عالم التكنولوجيا ترجمة
أفادت ورقة بحثية جديدة من أستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا بأن التأثيرات المحتملة التي يمكن أن تحدثها عاصفة شمسية عملاقة يمكن أن تقضي على عالمنا المعتمد بشدة على الإنترنت.
– أضرار العاصفة الشمسية العملاقة
سوف تتسبب هذه العاصفة الشمسية العملاقة في تدمير كابلات الإنترنت تحت سطح البحر، وهي عنصر حاسم في البنية التحتية للإنترنت في العالم. وبدون جهود تخفيف أقوى ضد هذه الآثار تدعي الدراسة أننا يمكن أن نتجه نحو “نهاية عالم الإنترنت”.
في ورقتها البحثية، التي تحمل عنوان “العواصف الشمسية الخارقة: التخطيط لنهاية عالم الإنترنت”، تقدم “سانجيثا عبده جيوثي”؛ من جامعة كاليفورنيا، سيناريو افتراضيًا يمكن أن يستمر فيه انقطاع الإنترنت لفترات طويلة بعد العواصف الشمسية القوية، وحتى لفترات طويلة بعد ذلك.
وتقول “جيوتي”: “إن البنية التحتية الإقليمية للإنترنت قوية بشكل مدهش في مواجهة العواصف الشمسية؛ وذلك لأن الألياف الضوئية لا تتأثر بالتيارات المستحثة مغناطيسيًا والتي تعتبر نموذجية للعواصف الشمسية. ومع ذلك فإن المكررات الإلكترونية المستخدمة لتضخيم الإشارات الضوئية في الكابلات البحرية الطويلة معرضة بشدة لتلك التيارات، كما أن العاصفة الشمسية القوية لديها القدرة على قطع الاتصال العالمي عن طريق تعطيل هذه الكابلات”.
وأشارت “جيوتي” إلى أنها بدأت تفكر في آثار العواصف الشمسية بالبنية التحتية للإنترنت لدينا عندما رأت مدى عدم استعداد العالم لوباء فيروس كورونا. وأوضحت “جيوتي”: “بنيتنا التحتية ليست مهيأة لحدث شمسي واسع النطاق، فلدينا فهم محدود للغاية لمدى الضرر”.
والعواصف الشمسية، والمعروفة أيضًا باسم العواصف المغنطيسية الأرضية، تسبب توهجات شمسية ضخمة تؤدي إلى خروج كتلة إكليلية (CMEs)، وطرد كبير للمجالات المغناطيسية والبلازما.
لذلك يمكن لأمواج تسونامي الشمسية الهائلة على سطح الشمس أن ترسل مكسرات كبيرة الحجم قوية تندفع نحو الأرض بسرعات تصل إلى عدة ملايين من الأميال في الساعة. وبينما يحمينا الغلاف الجوي للأرض من التأثيرات الإشعاعية لمثل هذه العواصف فإنها يمكن أن تسبب الخراب في أجهزتنا الإلكترونية.
هذه العواصف الشمسية لديها القدرة على التسبب في انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة؛ حيث تضرب الرياح الشمسية الغلاف المغناطيسي للأرض مسببة أضرار تُقدر بملايين أو حتى تريليونات الدولارات، والتي تلحق بالمعدات الكهربائية بما في ذلك الأقمار الصناعية.
هذا ليس مجرد سيناريو افتراضي ففي عام 1989 كانت عاصفة شمسية مسؤولة عن قطع التيار الكهربائي عن أكثر من 6 ملايين شخص لمدة تسع ساعات في كيبيك وحولها، حتى إنها أوقفت بورصة تورنتو لمدة ثلاث ساعات.
ونظرًا لأن العواصف المغناطيسية الأرضية نادرة نسبيًا فلدينا فقط بيانات من ثلاثة أحداث كبيرة في الأزمنة الحديثة نسبيًا: الانقطاع المذكور سابقًا في كيبيك عام 1989، والأحداث التي وقعت في عامي 1921 و1859. كل هذه الأحداث وقعت قبل ظهور الإنترنت الحديث.
ولا يقتصر الأمر على الكابلات الموجودة تحت سطح البحر ولكن الخدمات مثل خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية Starlink التابعة لشركة SpaceX ستكون أيضًا معرضة بشكل خاص لعاصفة شمسية عملاقة؛ لأنها تدور على ارتفاع 340 ميلًا (550 كيلو مترًا) فوق سطح الأرض.
يذكر أن آخر عاصفة شمسية قوية حدثت منذ أكثر من ثلاثة عقود؛ لذا فقد نكون قريبين من الحادثة التالية التي يمكن أن تتسبب في انقطاعات هائلة، الأمر الذي قد يؤدي إلى أضرار بمليارات الدولارات للإلكترونيات وخسارة في الإيرادات بسبب انقطاع الإنترنت.
المصدر:
A ‘Solar Tsunami’ Could Knock Out Global Internet. Here’s What That Means
اقرأ أيضًا:
Leave a Reply