تعد تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) من التقنيات الجديدة والواعدة، والتي تجد تطبيقات جديدة كل يوم. فمن خرائط جوجل التفاعلية إلى نظارات أبل، تتغلغل هذه التكنولوجيات في الحياة العامة بوتيرة متصاعدة. حيث يمكن تطبيقات الواقع المعزز ودمج المحيط الحقيقي مع صورة وكتابات مولدة بواسطة الحاسوب أو الهاتف؛ لينتج عن ذلك صورة واقعية معززة بالكثير من البيانات والمعلومات.
بينما يمكن من خلال تقنية (VR) بناء واقع جديد للتدريب أو التعلم أو حتى الترفيه. ويمكن الحصول على تلك التجربة في حالة ارتداء نظارات واقع افتراضي ذات شاشات عرض عالية الدقة وصوت محيطي. بهذه الطريقة يمكن خداع العقل البشري ليشعر بأن ما يراه عبر النظارات حقيقي. يمكن استغلال هذا الإحساس في الكثير من التطبيقات على سبيل المثال لا الحصر الألعاب.
الواقع الافتراضي خيال بلا حدود
يزخر الأدب العالمي بالكثير من القصص التي تدور أحداثها في عوالم غير الأرض أو التضاريس المعروفة لعامة البشر. وتناولت السينما في الكثير من الأفلام الأفكار المبنية على بناء واقع بديل للحياة بداخله. فعلي سبيل المثال، فيلم Inception للمخرج الكبير Christopher Nolan كان أحداث الفيلم تدور في عالم يُبنى من الصفر داخل الحلم. بينما في فيلم Ready Player one كانت هذه العوالم تنتج رقميًا فيما يعرف بالواحة.
يمكن أن يحدث الواقع الافتراضي ثورة في عالم السينما أيضًا؛ حيث يمكن للمشاهد أن يكون بداخل الكادر وليس متفرجًا. تخيل أن تكون في منتصف فيلم رعب أو معركة حربية، وتشاهد من خلال عيني البطل برؤية محيطية. أو تخوض في عوالم أدبية غريبة كعوالم سيد الخواتم وThe Hobbit. أو تشاهد مبارة الكوديتش من مدرجات المشاهدين في سلسلة هاري بوتر.
وتعد تلك الأفكار إلهامًا لصناع تكنولوجيات الواقع الافتراضي؛ حيث يطمح المطورون إلى إنشاء واقع بديل غامر عامر بالتفاصيل.
طفرة غير مسبوقة في مجال التعليم
يمكن أن يكون للواقع الافتراضي الكثير من الإسهامات في التعليم؛ حيث يمكن أن ينقل الطلاب إلى باطن الأرض أو إلى كواكب أخرى مصورًا المشاهد كما لو كانوا على سطح تلك الكواكب حقيقة.
بينما في دروس الأحياء سيقوم الطلاب بتشريح الكائنات دون أن يفعلوا ذلك بالفعل. ويمكنهم أيضًا أن يسافروا عبر الجهاز الهضمي مثلًا أو يروا عمل الدماغ ببساطة. ويمكن للطلاب أيضًا أن يجروا التفاعلات الكيميائية دون وجود المواد ولا وجود خطورة من تطاير مواد خطرة أو غازات أو حرائق.
من الطبيعي أن تستخدم تلك التطبيقات في التعليم بالمراحل الأولى؛ حيث لا يمتلك الطلاب الخبرة الجيدة للتعامل مع الأشياء، ولكنها لن تكون بديلًا عن التعامل مع العالم الواقعي في كل الأحوال. حيث يمكن أن تستخدم كأدوات مساعدة للتعلم في المستقبل.
الواقع الافتراضي في الألعاب
على أرض الواقع يمكن للألعاب، كأحد التطبيقات، أن تكون فريدة من نوعها، وتمتلك تجربة لا يمكن مضاهاتها بأي وسيلة عرض أخرى. فلك أن تتخيل أن تغمرك تجربة قيادة طائرة برؤية محيطية 360 درجة. أو قيادة سيارة سباق في عوالم غريبة، أو حتى ممارسة ألعاب قتال تجعلك كأنك في ميدان المعركة بكل التفاصيل من حولك.
يتوقع الكثير من مطوري الألعاب ثورة في المجال بالانتشار الكبير لواقع الافتراض في المستقبل. حيث لن يكون اللاعبين مجرد مستخدمين، بل سيتفاعلون بكل حواسهم وبكامل جسدهم في تلك الألعاب.
تطبيقات واعدة في مجال التدريب
يمكن للواقع الافتراضي أن يكون مفيدًا جدًا في تدريب البشر على بيئات يصعب إنتاجها أو مكلفة في الواقع. فعلى سبيل المثال، يمكن لنظارات الواقع الافتراضي تدريب الجنود على تكتيكات القتال دون المخاطرة بإصابة أحدهم. ويمكن أيضًا أن يتدرب الطيارون على منصات خاصة على المهام المختلفة فيما يعرف بالمحاكيات.
ومن التجارب الفعلية في هذا المجال دون التحدث عن التجربة الفريدة لمركز تدريب ضباط الإطفاء في Gloucestershire بإنجلترا. حيث استبدل المركز بالنيران الحقيقية بدلات من نوع خاص ونظارات واقع افتراضي؛ لإنتاج محاكاة للحرائق الحقيقية في الغابات. ويمكن هذا الأسلوب الضباط من اتخاذ إجراءات وخيارات في بيئة آمنة لمكافحة النيران خاصة النيران في الأماكن المفتوحة والأماكن الخطرة.
وفي نهاية المطاف يمكن القول بأن تقنيات عرض الواقع الافتراضي ستمثل طفرة عظيمة في كثير من المجالات، غير أنه يمكن إدمانها بسهولة خاصة في عالم الألعاب والترفيه.