الهواتف الذكية، مثل البشر، تعمل بشكل أفضل ضمن نطاق محدد من درجات الحرارة. بالنسبة للأجهزة التي تصنعها شركتا “أبل” و”سامسونج” يتراوح هذا النطاق بين 32 و95 درجة فهرنهايت (0 إلى 35 درجة مئوية). في حين أن شركة “شاومي” الصينية تتباهى بحد أعلى يبلغ 104 درجات فهرنهايت (40 درجة مئوية).
ومع انتشار موجات الحر تتعرض الهواتف لدرجات حرارة أعلى من هذا النطاق المريح للتشغيل لفترات أطول. لذا نتعرف على تأثير الحرارة في أداء الهواتف الذكية.
تأثير ارتفاع درجات الحرارة في الهواتف الذكية
عندما تتجاوز درجة حرارة الهاتف النطاق المثالي للتشغيل تبدأ المستشعرات الحرارية المدمجة فيه تفعيل سلسلة من الإجراءات الوقائية. تشمل: تحذيرات من ارتفاع درجة الحرارة، وإبطاء الأداء، وأحيانًا الإيقاف التام للجهاز.
هذه الإجراءات مصممة لحماية الهاتف والحفاظ على سلامته أثناء عملية التبريد. ومع ذلك فإن التعرض المتكرر للإجهاد الحراري يمكن أن يقلل من عمر البطارية ويؤدي إلى تلف المكونات الداخلية الأخرى.
مشكلات البطارية في فصل الصيف
من الصعب الحصول على بيانات شاملة حول التأثير من شركة لأخرى، لكن شركة “أسوريون” (Asurion)، المتخصصة في خدمات تأمين الهواتف والتي تدير حوالي 700 متجر لإصلاح الهواتف الذكية، لاحظت زيادة بنحو 15% في مشكلات البطارية خلال فصل الصيف الماضي الذي شهد درجات حرارة قياسية.
وتوقعت الشركة أن يكون صيف هذا العام أكثر حرارة؛ ما يزيد من التحديات التي تواجهها الهواتف الذكية.
كيفية الحفاظ على هاتفك الذكي باردًا
متى تعاني الهواتف الذكية من الحرارة الزائدة؟ بشكل عام أي استخدام للهاتف يولّد حرارة. وبما أن الهواتف الذكية لا تستطيع التعرق مثل البشر فإن هذه الحرارة تتراكم. وعندما تكون درجات الحرارة الخارجية مرتفعة لا يتطلب الأمر وقتًا طويلًا لارتفاع درجة حرارة الهاتف بشكل ملموس.
على سبيل المثال: خلال موجة الحر التي اجتاحت أوروبا العام الماضي تسببت درجات حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية (115 فهرنهايت) في إتلاف عدد من الهواتف المحمولة بجزيرة سردينيا الإيطالية.
نصائح للحفاظ على هاتفك الذكي في حرارة الصيف
- تجنب ترك الهاتف في الأماكن الحارة مثل: السيارة أو تحت أشعة الشمس المباشرة.
- استخدام تطبيقات لتقليل استهلاك الطاقة والتي قد تساعد في خفض درجة حرارة الجهاز.
- إيقاف تشغيل الهاتف عند عدم الاستخدام لتقليل توليد الحرارة.
- استخدام حافظة هاتف مخصصة لتبديد الحرارة بشكل فعال.
- تجنب الاستخدام المكثف للتطبيقات الثقيلة على المعالج في درجات الحرارة العالية.
- تجنب الشمس المباشرة والأماكن الساخنة: احتفظ بالهاتف بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة وأماكن مثل لوحة العدادات في السيارة التي قد ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير.
- تجنب استخدام الهاتف بطريقة مكثفة، خاصة في الظروف الحارة. وقلل من عمليات المعالجة الثقيلة التي تزيد من توليد الحرارة.
- إزالة الجراب أثناء الاستخدام: إذا كنت تستخدم جرابًا للهاتف فالأفضل إزالته أثناء الاستخدام لزيادة التهوية وتبريد الجهاز.
- شحن الهاتف في بيئة باردة: حاول شحن الهاتف في مكان بارد؛ حيث يمكن أن تؤدي عملية الشحن إلى إنتاج حرارة إضافية.
- تبريد الهاتف تدريجيًا: لا تعرض الهاتف الساخن لتغييرات حادة في درجات الحرارة، مثل وضعه مباشرة في الثلاجة؛ إذ يمكن أن يتسبب ذلك في تلف المكونات.
مع اتباع هذه النصائح يمكنك المساعدة في الحفاظ على أداء هاتفك الذكي وثباته حتى في أوقات الحر الشديد.
كيفية التعرف على ارتفاع الإجهاد في هاتفك
تُصدر غالبية الهواتف الذكية تحذيرات للمستخدمين عندما ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك يمكن لتطبيقات مثل “AIDA64” لنظامي التشغيل “أندرويد” و”آي أو إس”، وتطبيق “كولينيج ماستر” لنظام “أندرويد”، مراقبة درجات حرارة الهاتف بطريقة آنية.
علامات ارتفاع درجة الحرارة في الهاتف الذكي
أوضح توم باتون؛ مؤسس موقع “جرين سمارت فونز” (Green Smartphones)، وهي منصة للمقارنة بين الهواتف عبر الإنترنت، قاعدة بسيطة للتحقق من ارتفاع درجة حرارة الهاتف الذكي: إذا كان إمساك هاتفك غير مريح فقد يكون ذلك بسبب ارتفاع درجة حرارته.
وأضاف نيكولاس باينز؛ خبير الهواتف الذكية في “أسوريون”، أن بطء الأداء هو علامة تحذيرية أخرى لارتفاع درجة حرارة الهاتف. يحيث يبطئ الهاتف عمدًا المعالجة لتجنب توليد المزيد من الحرارة، ولكن هذا قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تلف.
تأثير ارتفاع درجة الحرارة في الهاتف
تُشكل درجات الحرارة المرتفعة خطرًا جسيمًا على بطارية الهاتف الذكي. بالإضافة إلى تدهور طبيعي لعمر البطارية مع مرور الوقت، ويؤدي التعرض المتكرر والطويل لدرجات الحرارة العالية إلى تلفها مبكرًا.
أشار كايل وينز؛ الرئيس التنفيذي لشركة “آي فيك إيت”، إلى أن المادة اللاصقة المستخدمة في شاشات الهواتف يمكن أن تتعرض للتفكك عند تجاوز درجات الحرارة لنقطة الانصهار. كما أن وحدة المعالجة المركزية (CPU) قد تتضرر إذا تم تجاوز الحد الأقصى لدرجة حرارتها.
وأوضح توم باتون أنه “عند الوصول إلى درجة حرارة محيطة تبلغ 43 درجة مئوية (110 فهرنهايت) أو أعلى، أو عندما يتعرض الجهاز لأشعة الشمس المباشرة في يوم شديد الحرارة، سيبدأ معظم الهواتف في مواجهة مشكلات”.
يصبح هذا النوع من الحرارة أكثر شيوعًا مع ارتفاع درجات حرارة الأرض. وكان مايو الشهر الثاني عشر على التوالي الذي يسجل فيه كوكب الأرض درجات حرارة قياسية، وشمل ذلك موجات حر في الهند وتايلاند ومصر.
ومن المتوقع في الولايات المتحدة الأمريكية أن تحطم القبة الحرارية المتكونة فوق منطقة وسط الأطلسي الأسبوع الحالي أرقام درجات حرارة قياسية.