أثارت دراسة أجراها باحثون يابانيون حول أهرامات الجيزة في مصر جدلًا واسعًا؛ حيث كشفت عن تفاصيل جديدة ومدهشة حول هذه المعالم الأثرية العريقة.
كما أن هذه الدراسة قدمت نظرة مختلفة تمامًا عن شكل أهرامات الجيزة الحقيقي؛ ما أثار تساؤلات جديدة حول كيفية بنائها وتقنياتها المستخدمة.
تفاصيل جديدة حول تكوين الأهرامات
أظهرت الدراسة أن شكل الأهرامات الحقيقي يختلف عما هو متعارف عليه. فبدلًا من كونها أهرامات ذات أربعة أوجه مسطحة. فإنها في الواقع تمتلك شكلًا مقعرًا. أي أن كل وجه من وجوه الهرم ينحني قليلًا من المنتصف باتجاه الحواف؛ ما يعطيها شكلًا أقرب إلى الثمانية أوجه بدلًا من الأربعة.
يقول الباحث أكيو كاتو من قسم الرياضيات والفيزياء بجامعة كاناغاوا في اليابان: “إن الهرم الأكبر بالجيزة ليس هرمًا مربعًا قياسيًا، بل له في الواقع أكثر من أربعة أضلاع.
وكتب: “من المعروف أن الهرم الأكبر بالجيزة يتمتع بخاصية التقعر المذهلة. حيث أن كل وجه من وجوهه الأربعة مسنن قليلًا على طول خطه المركزي، من القاعدة إلى القمة”.
وأضاف: “بعبارة أخرى، فإن الهرم الأكبر هرم مثمن مقعر، وليس هرمًا مربعًا قياسيًا”.
لقد كانت هذه الخاصية المثيرة للاهتمام في الهرم الأكبر محل دهشة الخبراء لعقود من الزمان. فقد لاحظ فليندرز بيتري؛ عالم المصريات البريطاني خطًا أجوفًا في منتصف كل جانب من جوانب الهرم الأكبر بالجيزة خلال النظر إلى رسم توضيحي في كتاب “وصف مصر”.
وكتب آي إس إدواردز؛ عالم المصريات زميله، عن هذه الظاهرة في كتابه “أهرامات مصر” الصادر عام 1975.
ولاحظ “إدواردز” أن جوانب الهرم الأكبر بالجيزة تميل قليلًا إلى الداخل باتجاه مركز كل مسار. ما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في منتصف كل وجه، وهي خصوصية لا يشترك فيها، على حد علمنا، أي هرم آخر.
التقعر الدقيق لواجهات الهرم
وقد لاحظ “أكيو كاتو” أن هذا التقعر دقيق جدًا بحيث لا يمكن رؤيته من أي موضع على الأرض، ولكن يمكن ملاحظته من الجو.
ومن نقطة المراقبة الجوية، يمكن أن نرى أن جوانب الهرم الأكبر في الجيزة مسننة على طول وسطها.
يعود إدراك أن الطبقة الخارجية للهرم الأكبر بالجيزة قد يكون لها أكثر من أربعة جوانب إلى عام 1940؛ حيث كشفت الصور الجوية التي التقطت منذ سنوات أن الهرم في الواقع له ثمانية جوانب.
وهذه الجوانب يمكن رؤيتها بسهولة من السماء، ولكن من الصعب اكتشافها من الأرض ما لم يكن في الإضاءة الصحيحة.
ولم يؤكد البشر المعاصرين العدد الصحيح للأضلاع حتى التقط طيار في سلاح الجو الملكي البريطاني يدعى “ب. جروفز” صورًا للهرم من أعلى في عام 1926.
أثارت طبيعة الهرم الثمانية الأضلاع مناقشات ومناظرات بين المتحمسين ونظريات المؤامرة على حد سواء. أعرب مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في مجموعة فيسبوك “خلل في المصفوفة وتأثير مانديلا والانزلاقات الزمنية” عن دهشتهم من هذا الكشف.
وعلى الرغم من الدهشة الأولية، فقد كان الخبراء على دراية بهذه الميزة لبعض الوقت. وتضيف دراسة “كاتو” الأخيرة إلى مجموعة الأبحاث التي تسعى لفهم الأسباب وراء تصميم الهرم.
وكتب “كاتو” في ورقته البحثية: “النقطة الحاسمة حول الاستقرار هي أن تأثيرات مثل هذه القوى الطبيعية تختلف تمامًا بين قلب المسارات المائلة وقلب المسارات المستوية حقًا. بمعنى أن الأولى يمكن إحكامها لتصبح أقوى بمرور الوقت، ولكن الثانية سوف تتفكك لتصبح أضعف بمرور الوقت”.