أحدثت الاكتشافات العلمية حول الكوكب الأحمر نقلة نوعية في فهمنا لتاريخ المريخ وإمكانية وجود حياة عليه في الماضي. فقد أعلن العلماء مؤخرًا عن اكتشاف مثير قام به الروبوت الصيني “تشورونغ”؛ حيث عثر على أدلة قوية تشير إلى وجود محيط قديم على سطح المريخ.
تطور الكوكب الأحمر
ويفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة لدراسة تطور الكوكب الأحمر. ويبشر بإمكانية وجود ظروف مواتية للحياة في الماضي.
تمكن الروبوت الصيني تشورونغ من رصد آثار واضحة تشبه الشواطئ؛ حيث عثر على رواسب وطبقات صخرية تحمل خصائص تشير إلى تآكلها بفعل المياه. فهذه الآثار تعتبر دليلًا قويًا على وجود مسطحات مائية كبيرة في الماضي.
وتشير النتائج الأخيرة التي توصلت إليها مركبة زورونغ الصينية إلى أن المريخ كان يستضيف محيطًا ذات يوم؛ ما يغير بشكل كبير فهمنا للبيئة القديمة للكوكب.
وتكشف البيانات التي تم جمعها من المركبة، إلى جانب المعلومات من المركبات الفضائية التي تدور حول الكوكب، عن سمات جيولوجية على المريخ تشبه تلك الموجودة على طول السواحل على الأرض.
وتشير هذه السمات، بما في ذلك قنوات الرواسب والبراكين الطينية والوديان، إلى وجود مساحة كبيرة من المياه في الماضي.
يدعم هذا الاكتشاف النظرية القائلة بأن المريخ، الذي كان ذات يوم كوكبًا صالحًا للسكنى مع غلاف جوي دافئ، ربما كان لديه ظروف مواتية للحياة الميكروبية.
وتقدم الدراسة، التي نشرت في Scientific Reports، رؤى جديدة حول التاريخ التطوري للمريخ، وتضيف وزنًا إلى احتمالية تدفق الماء السائل عبر سطحه ذات يوم.
مركبة الفضاء الصينية تيانوين-1
وتشير النتائج التي توصلت إليها مركبة الفضاء الصينية تيانوين-1 ومسبار ناسا الاستطلاعي المريخي ومسبار زورونغ إلى فترة ربما كان فيها المريخ باردًا وجافًا. مع غلاف جوي أرق كثيرًا. ومع ذلك كان لا يزال يحتوي على كمية كبيرة من المياه.
كما تشير الأدلة على وجود خطوط ساحلية قديمة، بما في ذلك الأخاديد وقنوات الرواسب والبراكين الطينية. إلى وجود بيئات بحرية ضحلة وعميقة على المريخ.
وقال بو وو، عالم الكواكب من جامعة هونج كونج للفنون التطبيقية والمؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة ساينتيفيك ريبورتس: “نقدر أن يوتوبيا بلانيتيا غمرتها المياه منذ حوالي 3.68 مليار سنة.
ومن المرجح أن المحيط تجمد خلال فترة جيولوجية قصيرة”. ويبدو أن المحيط قد اختفى منذ حوالي 3.42 مليار سنة.
ووفقًا للمؤلف المشارك سيرجي كراسيلنيكوف. فإن المياه، المحملة على الأرجح بالطمي. ساهمت في الرواسب الطبقية على سطح المريخ.
انتقال المريخ من قابلية العيش إلى قابلية الحياة
تشكل المريخ منذ حوالي 4.5 مليار سنة، مثل الكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي.
ويشير وجود هذا المحيط القديم إلى أن المريخ ربما كان في مرحلة انتقالية من بيئة أكثر ملاءمة للسكن.
وأضاف وو: “لقد تم اقتراح ودراسة وجود محيط قديم على المريخ لعدة عقود. ومع ذلك لا تزال هناك شكوك كبيرة”.
وتابع: “لا توفر هذه النتائج أدلة إضافية لدعم نظرية محيط المريخ فحسب. بل تقدم أيضًا، لأول مرة، مناقشة حول سيناريو تطوره المحتمل”.
المصدر