تخطى عدد زوار معرض القاهرة الدولي للكتاب في 10 أيام حاجز 5 ملايين زائر؛ حيث شهد منذ بداية انطلاقه في 24 ديسمبر الماضي زحامًا شديدًا.
كما شمل المعرض مجموعة متنوعة من الفعاليات المهمة، والتي حققت رواجًا جماهيريًا كبيرًا. منها: استضافة السفير الدكتور بدر عبد العاطي؛ وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج. وأيضًا الكاتب أحمد المسلماني؛ رئيس الهيئة الوطنية للإعلام. متحدثًا عن مسارات مرتبطة بتطوير منظومة الإعلام المصري. بما يحقق أهداف الدولة التنموية.
بالإضافة إلى مجموعة العروض الفنية والاستعراضية المتنوعة على مسرحي بلازا1، وبلازا2.
فيما ضم المعرض العديد من الندوات والفعاليات التي تهتم بقطاع التكنولوجيا ومخاطر الذكاء الاصطناعي. ودور التكنولوجيا في علاج الأورام والأمراض المستعصية.
تطبيق تعليم الحج بالجناح السعودي
بينما استعرض ركن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، خلال المشاركة في جناح المملكة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب. تطبيق تعليم الحج والعمرة الافتراضي متعدد اللغات والبيئات لزوار المعرض.
ويهدف التطبيق إلى تدريب المستخدمين على كيفية أداء مناسك الحج والعمرة بشكل صحيح. وذلك ضمن عدد من التطبيقات الإلكترونية التي تقدمها لزوار المعرض.
نقلة نوعية في خدمة ضيوف الرحمن
في حين لاقى التطبيق اهتمامًا واسعًا من زوار ركن الوزارة بالمعرض. إذ يمثل نقلة نوعية في خدمة ضيوف الرحمن من خلال تدريب عملي على شعائر الحج والعمرة خطوة بخطوة. باستخدام تقنيات العالم الافتراضي ثلاثية الأبعاد بشكل تفاعلي. وتزويدهم بالمعلومات والإجابات لاستفساراتهم خلال أدائهم النسك.
فيما يسهل ذلك عليهم الحصول على المعلومة الموثوقة في وقت سريع وبشكل مباشر بالصوت والصورة.
كما أعرب الزوار عن إعجابهم بمدى واقعية التجربة وأهميتها في تهيئة الحجاج والمعتمرين. وتعزيز معرفتهم بالمناسك، مشيدين بالخدمات التي تقدمها المملكة في سبيل خدمة المسلمين. سائلين الله تعالى أن يحفظ للمملكة أمنها واستقرارها وازدهارها.
تحذير من مخاطر الذكاء الاصطناعي في الإعلام
شهدت قاعة “فكر وإبداع” ندوة لمناقشة كتاب “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام” للدكتورة رباب عبد الرحمن. ضمن فعاليات الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وأكدت الدكتورة رباب عبد الرحمن أن الكتاب استغرق عامًا كاملًا في الإعداد. حيث سعت من خلاله إلى الجمع بين الجانب الأكاديمي النظري والتطبيقات العملية.
كما ناقشت التحديات التي يواجهها الذكاء الاصطناعي. وقدمت رؤية استشرافية لمستقبل هذه التقنية في الإعلام.
وأضافت: “تناولت في الكتاب تعريف الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الصحافة والإعلام الرقمي. مثل: البودكاست ومنصات التواصل الاجتماعي”.
بينما ركزت على خطورة التزييف العميق للنصوص والصور والفيديوهات، مع محاولة تقديم الكتاب بأسلوب يجمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية. ليكون مفيدًا للباحثين والدارسين والعاملين في الإعلام.
كذلك استعرضت مراحل تطور الذكاء الاصطناعي منذ ظهوره في الخمسينيات، حتى بدأ تطبيقه في مجال الإعلام عام 2010. عندما استخدمت وكالة “أسوشيتد برس” هذه التقنية في إنتاج الأخبار. وسلطت الضوء على قضايا، مثل: مخاطر تحليل البيانات الشخصية، وانتشار المعلومات المضللة، وإمكانية استغلال هذه التقنية للتأثير في الرأي العام.
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يقودان ثورة في علاج الأورام
وفي ندوة أخرى استضافت القاعة الرئيسية، ضمن محور “قراءة المستقبل” في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان “دور العلم والتكنولوجيا في تطور علاج الأورام”. بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين.
شارك في الندوة الدكتور محمد سعد زغلول؛ أستاذ العلاج بالإشعاع بجامعة القاهرة رئيس قسم العلاج بالإشعاع بمستشفى سرطان الأطفال 57357، والدكتور سامي سليمان. مدير عام شركة “إليكتا إيجيبت” خبير التكنولوجيا الطبية، والدكتور محمد فاروق؛ مدير قسم الفيزياء والتدريب والتطوير في شركة “بي تي دابليو” الألمانية. وأدارتها الإعلامية مروة الشبراوي.
مفتاح العلاج الفاعل
شدد الدكتور محمد سعد زغلول على أهمية التشخيص السليم في تحقيق أفضل النتائج العلاجية بأقل تكلفة. مشيرًا إلى أن السرطان يحدث نتيجة انقسام غير طبيعي للخلايا دون توقف؛ ما يؤدي إلى نمو الأورام، مشيرًا إلى أن السرطان يصيب كبار السن بشكل أكبر. رغم إمكانية ظهوره لدى الأطفال أيضًا.
واستعرض “زغلول” مراحل تطور المرض، بدءًا من انقسام الخلايا داخل العضو. ثم انتقالها إلى الغدد الليمفاوية أو عبر الشرايين والأوردة، كما تحدث عن الدور الذي تؤديه مناعة الجسم في مواجهة الخلايا السرطانية.
كما تناول أنواع العلاجات المتاحة، ومنها:
العلاج الجراحي: والذي يعود تاريخه إلى العصور الفرعونية.
الكيميائي: يستهدف الخلايا السرطانية عبر مواد كيميائية.
المناعي: الذي يعتمد على تنشيط الجهاز المناعي لمحاربة الورم.
الإشعاعي: يستخدم الأشعة لتدمير الخلايا السرطانية.
التكميلي: يهدف إلى دعم صحة المريض أثناء تلقي العلاجات الأخرى.
تقنيات العلاج
فيما أكد الدكتور محمد فاروق أن مصر شهدت تحسنًا كبيرًا في علاج الأورام خلال السنوات الأخيرة. مع توفير أحدث الأجهزة الطبية الحديثة. مشيرًا إلى أن الكوادر الطبية المصرية باتت أكثر تأهيلًا بفضل التدريب في الخارج؛ ما ساهم في رفع كفاءة الفرق الطبية.
وأضاف أن الشركات الطبية العاملة في مصر تحرص على تقديم برامج تعليمية متطورة للأطباء لضمان الاستخدام الأمثل للأجهزة الحديثة. وتحدث عن المستقبل متوقعًا أن يشهد المجال الطبي قفزة كبيرة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي. التي تسرّع عمليات التشخيص والعلاج، وتحسّن النتائج العلاجية.
تغيير الصورة النمطية عن السرطان
من جانبه أوضح الدكتور سامي سليمان أن مرض السرطان ليس معديًا. وأن التحدي الأكبر كان في الماضي هو اكتشافه في مراحل متأخرة. ما قلل من فرص العلاج. لكنه أكد أن زيادة الوعي ساهمت في تحسين نسب الشفاء وتأخير المضاعفات.
فيما انتقد الصورة النمطية السائدة حول مرض السرطان. والتي تعززها الأعمال الدرامية؛ حيث يعتقد الكثيرون بأن الإصابة به تعني الموت الوشيك. وأكد أن هذه الفكرة خاطئة تمامًا، مشددًا على أن التشخيص المبكر يرفع نسب الشفاء بشكل كبير.
كما دعا “سليمان” إلى إعادة تشكيل الوعي المجتمعي حول السرطان. وتأكيد إمكانية علاجه والتعافي منه. كذلك لفت إلى التطور الكبير في تقنيات التشخيص المبكر. التي تتيح اكتشاف الخلايا السرطانية في مراحلها الأولى، وهذا يفتح أفقًا واسعًا لعلاجات أكثر فاعلية.
“فنون الإقناع والذكاء الاصطناعي”
في السياق نفسه شهدت قاعة “فكر وإبداع”؛ ضمن محور “كاتب وكتاب”؛ في بلازا 1؛ ندوة متميزة لمناقشة كتاب “فنون الإقناع وتطبيقات الذكاء الاصطناعي”؛ للدكتورة نسمة إمام سليمان؛ الصادر عن دار العربي للنشر والتوزيع.
شارك في المناقشة الدكتور صابر سليمان عسران؛ والدكتور عادل فهمي البيومي؛ وأدارت الندوة الصحفية نادية البنا.
وأوضحت الدكتورة نسمة إمام سليمان؛ مدرس الإذاعة والتلفزيون. أن الكتاب يشرح كيفية تقديم رسالة إقناعية للجمهور؛ وكيفية استخدام معايير الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي. مشيرة إلى أنه يحتوي على عدة فصول تتناول فنون الإقناع والعملية الإقناعية. والأدوات اللازمة لصياغة رسالة إقناعية للوصول إلى كل فئة من الجمهور.
وتابعت: “لدينا جمهور خارج المؤسسة وداخلها، ويشمل الشركاء والرعاة. وتطبيقات الذكاء الاصطناعي تسهل علينا مخاطبة كل هذه الفئات”.
وأضافت أن انتشار هذه التطبيقات لا يسبب مخاوف، بل يمكن تطويعها لاستخدامها كأداة فعالة”. مشيرة إلى أنها بصدد إنتاج كتاب آخر عن تطور الجمهور من السلبية إلى صناعة المحتوى. مؤكدة أهمية استخدام وسائل الإيضاح والفيديوهات لإقناع الجمهور، والفيديوهات القصيرة، مثل الريلز، تحصد الكثير من المشاهدات.
أما الدكتور صابر سليمان عسران فأوضح أن الكتاب يجمع بين تخصصي الإقناع والذكاء الاصطناعي.
حرب خوارزمية
فيما أشار “عسران” إلى أن عملية الإقناع تعتمد على صانع الرسالة ومتلقّيها، وإذا سقط أحد العنصرين فإن عملية الإقناع تفشل. مؤكدًا أهمية فهم سلوكيات المتلقي. وأن يكون المرسل متمكنًا من الرسالة والمضمون والفكرة.
من جهته أضاف الدكتور عادل فهمي البيومي أن موضوع الذكاء الاصطناعي حساس ومهم. موضحًا أن هناك حربًا عالمية خوارزمية بين أمريكا والصين. وأننا مجرد مستخدمين مبتدئين في هذه الحرب. معربًا عن أسفه لاستخدام هذه التقنية استخدامات غير أخلاقية لشبابنا.
يذكر أن فعاليات الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب تأتي برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ رئيس الجمهورية. تحت شعار: “اقرأ… في البدء كان الكلمة”. وتستمر حتى 5 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض الدولية في التجمع الخامس.
في حين تحل “سلطنة عُمان” ضيف شرف هذه الدورة. وتم اختيار اسم الدكتور أحمد مستجير؛ العالم والأديب المصري، شخصية المعرض. واسم الكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.
كما يأتي المعرض بمشاركة 1345 دار نشر من 80 دولة و6150 عارضًا للإصدرات الأدبية والفكرية، وتشارك فيه 80 دولة، تمثل قارات العالم. ومن بينها ما يزيد على 10 دول تشارك لأول مرة.