دراسة: المضغ يستهلك طاقة أكثر مما تعتقد
المضغ هو عملية تفتيت الطعام داخل الفم عن طريق الأسنان، وهو الخطوة الأولى في عملية الهضم.
ويقوم اللسان بتقليب الطعام داخل الفم ثم يتم تقطبعه بالأنياب ثم طحنه بالضروس وبلع الطعام.
بعد ذلك يمر في البلعوم ثم إلى المرئ ثم إلى المعدة وتقوم بهضمه فإذا مضغ جيدًا سيهضم الطعام بسرعة.
وفي حالة إذا لم يمضغ جيدًا سيبدأ عسر الهضم وبعدها يمر الطعام بـ “الإثنا عشر” ومن ثم إلى الأمعاء الدقيقة ثم إلى الإمعاء الغليظة وإلى فتحة الشرج.
لكن المثير للاهتمام أننا قد لا نفكر في المضغ على أنه نشاط شاق لكن دراسة جديدة تشير إلى أنه يستخدم كمية مذهلة من الطاقة.
– تفاصيل الدراسة
في دراسة نُشرت في المجلة العلمية Science Advances جهز الباحثون 21 مشاركًا بخوذات بلاستيكية شبيهة برواد الفضاء وقاسوا معدلات الأيض لديهم، أو مقدار الطاقة التي كانت تستهلكها أجسامهم أثناء مضغهم.
وقد مضغ المشاركون علكة عديمة النكهة وعديمة الرائحة.
ويقول “آدم فان كاستيرن”؛ المؤلف المشارك بالدراسة والباحث في الميكانيكا الحيوية بجامعة مانشستر في بريطانيا:
“بهذه الطريقة لا ينشط الجهاز الهضمي بنفس القدر الذي كان سيفعله بخلاف ذلك. لقد أردنا قياس المضغ فقط أو أقرب ما يمكن أن نحصل عليه”.
لقد اتكأ المشاركون أولًا تحت غطاء يشبه الفقاعة لمدة 45 دقيقة لتوفير قياس أساسي.
ومضغوا بعد ذلك نوعين من العلكة -أحدهما أكثر ليونة والآخر أكثر صلابة- لمدة 15 دقيقة، بينما قاس الباحثون زفير ثاني أكسيد الكربون، وهو علامة على استخدام الطاقة.
ووجد الباحثون أن العلكة اللينة تسبب زيادة بنسبة 10 في المائة بمعدلات التمثيل الغذائي للمشاركين، بينما تسبب العلكة الأكثر صلابة زيادة بنسبة 15 في المائة.
والتغييرات الصغيرة جدًا في الخصائص المادية للعنصر الذي تمضغه يمكن أن تسبب زيادات كبيرة جدًا في إنفاق الطاقة.
والأهم من ذلك كله هو ما كتبه المؤلفون أن الطعام الذي استهلكه أسلافنا البشريون الأوائل كان يتطلب بالتأكيد جهدًا أكبر في المضغ لمعالجته عن طريق الفم.
لكن البشر المعاصرين وأسلافنا الأحدث طهوا واستخدموا الأدوات التي ساعدت في جعل المضغ أسهل.
وكما حدث ذلك تغيرت بنية أسنانهم وفكهم، وأصبحت أصغر من تلك الموجودة في الرئيسيات الأخرى.
أخيرًا يريد “فان كاستيرن” أن يكون بحثه المستقبلي في مقدار الطاقة التي يبذلها مضغ الطعام الحقيقي، بدلًا من العلكة العادية.
علاوة على ذلك يتطلع “فان كاستيرن” إلى اكتشاف المزيد عن التطور البشري.
اقرأ أيضًا:
كيف يساهم تعلم لغة جديدة في نمو الدماغ؟