دراسة صادمة: جزيئات البلاستيك الدقيقة تغزو أدمغتنا وتفاقم الخرف

البلاستيك الدقيق

في ظل تنامي المخاوف بشأن الآثار الصحية للبلاستيك الدقيق، كشفت دراسة حديثة عن وجود مستويات مقلقة من هذه الجزيئات غير القابلة للتحلل في أدمغة البشر، وخاصة لدى مرضى الخرف.

وجود البلاستيك الدقيق في الدماغ

أجرى باحثون من جامعة نيو مكسيكو دراسة شملت فحص أنسجة الكبد والدماغ بعد الوفاة لعشرات الأشخاص في عامي 2016 و2024.

أظهرت النتائج وجود كميات كبيرة من البلاستيك الدقيق في الأنسجة. حيث بلغ متوسط التركيز في الكبد 142 ميكروغرامًا لكل غرام في عام 2016، بينما وصل في الدماغ إلى 465 ميكروغرامًا لكل غرام.

أشارت الدراسة إلى أن مستويات جزيئات البلاستيك الصغيرة  في الدماغ كانت أعلى بكثير لدى مرضى الخرف. حيث تم نشر نتائج هذه الدراسة في دورية Nature Medicine.

مخاطر البلاستيك الدقيق

يتكون البلاستيك الدقيق من جزيئات بلاستيكية صغيرة جدًا يمكنها التسلل إلى جسم الإنسان عبر الهواء والماء والغذاء.

تشير الدراسات إلى أن البلاستيك الصغير يمكن أن يتراكم في الأعضاء الحيوية. مثل الكبد والدماغ، وقد يسبب التهابات وأضرارًا خلوية.

البلاستيك الدقيق

تثير النتائج الجديدة مخاوف بشأن العلاقة المحتملة بين التعرض للبلاستيك الدقيق، وزيادة خطر الإصابة بالخرف والأمراض العصبية الأخرى.

يشير الباحثون إلى أن وجود هذه الجزيئات في الدماغ قد يساهم في تفاقم حالات الخرف. حيث يمكن أن تؤدي إلى التهابات وتلف في الخلايا العصبية.

تثير هذه النتائج مخاوف جدية حول تأثير التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان، وخاصة على المدى الطويل.

وتشير بعض الابحاث الى أن الجسيمات الموجودة في أنسجة الدماغ كانت عبارة عن شظايا صغيرة أو رقائق بلاستيكية نانوية من البولي إيثيلين.

ويدعو الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم الآليات التي تتسبب بها هذه الجزيئات في تلف الدماغ.

ويؤكدون ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من التلوث البلاستيكي، وتقليل تعرض الإنسان لهذه الجزيئات الضارة.

أهمية الدراسة

تسلط هذه الدراسة الضوء على مشكلة متنامية تهدد صحة الإنسان. وتؤكد الحاجة إلى وعي أكبر بمخاطر التلوث البلاستيكي، واتخاذ خطوات فعالة للحد منه.

وأثار الدكتور نيكولاس فابيانو، الباحث الرئيسي من قسم الطب النفسي بجامعة أوتاوا، قلقًا بالغًا بشأن النتائج التي توصل إليها فريقه. حيث لاحظ زيادة ملحوظة في تركيزات البلاستيك الدقيق في أدمغة عينات الدراسة على مدى ثماني سنوات فقط، من 2016 إلى 2024.

وأكد “فابيانو” أن الزيادة الكبيرة في تركيزات البلاستيك الدقيق في الدماغ خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة مثيرة للقلق بشكل خاص.

وأشار إلى أن هذه الزيادة تعكس الارتفاع الهائل في مستويات البلاستيك الدقيق في البيئة العالمية.

وأوضح “فابيانو” أن بعض الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تم العثور عليها كانت أصغر من 200 نانومتر.

 ولفت إلى أن هذا الحجم الصغير مكن هذه الجسيمات من عبور حاجز الدم في الدماغ والتراكم في جدران الأوعية الدموية الدماغية والخلايا المناعية؛ ما يزيد من المخاطر المحتملة على الصحة.

الرابط المختصر :