لا تعد تقنية التعرف على الوجه جديدة. الجديد فيها هو أن يكون الوجه هويتك الرقمية لدفع فواتيرك؛ إذ لم يعد شرطًا بعد الآن أن تحمل “بطاقة الدفع” أو المشتريات في جيبك. نتيجة لذلك سوف يسير المرء دون نقود إلا في حالات الضرورة.
الوجه هوية رقمية
في مدينة باسيدينا الأمريكية تم افتتاح مطعم CaliExpress by Flippy للمأكولات السريعة الذي أثار ضجة واسعة؛ نظرًا لأن من يتولى الطهي فيه روبوت.
والمطعم أدخل لأول مرة خاصية الدفع والمصادقة باستخدام الوجة فقط كهوية رقمية.
سيلفي لدفع الفواتير
يستخدم المطعم تقنية التعرف على الوجه من شركة PopID . لتفعيل الخاصية يسجل المستخدم باستخدام صورة (سيلفى)، ثم يُفعّل الربط ببطاقة الائتمان الخاصة بك.
وبعد ذلك عند طلب الطعام تتعرف كاميرا عليك ومن ثم يصلك إشعار بالسداد دون استخراج البطاقة من محفظتك. وحسب موقع CNBC لا يعد هذا المطعم الوحيد الذى يستخدم هذه التقنية الآن فى الولايات المتحدة الامريكية.
من ناحية أخرى أصبح إستخدام طرق الدفع باستخدام الهوية الرقمية من خلال المؤشرات الحيوية (Biometric payment)، شائعًا أكثر فأكثر.
أمازون تستخدم الكف هوية رقمية
على سبيل المثال: قدمت أمازون تقنية الدفع عن طريق الكف في عام 2020. ورغم تعثر التجربة في البداية وتم الاستغناء عن موظف الحسابات؛ فقد تولت الشركة تثبيت التقنية في 500 من متاجر Whole Foods خلال العام الماضي.
ماستر كارد تستخدم الوجه كهوية رقمية
بالإضافة إلى ذلك أطلقت ماستركارد Mastercard، التي تعمل بالشراكة مع شركة PopID، تجربة للمدفوعات المستندة إلى التعرف على الوجه كهوية رقمية في البرازيل عام 2022. وتعد التجربة ناجحة؛ حيث أفاد 76% من المشاركين بأنهم سيوصون صديقًا باستخدام هذه التكنولوجيا.
بالإضافة إلى ذلك وفي أواخر العام الماضي قالت ماستركارد إنها تتعاون مع شركة NEC لجلب برنامج التحقق الحيوي الخاص بها إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
استخدام الهوية الرقمية
من جانبه قال دينيس غاميلو؛ نائب الرئيس التنفيذي لمنتجات الهوية والابتكار في ماستر كارد: “إن تركيزنا على القياسات الحيوية كوسيلة آمنة للتحقق من الهوية، واستبدال كلمة المرور بالشخص ذاته، هو في صميم جهودنا في هذا المجال”.
وأضاف: “بناءً على ردود الأفعال الإيجابية من البرنامج التجريبي وأبحاثه ستصل التقنية إلى المزيد من الأسواق الجديدة في وقت لاحق من هذا العام”.
على سبيل المثال: يزداد استخدام الهوية الرقمية بدءًا من المدفوعات وحتى أنظمة مكافحة السرقة.
ردود أفعال سلبية
وعلى النقيض من ذلك ومع تطبيق المتاجر لتكنولوجيا المؤشرات الحيوية تتزايد ردود أفعال المستهلكين السلبية وكذلك الدعاوى القضائية.
ففي مارس الماضي رفعت امرأة من ولاية إلينوي دعوى قضائية ضد شركة التجزئة “تارجت” بزعم جمع وتخزين البيانات الحيوية الخاصة بها. ولم يقتصر ذلك عليها فقط بل على بيانات العملاء الآخرين بشكل غير قانوني عبر تقنية التعرف على الوجه دون موافقتهم.
وتواجه أمازون وتي موبايل أيضًا إجراءات قانونية تتعلق بتكنولوجيا المؤشرات الحيوية كالهوية رقمية.
الصين: التجربة أكثر نضوجًا
في بلدان أخرى، أبرزها الصين، يعد استخدام أنظمة الدفع الحيوية كهوية رقمية ناضجة نسبيًا.
على سبيل المثال: زوار ماكدونالدز في الصين يستخدمون تقنية التعرف على الوجه لدفع ثمن طلباتهم. بالإضافة إلى الأنظمة التي تقدمها AliPay التي أطلقت إمكانية الدفع الحيوي منذ عام 2015.
وبدأ استخدام التكنولوجيا في مواقع كنتاكي فرايد تشيكن في الصين عام 2018.
القلق لا يأتي إلا من علاقة التكنولوجيا بالإنسان. ماذا لو انتشرت هذه التقنية في كل مكان؟ كيف يتم استخدام قاعدة بيانات وجوه البشر ومن قِبل أي جهة؟ هل ستكون هذه اليبانات في أمان؟ المستقبل سيجيب عن كل التساؤلات.