تبدأ بعد قرون.. حروب يقودها الذكاء الاصطناعي

الحروب الذكية
الحروب الذكية

رغم التقدم الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن الحرب الذكية التي يقودها الذكاء الاصطناعي فقط لا تزال بعيدة. وهي حقيقة اعترف بها كبار القادة في الجيش الأمريكي.

استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب

ويصبح هذا النقاش حول هذا الأمر أكثر إلحاحًا مع انتقاد شخصيات عامة، مثل: إيلون ماسك، لتكلفة الطائرات الحربية وأهميتها في عصر تكنولوجيا. خاصة الطائرات دون طيار المتطورة.

فقد أكد مؤخرًا العميد دوج ويكرت؛ قائد الجناح الاختباري 412 في قاعدة “إدواردز” الجوية الأمريكية. مدى تعقيد التحول إلى الحرب التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ووفق موقع “warriormaven“. أكد أن الحرب الآلية بالكامل ليست وشيكة. وقدّر أن الأمر قد يستغرق قرونًا قبل أن تحل الأنظمة المستقلة محل الطيارين البشريين بالكامل.

على الرغم من توفر أنظمة الذكية إمكانيات مثيرة، فإن قيودها الحالية، بما في ذلك الأخطاء المتكررة وعدم القدرة على اتخاذ القرارات بموثوقية في سيناريوهات القتال الديناميكية، تتطلب الاعتماد المستمر على البشريين.

تطوير أسلحة جديدة يمكنه إسقاط أسراب الطائرات دون طيار على الأرض فورًا
تطوير أسلحة جديدة يمكنه إسقاط أسراب الطائرات دون طيار على الأرض فورًا

 

بدأت القوات الجوية في تطوير طائرات قتالية تعاونية (CCA)، طائرات دون طيار مدعمة بالذكاء الاصطناعي ومصممة للعمل جنبًا إلى جنب مع الطيارين البشريين.

وتقدر قيمة كل منها بنحو 30 مليون دولار، وستؤدي هذه الأجنحة الروبوتية في البداية بمهام عالية الخطورة. مثل: الاستطلاع وتوصيل الصواريخ، تحت إشراف طيارين بشريين.

ومع ذلك، أشار العميد “ويكرت”، وبيل جراي؛ رئيس الطيارين التجريبيين، إلى أن هذه الأنظمة بعيدة كل البعد عن كونها خالية من العيوب.

غالبًا ما تكشف الرحلات الجوية التجريبية التي تستخدم أنظمة معززة بالذكاء الاصطناعي عن تناقضات. ما يتطلب تدابير أمان صارمة وخيارات بديلة للتدخل البشري.

أنظمة الطيران بالذكاء الاصطناعي

توفر هذه الطائرة “F-16D” المعدلة المتمركزة في قاعدة “إدواردز” الجوية، منصة آمنة لاختبار أنظمة الطيران بالذكية. وأتمت الطائرة 17 ساعة من الطيران المستقل بالكامل قبل عامين. ما يمثل علامة فارقة مهمة في تطوير الذكاء الاصطناعي.

إن قدرة “VISTA X-62A” على محاكاة طائرات مختلفة والعمل داخل بيئة آمنة، تجعلها أداة لا تقدر بثمن للتجريب في مجال الحكم الذاتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن الأنظمة الذكية المتقدمة ترتكب أخطاء في كثير من الأحيان. ما يعزز الحاجة إلى الإشراف البشري.

على الرغم من التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، لا تزال القوات الجوية تستثمر كثيرًا في الطائرات التي يقودها طيارون. مثل: “F-35″، وبرنامج الهيمنة الجوية للجيل القادم (NGAD).

إن مبادرة الجيل القادم من الطائرات المقاتلة، التي تهدف إلى تطوير مقاتلة شبح من الجيل السادس. لا تزال في مراحل التخطيط، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفتها 20 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.

في هذه الأثناء، تخطط وزارة الدفاع الأمريكية لشراء 1800 طائرة إضافية من طراز “إف-35″، في حين تتجاوز التكلفة الإجمالية للبرنامج 2 تريليون دولار.

إيلون ماسك

وقد سخر النقاد، مثل: إيلون ماسك، من هذا الإنفاق، ووصفوا الطائرات المقاتلة بأنها عفا عليها الزمن، ودعوا إلى أنظمة أرخص وغير مأهولة. وتسلط انتقادات “ماسك” الضوء على نقاش أوسع نطاقًا حول نهج القوات الجوية في التحديث.

على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي والطائرات دون طيار تبشر بتوفير التكاليف وتقليل المخاطر على حياة الإنسان. فإن التكنولوجيا ليست جاهزة بعد لتحل محل الأنظمة الموجهة في سيناريوهات القتال المعقدة وعالية المخاطر.

وعلاوة على ذلك، تظل الأسئلة الأخلاقية المتعلقة بقدرة الأنظمة المستقلة على اتخاذ قرارات مميتة دون حل. ما يزيد من تعقيد اعتمادها على نطاق واسع.

بينما يزعم المنتقدون ضرورة التحول نحو الأنظمة غير المأهولة، فإن الواقع أن التكنولوجيا الحالية لا يمكنها أن تحل محل الطيارين البشريين بالكامل.

وتظهر أدوات، مثل: “VISTA X-62A”، وبرامج، مثل: “CCA” التزام القوات الجوية بالابتكار. ولكنها تسلط الضوء أيضًا على مدى تعقيد دمج هذه الأنظمة في العمليات القتالية.

كما يخوض سلاح الجو هذه المرحلة الانتقالية، ويتعين عليه أن يعالج التحديات التكنولوجية والأخلاقية والمالية مع ضمان بقاء طياريه في طليعة قدراته الاستراتيجية.

الرابط المختصر :