارهم نحو الأرض نفسها. والانتباه إلى الكائنات الصغيرة التي غالبًا ما تختبئ في الظل، لكنها تحمل أسرارًا مهمة عن تطور الحياة على كوكبنا.