بدلًا من البشر.. هل تصبح الروبوتات روادًا للفضاء؟

الروبوتات ورواد الفضاء
الروبوتات ورواد الفضاء

لقد زارت الروبوتات كل كوكب في النظام الشمسي وكأنهم رواد الفضاء. بالإضافة إلى العديد من الكويكبات والمذنبات. لكن البشر لم يذهبوا إلا إلى وجهتين فقط هما مدار الأرض والقمر.

الروبوتات ورواد الفضاء

سافر نحو 700 شخص إلى الفضاء، منذ أول رحلة في عام 1961. عندما أصبح “يوري جاجارين “من الاتحاد السوفييتي آنذاك أول مستكشف للكون.

وكان معظم هؤلاء في مدار يدور حول الأرض. أو مدارات فرعية قفزات عمودية قصيرة إلى الفضاء تستغرق دقائق. على متن مركبات مثل صاروخ “نيو شيبرد” من شركة “بلو أوريجين” الأمريكية.

مسبار باركر

حقق هذا المسبار إنجازًا تاريخيًا هائلًا للبشر بالقرب من الشمس. فقد كان مسبار باركر التابع لوكالة ناسا، في مهمة لاكتشاف المزيد عن الشمس، وتأثيرها على الطقس على الأرض.

مسبار باركر
مسبار باركر بالقرب من الشمس

وصل المسبار لأقرب نقطة وصل إليها من الشمس. وهي وجهة مستحيلة للبشر الوصول إليها. إذ تحمل مسبار باركر درجات حرارة تربو على 1000 درجة مئوية.

وكل هذا من دون أي مشاركة بشرية مباشرة؛ لأن المسبار نفذ مهامه المبرمج عليه مسبقًا بنفسه أثناء تحليقها بالقرب من الشمس، من دون أي اتصال مع الأرض على الإطلاق.

ونجاح مسبار باركر. مع ظهور الذكاء الاصطناعي يثير الآن تساؤلًا حول الدور الذي قد تعلبه الروبوتات الذكية في اكتشاف الفضاء. وفق هيئة الإذاعة البريطانية bbc.

في كتابه “مدينة على المريخ”. يقول الدكتور كيلي وينيرسميث. عالم الأحياء بجامعة رايس في تكساس. ستظل الهيبة سببًا دائمًا لإرسال البشر إلى الفضاء.

أبحاث محطة الفضاء الدولية

 

ولكن إلى جانب الرغبة الفطرية في الاستكشاف، أو الشعور بالهيبة. فإن البشر يقومون أيضًا بإجراء الأبحاث والتجارب في مدار الأرض. مثل محطة الفضاء الدولية، ويستخدمونها لتطوير العلوم.

فيما إن البشر أكثر تنوعًا ويمكنهم إنجاز الأشياء بشكل أسرع من الروبوت. لكن إبقاءنا على قيد الحياة في الفضاء أمر صعب ومكلف للغاية.

كما أن هناك جوانب سلبية تتمثل في أن الروبوتات بطيئة ومنهجية. فالمركبات الجوالة تتحرك على سطح المريخ بسرعة 0.1 ميل في الساعة فقط.

ومع ذلك يعتقد الدكتور إيان كروفورد. عالم الكواكب في جامعة لندن. أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد تمكن المركبات الجوالة من أن تصبح “أكثر كفاءة”.

إذ يمكن أن تؤدي التكنولوجيا دورًا في سفر البشر إلى الفضاء من خلال إعفاء رواد الفضاء من مهام معينة. والسماح لهم بالتركيز على أبحاث أكثر أهمية. وذلك وفق الدكتورة كيري واجستاف. عالمة الكمبيوتر والكواكب في الولايات المتحدة والتي عملت سابقًا في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في كاليفورنيا.

كما أن الآلات البشرية المعقدة ذات الأذرع والأطراف الآلية تعد شكلًا آخر من أشكال التكنولوجيا التي يمكنها القيام بمهام ووظائف أساسية في الفضاء. خاصة أنها تحاكي بشكل أكبر القدرات الجسدية للبشر.

روبوت فالكيري في حرب النجوم

وتم بناء روبوت فالكيري التابع لوكالة ناسا بواسطة مركز جونسون للفضاء للتنافس في تجربة تحدي الروبوتات لعام 2013.

حرب النجوم
حرب النجوم

 

يبلغ وزنه 300 رطل، ويصل طوله 6 أقدام و2 بوصة. ولا يختلف عن جنود العاصفة في حرب النجوم، ولكنه واحد من عدد متزايد من الآلات الشبيهة بالبشر ذات القدرات الخارقة.

قبل وقت طويل من إنشاء Valkyrie، كان Robonaut التابع لوكالة ناسا هو أول روبوت على شكل إنسان مصمم للاستخدام في الفضاء؛ حيث يتولى مهام كان البشر يقومون بها في العادة.

روبوتات محطة الفضاء الدولية

 

تم إرسال نموذج لاحق من روبوتات إلى محطة الفضاء الدولية على متن مكوك الفضاء ديسكفري في عام 2011؛ حيث ساعد في أعمال الصيانة والتجميع.

علاوة على ذلك، يرى الدكتور شون عظيمي. قائد فريق الروبوتات الذكية في مركز جونسون الفضائي التابع لوكالة ناسا في تكساس. أنه إذا احتاجوا إلى تغيير أحد المكونات أو تنظيف لوحة شمسية، فيمكننا القيام بذلك آليًا. ونحن نرى الروبوتات كوسيلة لتأمين هذه الموائل عندما لا يكون البشر موجودين.

ويوضح أن الروبوتات يمكن أن تكون مفيدة، ولكن لن تحل محل وراد الفضاء البشر. فيما يمكنها العمل جنبًا إلى جنب معهم.

الروبوتات واستكشاف المريخ

 

وتعمل بعض الروبوتات بالفعل على كواكب أخرى من دون تدخل بشري. بل إنها تتخذ القرارات بنفسها في بعض الأحيان. على سبيل المثال، تستكشف مركبة كيوريوسيتي التابعة لوكالة ناسا منطقة تسمى فوهة جيل على المريخ. وتؤدي بعض المهام العلمية بشكل مستقل من دون تدخل بشري.

يقول الدكتور واجستاف إنه يمكنك توجيه المركبة لالتقاط صور لمشهد ما. والبحث عن الصخور التي قد تناسب أولويات العلوم الخاصة بالمهمة. ثم إطلاق الليزر بشكل مستقل على هذا الهدف. أو الحصول على قراءة لصخرة معينة، وإرسالها إلى الأرض بينما لا يزال البشر نائمين.

خطط إيلون ماسك لاستعمار الفضاء

لدى إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، خطط خاصة متعلق بالفضاء. فقد قال إن خطته طويلة الأمد هي إنشاء مستعمرة على المريخ؛ حيث يمكن للبشر الهبوط عليها.

وتتمثل فكرته في استخدام “ستارشيب”. وهي مركبة ضخمة جديدة تعمل شركته على تطويرها، لنقل ما يصل إلى 100 شخص هناك في وقت واحد. بهدف أن يكون هناك مليون شخص على المريخ في غضون 20 عامًا.

سبيس إكس
سبيس إكس

 

عن هذه الخطط يقول الدكتور “وينرسميث” إن إيلون ماسك يزعم أننا بحاجة إلى الانتقال إلى المريخ؛ لأن ذلك قد يكون بمثابة احتياطي للبشرية في حالة حدوث كارثة على الأرض. وإذا صدقت هذه الحجة، فإن إرسال البشر إلى الفضاء أمر ضروري.

ومع ذلك، هناك قدر كبير من المجهول بشأن الحياة على المريخ. بما في ذلك التحديات التقنية التي لا تعد ولا تحصى، والتي تقول إنها لا تزال دون حل.

ولكن حتى ذلك الحين، من المرجح أن يواصل البشر خطواتهم الصغيرة في الكون، على نفس المسار الذي سلكه منذ زمن طويل المستكشفون الروبوتيون من قبلهم.

وأيضًا من المؤكد أن هناك وظائف معينة يمكن للبشر القيام بها في الفضاء. ولكن الروبوتات على الرغم من تقدمها. لن تتمكن من القيام بها أبدًا.

الرابط المختصر :