تسبب تفاخر “دونالد ترامب” عندما ادعى أن العلماء الأمريكيين نجحوا في تقسيم الذرة في خطاب تنصيبه. ولكنه لم يتخيل سلسلة ردود الفعل المتتالية لما صرح به.
من أول من اكتشف تقسيم الذرة؟
الكثير من الناس الذين ناقشوا الموضوع اعتقدوا أن الفضل في هذا الإنجاز يعود إلى الإنجليزيين والنيوزيلنديين معًا. حيث كان “إرنست رذرفورد” العالم النيوزيلندي العبقري. الذي كان يعمل في جامعة فيكتوريا في مانشستر في ذلك الوقت. وهو من حقق هذا الاكتشاف العلمي في عام 1919.
ووفق تقرير هيئة الإذاعة البريطانية BBC، الذي اطلعت عليه عالم التكنولوجيا، فإن الذرات هي اللبنة الأساسية لجميع المواد. وتتكون من نواة وعدد من الإلكترونات المدارية.
وتم اقتراحها في الأصل في الفلسفة اليونانية القديمة. وكان يُعتقد في الأصل أنها أصغر الجسيمات الموجودة. حيث تم اشتقاق اسمها من الكلمة اليونانية القديمة التي تعني غير قابل للتجزئة.
في عام 1803، جلبت نظرية “جون دالتون” الذرية هذه المواد إلى المنظور العلمي. لكنه كان واضحًا في أنه يتفق مع الإغريق القدماء. ويعتقد أنه لا يمكن تقسيمها إلى جزيئات أبسط وأصغر.
وبعد مرور ما يقرب من قرن من الزمان. اكتشف “جوزيف جون تومسون”. في جامعة كامبريدج في عام 1897.الإلكترون. وأثبت أن الذرة تحتوي على أجزاء أصغر. وهذا فتح الباب أمام الفرضيات والتجارب حول الذرة.
اكتشاف رذرفورد
أجرى “رذرفورد” سلسلة من الاكتشافات حول طبيعة الذرة بالتعاون مع زملائه. حيث قدم نموذجًا كوكبيًا للذرة في عام 1911. أوضح كيف أن الذرات تحتوي على نواة مركزية مشحونة إيجابيًا. مع وجود الإلكترونات التي تدور حول النجم مثل الكواكب.
وفي وقت لاحق، أجرى هو وفريقه تجارب بين عامي 1914 و1919. وصفت بأنها الأولى في “تقسيم الذرة”. إذ قام باطلاق البروتونات علي ذرات غاز النيتروجين. الذي تحول إلى أكسجين وكان ناتجًا عن هذا التفاعل نواة ذرة الهيدروجين.
وقال الدكتور “كليف” إن العلماء اكتشفوا البروتون. وهو الجسيم الذي يشكل أساس بناء جميع الذرات. كما أوضح أن ما قدمه “رذرفورد” للعالم لأول مرة هو إمكانية إجراء تفاعلات نووية عبر اصطدام جسيمات ببعضها البعض لإنتاج شيء جديد.
مضيفًا أن هذه الظاهرة لم تحدث من قبل. وقد غيرت فهمنا للعالم الذري بشكل جذري. ولم يستخدم “رذرفورد” نفسه مصطلح “الانقسام”. وأشار بدلاً من ذلك إلى “التفكك”.
وقال الدكتور “جيمس سامنر”، المحاضر في التاريخ، إن عمل “رذرفورد” كان بوضوح انجازًا رئيسيًا. ولكنه لم يكن هو نفسه قد انتهى بعد من فهم الذرة.
من بعد ذلك عاد إلى جامعتهالأم في عام 1919 كمدير لمختبر كافنديش بجامعة كامبريدج. وأشرف على المحاولات الأولى “لتقسيم” النواة.
وقال الدكتور “كليف” إنه تحت قيادته في عام 1932، قام طالبان ببناء أحد أول مسرعات الجسيمات في العالم. وهي آلة قوية قامت حرفيًا بشطر الذرة إلى نصفين.
فيلم Oppenheimer
يفهم العديد من الناس العلوم الذرية من خلال عدسة مشروع مانهاتن السري. خاصة بعد الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار عن شخصية “جيه روبرت” أوبنهايمر”. أحد أبرز القادة في هذا المشروع.
في حين تأسس مشروع البحث والتطوير في الولايات المتحدة عام 1942 بهدف إنتاج أول الأسلحة النووية القادرة على تسخير الطاقة الذرية. ورغم أن المشروع كان يقع في الولايات المتحدة ويتم تمويله هناك. فقد ضم علماء من جميع أنحاء العالم.
وكان من بين هؤلاء العلماء الفيزيائي الإيطالي إنريكو فيرمي. الذي يُزعم أنه كان أول من قام بتقسيم الذرة في تجاربه التي أجراها في روما عام 1934. إذ قسم النواة إلى جزأين أو أكثر أصغر حجمًا.
أول مفاعل نووي
في السنوات التي تلت ذلك، قام الكيميائيان الألمان أوتو هان، أحد طلاب رذرفورد السابقين، وفريتز شتراسمان بتكرار تجارب فيرمي. وفي عام 1938، أدركا أن اكتشاف فيرمي كان يعني “الانشطار النووي”.حيث تنقسم نواة العناصر غير المستقرة مثل اليورانيوم والبلوتونيوم، مما يطلق كميات ضخمة من الطاقة.
بعد أن فرّ فيرمي من إيطاليا عام 1939. انتقل إلى شيكاغو حيث بنى أول مفاعل نووي، الذي أطلق تفاعلًا نوويًا متسلسلًا كان يتحكم فيه.
ما أدى إلى الانقسام المستمر لذرات اليورانيوم. شكلت هذه الجهود، بالإضافة إلى عمل رذرفورد السابق، الأساس لإنشاء الأسلحة الذرية. التي استخدمت عملية الانشطار النووي لتحقيق تأثير مدمر.
وقال الدكتور كليف إن مشروع مانهاتن كان نوعًا من التصنيع لهذا العلم لإنتاج شيء له تأثير ضخم حقًا على العالم بغض النظر عمن كان أول من قسم الذرة. فإن عمل رذرفورد، ووالتون، وكوكروفت، وأوبنهايمر، وفيرمي، وجيجر، ومارسدن ومجموعة من رواد العلوم الآخرين. مهدت الطريق للعصر النووي وأكبر تجربة علمية في تاريخ العالم.