اكتشفت “الهيئة الملكية للعلا” قرية أثرية تعود للعصر البرونزي في واحة خيبر شمال غرب المملكة. وذلك ضمن بحث أثري جديد نُشر في مجلة “بلوس ون” العلمية.
اكتشاف جديد للهيئة الملكية لمحافظة العلا
أعلنت الهيئة عن هذا الاكتشاف الفريد من نوعه في مؤتمر صحفي عقدته، أمس، داخل مركز المؤتمرات في وكالة الأنباء السعودية بالرياض.
تعلن @RCU_SA عن التوصل إلى اكتشاف أثري في واحة #خيبر والذي يغير المفاهيم القديمة حول الحالة الرعوية في العصر البرونزي، حيث يعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه في المنطقة من خلال قرية #النطاة التي تبرز الحياة الاجتماعية والاقتصادية خلال ذلك العصر. pic.twitter.com/P7uVI6SPnX
— الهيئة الملكية لمحافظة العلا (@RCU_SA) November 2, 2024
يعود تاريخ القرية المكتشفة، التي كان يطلق عليها “النطاة”. إلى قرابة 2400-2000 قبل الميلاد. حتى 1500-1300 قبل الميلاد. في حين أن عدد سكانها بلغ 500 شخص. ومساحتها 2.6 هكتار. ويحيطها سور حجري بطول 15 كم يحيط بواحة خيبر لحمايتها.
وهي دليل على وجود تقسيم واضح ضمن الحصون والمدن لمناطق مخصصة للسكن وأخرى جنائزية. وسلطت قرية “النطاة” الضوء على أهمية هذا الاكتشاف الأثري وانعكاسه على المملكة في مجال الآثار على الصعيد الدولي، وما يمثله من عمق حضاري للمملكة.
علاوة على ذلك يعزز اكتشاف القرية الأثرية التي تعود للعصر البرونزي جهود السعودية في حماية التراث الثقافي والتاريخي، واهتمامها بتبادل المعرفة والخبرات مع العالم لتعزيز الوعي بالتراث الإنساني المشترك. ويؤكد التزام المملكة بالحفاظ على التراث العالمي.
كما يعزز التراث الثقافي وفقًا رؤية المملكة 2030. بالإضافة إلى أهمية تعزيز الشراكات الدولية لتقديم هذا الإرث الغني للأجيال القادمة والعالم.
مشروع خيبر عبر العصور
يأتي هذا الاكتشاف في إطار دراسة “خيبر عبر العصور” بقيادة الدكتور غيوم شارلو؛ الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي. والدكتورة منيرة المشوح؛ مديرة المسوحات الأثرية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا.
فيما يمثل مرحلة الانتقال من حياة الرعي المتنقلة إلى الحياة الحضرية المستقرة في المنطقة. وذلك خلال النصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد.
وبذلك يغير الاكتشاف من المفاهيم السابقة بأن المجتمع الرعوي والبدوي كان النموذج الاجتماعي والاقتصادي السائد في شمال غرب الجزيرة العربية خلال العصر البرونزي المبكر والمتوسط.
ويشير إلى أن مناطق مثل “خيبر” كانت مراكز حضرية مهمة تدعم استقرار مجتمعاتها بشكل دائم. خاصةً مع ظهور الزراعة فيها. إضافة إلى أنها كانت تمثل مراكز للتجارة والتعاملات مع المجتمعات المتنقلة. وكان لظهور هذا النمط الحضري أثر كبير في النموذج الاقتصادي الاجتماعي بالمنطقة.
كما تُظهر الأدلة أنه رغم وجود عدد كبير من المجتمعات الرعوية المتنقلة في شمال غرب الجزيرة العربية خلال العصر البرونزي. إلاّ أن المنطقة كانت تضم عددًا من الواحات المسوّرة المتصلة مع بعضها، والمنتشرة حول المدن المحصّنة مثل تيماء.
أجرى هذه الدراسة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بالتعاون مع الوكالة الفرنسية لتطوير محافظة العلا والمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية.