“جاكسون ليون” في حواره إلى “عالم التكنولوجيا”: نستخدم الذكاء الاصطناعي للحفاظ على سلامة المحتوى

"جاكسون ليون" في حواره إلى "عالم التكنولوجيا": نستخدم الذكاء الاصطناعي للحفاظ على سلامة المحتوى
"جاكسون ليون" في حواره إلى "عالم التكنولوجيا": نستخدم الذكاء الاصطناعي للحفاظ على سلامة المحتوى

حوار: مارينا عزت الفريد

يعد تطبيق الرسائل الفورية “ايمو” من التطبيقات الأشهر استخدامًا في المملكة العربية والسعودية والخليج العربي، ويتواصل عليه الملايين من المستخدمين لإجراء المكالمات وإرسال النصوص والصور ومشاهدة بعضًا من مقاطع الفيديو المُتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن من الشركة التي أطلقت هذا التطبيق ؟ وما هو تاريخها وقواعدها في حماية المستخدمين، كل هذا سوف نتعرف عليه وأكثر في حوارنا مع “جاكسون ليون” رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا ، شركة بيجو تكنولوجي، فإلى نص الحوار..

ما هو تاريخ شركة "بيجو تكنولوجي" وتطبيق "بيجو لايف" ؟

تأسست شركة “بيجو تكنولوجي” السنغافورية في العام 2014. ونحن نصنّف أنفسنا على أننا شركة ناشئة انطلقت من سنغافورة إلى سائر أنحاء العالم. وبالإضافة لذلك، مقارنة مع سائر الشركات الناشئة الأخرى التي تعود أصولها إلى سنغافورة، فإن لدى “بيجو تكنولوجي” واحدة من أضخم العمليات التشغيلية حول العالم.

وبالحديث عن تطبيق “بيجو لايف”، فقد أنشئ في مارس 2016، وسرعان ما تمكن من تحقيق نجاح كبير منذ إطلاقه. وفي غضون شهر واحد، احتل التطبيق المركز الأول ضمن تصنيف التنزيلات المجانية لنظام iOS في تايلاند. وعلى غرار هذا النجاح، قررنا توسيع نطاق حضورنا من خلال الدخول إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2017، وتمكنا كذلك من تحقيق نجاح استثنائي وغير مسبوق منذ ذلك الحين. لدينا حتى الآن شبكة واسعة من المستخدمين من جميع أنحاء العالم والذين يبلغ عددهم أكثر من 400 مليون، مع ما يقارب 1.2 مليون مستخدم نشط يومي من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

كيف تحافظ "بيجو لايف" على خصوصية مستخدميها؟

تعد الخصوصية بالنسبة لنا في “بيجو لايف” من الأمور المهمة وغير القابلة للمساومة عليها، ولهذا نتبع عدداً من التدابير التي من شأنها ضمان حماية جميع مستخدمينا. نحن نتابع عن كثب جميع الهيئات الحكومية والسلطات الرقابية لكل دولة للتأكد من الامتثال الصارم بأنظمتها الرقابية ولوائحها ذات الصلة بخصوصية مواطنيها والمقيمين على أرضها.

لدينا أيضاً سياسات وأنظمة داخلية خاصة بنا مصممة لضمان حماية سلامة بيانات المستخدمين بشكل مستمر.

وفيما يتعلق بالبيانات المرئية للمستخدمين،  فنحن لا نقوم بتخزينها إلا بعد أن تصبح متاحة للمشاهدة من خلال البث المباشر. في هذه الحالة ، يتم تخزين مقاطع الفيديو المتاحة للعموم و المتدفقة من خلال محتوى البث المباشر في مراكز البيانات الخاصة بنا لمدة تقل عن أسبوع، وذلك لأغراض التحقق فيما إذا كان المحتوى يخالف التوجيهات المنصوص عليها من قبل “بيجو لايف” والدولة التي تم إنشاء المحتوى فيها. ويتم الوصول إلى البيانات فقط للتحقق والتأكد من أن المحتوى يحافظ على نزاهة ومبادئ المنصة والدولة التي أنتج فيها. سيتم تعليق حسابات المستخدمين الذين ينتهكون الأنظمة واللوائح الموضوعة من قبل الحكومات ذات الصلة و”بيجو لايف”.

ما هو دور الذكاء الاصطناعي في صياغة محتوى الشركة؟

يتم استخدام نظام الذكاء الاصطناعي لدينا في معظم الأحيان لضمان الحفاظ على سلامة المحتوى. كما تستخدم “بيجو لايف” الذكاء الاصطناعي لفحص المحتوى الذي يتم إنشاؤه، وذلك باعتبار أن حجم المحتوى هائل جداً بحيث يتعذر على الأشخاص مراقبته بدقة وبشكل يدوي.

وفيما يتعلق بصناعة المحتوى، فإن نظام الذكاء الاصطناعي لدينا موجه بشكل أكبر نحو دعم قدرات مستخدمينا لتمكينهم من جعل المحتوى المرئي الخاص بهم أكثر إبداعاً وجاذبية. وأفضل مثال على ذلك، استخدام “الفلاتر” التي تتيح للمستخدمين تعديل وتحسين مقاطع الفيديو الخاصة بهم عن طريق تغيير ملابسهم، وإضافة عناصر إلى وجوههم وغير ذلك بغرض إتاحة الفرصة للمستخدمين لعمل أشياء قد لا يكون بمقدورهم القيام بها في العالم الحقيقي.

"جاكسون ليون" في حواره إلى "عالم التكنولوجيا": نستخدم الذكاء الاصطناعي للحفاظ على سلامة المحتوى

ما هي المبادرات التي اتخذتها "بيجو" لتحسين سمعتها التجارية في المنطقة؟

تواصل “بيجو تكنولوجي” الاستثمار في تطوير منصاتها لجعلها أكثر سهولة من حيث الاستخدام، وإتاحة قيمة أفضل  لمستخدميها، وإحداث تأثير اجتماعي. نحن نرغب بنشر الفرص الإيجابية من حيث صلتها بمنصاتنا عن طريق الدردشات والأحاديث الشفهية، إذ إن لهذا النمط قيمة أكبر وتأثير كبير على نهجنا وكيفية توسيع نطاق حضورنا في المنطقة.  

وفيما يتعلق بتطبيق “بيجو لايف”، هناك العديد من المذيعين الذين تم تقديمهم إلى المنصة من قبل أصدقائهم وعائلاتهم. لدينا أمثلة عن أشخاص حدث تحولاً حاسماً في حياتهم، من ضمنهم واحدة من الأمهات العازبات التي كانت تواجه تحديات في الحصول على فرصة عمل. وكانت هذه الأم مولعة بالطهي، وتمكنت ببراعة من استقطاب جمهور من المعجبين نحوها عن طريق تطبيق “بيجو لايف”، واستطاعت بعد فترة وجيزة تحويل هؤلاء المشجعين إلى عملاء لشركتها القائمة والمزدهرة حالياً في مصر.

هناك منصة أخرى تنضوي تحت مظلة “بيجو تكنولوجي”، وهي “إيمو” (imo) – تطبيق الاتصالات الفورية المباشرة. صمّم هذا التطبيق ليتيح سهولة فائقة في الاستخدام وليربط الناس ببعضهم، وخاصة جيل الأجداد،  الذين لطالما يرون في التكنولوجيا على أنها مرعبة بعض الشيء. وبالنظر إلى سهولة استخدام تطبيق “إيمو” (imo)، نرى الشباب يشجعون أحباءهم على استخدامه بشكل أكبر للبقاء على اتصال.

ومن منظور مؤسسي أوسع وأكثر شمولاً، تستثمر “بيجو تكنولوجي” باستمرار في تحسين المهارات والقدرات في جميع أنحاء المنطقة. نحن نخطط لطرح برنامج للمنح الدراسية في العام 2020 بالتعاون مع جامعات في المملكة العربية السعودية والأردن ومصر، بالإضافة إلى العمل عن كثب مع الهيئات الحكومية المحلية لإنشاء مختبرات الذكاء الاصطناعي. كما أننا نوظف فنيين من المختصين في مجال الذكاء الاصطناعي في الأردن ومصر، وسنواصل استكشاف المزيد من الفرص المواتية حتى نتمكن من تعزيز حضورنا وتحسين سمعتنا في المنطقة.

ما هي التكنولوجيا الرئيسية التي تعتمد عليها منصة "بيجو لايف" في بث الصوت والفيديو؟

تستخدم منصة “بيجو لايف” واحدة من أفضل تقنيات نقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت (VoiP) فئة النظير للنظير (P2P) المتوفرة من جميع أنحاء العالم لتحقيق معدلات كمون منخفضة تصل إلى 200 مللي ثانية.

كما تستخدم منصة “بيجو لايف” مزيجها الاستثنائي لشبكة توصيل المحتوى العالمية (CDN) ومراكز بيانات الإنترنت (IDC). لدينا أكثر من 40 مركز لبيانات الإنترنت حول العالم والتي تمكّننا من نقل محتوى الفيديو حول العالم والذي يساهم بدوره في خدمة أكثر من 400 مليون مستخدم بصرف النظر عن أماكن تواجدهم. لدينا أيضاً أكثر من 300 ألف من مذيعي البث المباشر، وهو ما يضمن قدرتنا على إنشاء وبث وتوزيع محتوى متنوع قدر الإمكان. 

ما هي المشاريع التي تشارك بها "بيجو لايف" حالياً في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط؟

يكمن العامل الأكثر أهمية من حيث التطبيق الناجح للتكنولوجيا في الكوادر البشرية. لذا، فإن هدفنا الرئيسي هو البحث عن نخبة العقول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين بمقدورهم الاستفادة من التقنيات الحالية والناشئة للمساعدة في تحسين الانتاجية والكفاءة لديهم ولدى الشركات التي يعملون لديها ولمجتمعاتهم وبلدانهم.

وفي هذه الحالة، سنقوم بطرح برنامج للمنح الدراسية يحصل فيه الفائز على فرصة عمل في إحدى مكاتب “بيجو تكنولوجي” المتواجدة في جميع أنحاء العالم، مثل سان فرانسيسكو وسنغافورة ومصر والأردن. كما سيقضي المرشحون الفائزون بعض الوقت في المكاتب ذات الصلة للتعلم واكتساب الخبرة من أعضاء فريق العمل المتميزين بحنكتهم ومهاراتهم التكنولوجية رفيعة المستوى فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى المستجدة.

كما نتعاون مع الحكومات المحلية في المنطقة لدعم جهودها في مكافحة تفشي وباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، مثل الأردن والمملكة العربية السعودية، وذلك من خلال تشجيع الأشخاص من خلال تطبيقنا “بيجو لايف” على التصرف بشكل إيجابي ودعم الجهود التي تبذلها المؤسسات والهيئات  من أجل الحفاظ على صحتهم وسلامتهم.

"جاكسون ليون" في حواره إلى "عالم التكنولوجيا": نستخدم الذكاء الاصطناعي للحفاظ على سلامة المحتوى

هل هناك أي شروط / قواعد محددة يتعين على صانعي المحتوى الالتزام بها في "بيجو لايف"؟

كما تعلمون إن مبدأ وسائل التواصل الاجتماعي يدور حول تحفيز الأشخاص العاديين على مشاركة وطرح آرائهم ومنحهم فرصة مواتية ليكونوا منتجين لجمهورهم. ومن هذا المنطلق، فنحن لا نضع أي شروط أو قواعد محددة لصانعي المحتوى في تطبيق “بيجو لايف”.

وعلى غرار ما ورد أعلاه، نحن ندرك بأن هناك أشخاص بإمكانهم تحميل محتوى لا يتماشى مع القواعد والأنظمة المنصوص عليها من قبل حكومات دولهم المعنية التي يتواجدون فيها. في هذه الحالة، قمنا بوضع قواعد سلوك مجتمعي صارمة للامتثال بها من قبل مستخدمينا وفقًا للقوانين والثقافة والأعراف المحلية المطبقة والسائدة. ولأولئك الذين يخالفون تلك التوجيهات عن عمد، سيتم تعليق حسابهم أو حظرهم من استخدام المنصة.

ولكي نضمن قدرة مستخدمينا على الوصول والتفاعل مع منصتنا بكل أمان، تستخدم “بيجو لايف” تقنية الذكاء الاصطناعي لتحديد المحتوى الذي يخالف هذه الإرشادات ويساعدنا في اتخاذ التدابير اللازمة وفقًا لذلك. وبالإضافة لذلك، فنحن نتطلع أيضًا إلى التعاون مع السلطات المحلية لمساعدتنا في تطوير وتنمية قدراتنا من أجل الحفاظ على منصتنا وسلامتها ودورها الإيجابي قدر الإمكان.

ما هي أبرز العوامل التي شكلت القوة الدافعة لنجاح "بيجو لايف"؟

تُعد “بيجو” و”بيجو لايف” إحدى أكثر شركات الإنترنت السنغافورية نجاحاً وتألقاً، حيث تمكنت من تحقيق نمو بقفزات متسارعة وملفتة في المنطقة على مدى السنوات الثلاث الماضية. ومن أحد أبرز العوامل التي شكلت القوة الدافعة لهذا النجاح هو الاعتماد على فرق عمل محلية لإدارة وتشغيل عملياتنا. ونحن نعتبر من إحدى شركات الإنترنت القليلة التي يعمل لديها مئات الموظفين من جميع أنحاء المنطقة.

ومن شأن الاعتماد على فرق عمل محلية لإدارة وتشغيل عملياتنا أن يساعدنا على فهم الثقافة المحلية والمحتوى المحلي والقانون المحلي وغير ذلك. لقد تعلمنا من تجاربنا السابقة بأن ما قد يكون ناجحاً في البلدان الأخرى، قد لا يجدي نفعاً في دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بسبب التنوع الثقافي، ولهذا فإن فرق التسويق والإعلان والعلاقات العامة لدينا تضم أعضاء لديهم خبرة محلية وإقليمية للمساعدة في توسيع نطاق حضورنا وتقديم المشورة الاستراتيجية فيما يتعلق بكيفية الترويج لعلامتنا التجارية في المنطقة.

ما هي أبرز التحديات التي تواجهها "بيجو لايف"؟

إن التحدي الأول الذي يواجه “بيجو لايف” يدور حول كيفية تقديم منافع مستمرة وقيّمة لأعداد المستخدمين المتزايدة. نقوم حالياً بتقديم خدماتنا إلى شريحة صغيرة من الأشخاص في المنطقة، ومع ذلك، فنحن نتطلع إلى تحقيق مزيد من التوسع والانتشار. كما أننا على ثقة بأن الجميع يمكنه الاستفادة من “بيجو لايف” وكذلك من المنتجات والخدمات المقدمة من قبل “بيجو تكنولوجي”، ولذلك فإن تعليم الناس حول كيفية التأقلم مع محتوى البث المباشر والمنافع التي يقدمها من حيث القيمة الاجتماعية والثقافية يشكّل في الواقع إحدى أبرز أولوياتنا وواحداً من أكبر التحديات التي نواجهها.

ويتمثل التحدي الثاني الذي نواجهه في إشراك وتمكين المزيد من الأشخاص على المستوى الشعبي. وهذا يشمل الأشخاص الذين لديهم صوت ولكنهم غير قادرين على التعبير عن أنفسهم في حياتهم اليومية. وهنا يأتي دورنا، فنحن نريد أن نشجعهم على التعبير عن آرائهم، لأن ذلك قد يؤدي إلى خلق عدد من الفرص التي قد تحدث تحولاً إيجابياً حاسماً في حياتهم وحياة أحبائهم.

أما التحدي الثالث فهو الاستمرار في الاستثمار لضمان الحفاظ على أمن وسلامة محتوانا ومجتمعنا. ونحن لانزال نواصل العمل على تطوير التكنولوجيا ودعم وصقل مهارات وقدرات فرق عملنا، بالإضافة إلى التعاون مع الحكومات والجهات الرقابية والمجتمعات المحلية للتأكد من اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان امتثال المحتوى الذي يتم إنشاؤه مع الثقافة والتقاليد والقوانين الخاصة بالبلد المعني. كما أننا الآن بصدد زيادة عدد أعضاء فريق سلامة المحتوى الخاص بنا في مصر من ما يقل عن 300 عضو إلى نحو 1000 شخص بحلول نهاية هذا العام.

ونحن مستمرون في البحث عن المزيد من علاقات الشراكة والتعاون مع الحكومات والمستخدمين للتأكد من أن المحتوى الذي يتم إنشاؤه يحظى بالقدر الوافر من الأمن والسلامة وبأنه يقدّم قيمة اجتماعية وربما اقتصادية لجميع المستخدمين، بصرف النظر عن موقعهم الجغرافي.

الرابط المختصر :