معظم الابتكارات التكنولوجية التي نتمتع بها اليوم موجودة في السوق منذ فترة، ومع ذلك، فهي تتطور ولا تزال تشكل اتجاهات تكنولوجية جديدة لتلبية احتياجات المستخدمين.
في هذا الدليل، سنقدم لك بالتفصيل أهم عشرة اتجاهات تكنولوجية لمشاهدتها اعتبارًا من عام 2020 فصاعدًا. وهي قائمة تم بحثها وتجميعها من قبل شركة رائدة عالمياً في مجال الاستشارات، وهي شركة “Gartner Inc”.
والآن دعونا نتعمق أكثر في فهم أهم الاتجاهات التكنولوجية التي سيطبقها المستقبل في القريب:
1- تقنية سلسلة الكتل (Blockchain)
اكتسبت تقنية سلسلة الكتل (Blockchain) قوة جذب كبيرة على الأرض وأصبحت واحدة من أكثر الأشياء شعبية في العقد الماضي، وبالتالي أكثر أهمية في المستقبل القريب. وازدهرت تقنية Blockchain عندما حققت العملة المشفرة “بيتكوين”20000 دولار لكل عملة في نهاية عام 2017، وارتفعت العديد من عملات، مثل Ethereum وLitecoin وXRP في القيمة السوقية.
وتُعتبر تقنية Blockchain في المراحل الأولى من الطرح ولديها إمكانات هائلة غير مستغلة لحل معظم التحديات مع الأنظمة المالية اليوم. مع وجود أكثر من 1000 من أصول التشفير في السوق، ومعظم المنظمات تتغير ببطء لاستخدام تقنية blockchain، ويبدو أن المستقبل يفضل التكنولوجيا.
وهناك العديد من الأشياء العملية التي يمكن تطبيقها على تقنية blockchain لجعل العمليات فعالة وغير مريبة، فمجرد التفكير في الأنشطة التجارية التي تحتاج إلى وسطاء للعمل يمكن حلها بواسطة تقنية blockchain.
واحدة من الميزات هي العقد الذكي الذي يتم تبنيه من قِبل معظم المنظمات للتخلص من الوسطاء الذين بدورهم يرفضون تقديم خدمات سريعة ورخيصة للعملاء. وستكون تقنية blockchain في المستقبل عاملًا كبيرًا يساهم في تحقيق صافي الإيرادات لمعظم المؤسسات، وبالتالي، من الأفضل للمؤسسات أن تبدأ في البحث عن طرق لتبني عملية blockchain في أعمالها.
2- الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML)
يُعد الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي مصطلحين مختلفين، ومع ذلك، فإنهما يمثلان اتجاهات ابتكارات تكنولوجية ذات صلة ستكون قابلة للتطبيق بدرجة كبيرة في المستقبل القريب في معظم المنظمات. للتمييز بينهما، فإن الذكاء الاصطناعي هو نظام قادر على فعل أشياء ذكية، بينما يتضمن التعلم الآلي الحصول على نظام من الأجهزة المدمجة مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي مع قدرات التعلم لأداء مهمة جديدة إذا تم تغذيتها بالبيانات.
وسيكون ابتكاري التكنولوجيا مجتمعين مرة واحدة، ما سيغير قواعد اللعبة بشكل كبير في معظم المؤسسات في المستقبل القريب، الأمر الذي يتطلب كفاءة عالية المستوى في وظائفهم. ومع ذلك، فإنه سيصنع تحديًا جديدًا لتأمين الأنظمة من المخترقين، وبالتالي فإن استدعاء فرق أمن المعلومات والأمن السيبرانيللعمل بشكل أكثر ذكاءً من المخترقين،وإلا فإن الذكاء الاصطناعي مع التعلم الآلي يشكل مخاطر أمنية كبيرة للمؤسسات.
ويقدر بحث أجرته شركة “Markets and Markets” أن الذكاء الاصطناعي سينمو إلى 190.61 مليار دولار بحلول عام 2025. وهذا قطاع ضخم غير ناضج ينبغي للمنظمات أن تبحث فيه.
3- الأشياء الذاتية/ المستقلة (AuT):
الأشياء المستقلة هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى الأجهزة التي تعمل على أحدث أنظمة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. إنها أشياء لديها القدرة على العمل بشكل مستقل عن التدخل البشري وإنهاء مهمة معينة بنجاح.
يشهد العالم طفرة في استخدام الطائرات بدون طيار والسيارت ذاتية القيادة وأيضًا الروبوتات في الأنشطة اليومية، والتي كان يُنظر إليها سابقًا على أنها تتم من قِبل البشر فقط. ستستخدم الأشياء المستقلة ميزات الذكاء الاصطناعي، للجمع بين الأشياء الذكية وبالتالي الحصول على مساحة ذكية فعالة من حيث التكلفة للمنظمات.
4- نظام التخزين السحابي اللامركزي(Decentralized Cloud Storage System)
بسبب عثورالمخترقين علىبيانات المنظمات الحساسة التي تحتوي على معلومات العملاء، تشعر معظم المنظمات بالخسائر الحادة بسبب تكلفة الهجمات، وأدى ذلك إلى ابتكار مبدعين يعملون على أنظمة التخزين السحابي اللامركزية التي تقدم للمؤسسات عددًا من العقد للإشارة إليها في حالة حدوث خطأ أو خرق للبيانات.
يتضمن التخزين السحابي اللامركزي بشكل أساسي توزيع السحابة العامة أو الخاصة على مواقع مختلفة، بينما يحصل مزود السحابة الأصلي على تحديث النظام وصيانته. في المستقبل القريب، سيتم استخدام التخزين السحابي الموزع في الغالب من قِبل معظم المؤسسات، وهذا بدوره سيساعدهم في اكتساب المزيد من الثقة والشفافية مع عملائهم.
Device Democracy-5
هو مصطلح يستخدم في الغالب للإشارة إلى تمكين الحوسبة، والتي تكون لامركزية تجاه المستخدم النهائي وأجهزته. ينطوي هذا النوع من اتجاهات التكنولوجيا على معالجة البيانات وجمعها وتسليمها والتي تركز جميعها على المستخدم.
يرى معظم محللي التكنولوجيا حالة جديدة؛ حيث ستكون الحوسبة المتطورة منتشرة للغاية في معظم الصناعات في المستقبل القريب،وللمساعدة في التحول نحو الحوسبة المتطورة، ستلعب أجهزة مثل الطائرات بدون طيار والمركبات المستقلة دورًا كبيرًا.
6- الأتمتة المفرطة (Hyperautomation)
هذا هو استخدام آلات التكنولوجيا المعقدة لأتمتة العمل اليدوي الذي كان يهيمن عليه البشر في السابق. يجب أن تفكر المؤسسات في تبني هذا النظام في صناعاتها؛ حيث إن لديها إمكانات هائلة في التأثير في الكثير من الناس عبر المناطق الجغرافية والصناعات.
من أجل البقاء في السوق المستقبلية، لن يكون أمام الشركات خيار، ومع ذلك، لن تلغي تمامًا الحاجة إلى التدخل البشري. سوف تكون الأتمتة المفرطة ميزة إضافية لمعظم الشركات؛ حيث سيتم تعزيز الناتج لكل عامل بشكل كبير، وبالتالي إضافة القيمة.
حددت شركة “Gartner” أن Hyperautomation شهدت ارتفاعًا حادًا في الاعتماد اعتبارًا من عام 2019؛ حيث تتوافق المؤسسات مع بعضها البعض لتقليل تكلفة الإنتاج وفي نفس الوقت زيادة الأرباح إلى أقصى حد.
7- تتبع البيانات والشفافية (Data Traceability and Transparency)
تخزن المؤسسات كميات هائلة من البيانات الحساسة للعملاء في التخزين السحابي المركزي المعرضة للهجمات. ودفع هذا المنظمين إلى وضع القوانين التي تحكم تتبع البيانات والشفافية،وأدرك معظم العملاء أيضًا أن معلوماتهم مكلفة ويجب أن تخضع المؤسسات للمساءلة عن أفعالهم مع بياناتهم.
وتنفذ المؤسسات مجموعة من الإجراءات لمعرفة الخطر الذي يتم محاربته لاستعادة ثقة العملاء الأكثر احتياجًا. وتتضمن بعض التطبيقات تقنية متقدمة داعمة تعزز التتبع والشفافية، والممارسات القانونية المصممة لتلبية المتطلبات، وكذلك استخدام الممارسات الأخلاقية.
في المستقبل القريب، لكي تظل الأعمال التجارية نشطة وقادرة على المنافسة، سيتعين عليها أن تثبت لعملائها أن معلوماتها مخزنة بشكل جيدوبطريقة شفافة وقبل كل شيء، يمكن تتبعها.
8- تجربة متعددة (Multiexperience)
تتغير تجربة المستخدم فيما يتعلق باتجاهات التكنولوجيا اليومية مع مرور الوقت، ومن المتوقع أنه في السنوات العشر المقبلة، سيحدث تحول ديناميكي كبير في كيفية ارتباط المستخدمين وإدراكهم للعالم الرقمي. هناك جوانب في التكنولوجيا الحالية ستخضع لتحول كبير لتحسين تجربة المستخدم.بعض الجوانب التي ستشمل تغير: منصات المحادثة، والواقع الافتراضي، وكذلك الواقع المعزز.
من المتوقع، أن تتحول تجربة المستخدم من المستخدمين المتعلمين بالتكنولوجيا إلى التكنولوجيا المتعلمة بالمستخدمين، وبالتالي نقل العبء من المستخدمين إلى أجهزة الكمبيوتر،وهذا سوف يساعد بشكل كبير في الوسائط المتعددة وكذلك الحواس المتعددة لتجربة المستخدم.
9- مصطلح (Human 2.0)
يستخدم هذا المصطلح في الغالب في أفلام الخيال العلمي؛ لأنه يشير إلى التقنيات التي يتم استخدامها أو تطبيقها لتعزيز القدرة البشرية والإنتاجية، يمكن أيضًا الإشارة إلى Human 2.0 باسم تكبير الإنسان. ويمكن زرع التكنولوجيا المتقدمة على البشر أو ارتداؤها فقط كملحق.
قد يكون المستقبل الذي تجلبه أفلام الخيال العلمي أقرب مما تعتقد؛ وذلك لأن المحللين التقنيين يتوقعون أن التكنولوجيا المتقدمة تقودنا إلى هناك. تتضمن بعض الأجهزة التي تعزز (Human 2.0) غرسات القوقعة الصناعية. والأجهزة الأخرى هي تلك التي تعزز قدرة العضلات، والمعروفة أيضًا باسم تقويم العظام.
سيتم استخدام اتجاهات التكنولوجيا المتقدمة بشكل كبير في قطاع الصحة وكذلك صناعات التفاعل بين الإنسان والآلة.
10- دمقرطة الخبرة
هذا مصطلح تقني يعني جعل المهام المعقدة أسهل للأشخاص الذين ليس لديهم المهارات المتخصصة لأدائهم. كما يتم فهمها بشكل أفضل باستخدام صناعة السيارات؛ حيث يتم تغطية الأشخاص غير القادرين على قيادة سيارة يدوية بمساعدة سيارة أوتوماتيكية مع اختيار تروس أوتوماتيكية.
ينمو الاتجاه نحو دمقرطة الخبرة بشكل سريع في جميع المجالات؛ حيث تسارع الشركات إلى تنفيذ الابتكارات التقنية سهلة الاستخدام. في المستقبل، سيساعد بشكل كبير في بناء العلاقات بين العملاء والأعمال وبالتالي زيادة صافي الإيرادات للشركة.
-الخلاصة:
سيساعدك وجود عقل منفتح على تجربة معظم هذه التقنيات المستقبلية بسهولة كبيرة في التنقل. قد يبدو الأمر معقدًا ولكن، في نفس الوقت، تم تصميمها لجعل تجربة حياة الإنسان أسهل بكثير.
والجمع بين معظم اتجاهات التكنولوجيا المذكورة أعلاه في عملك أو صناعتك سيضعك في مقدمة اللعبة، ويمنحك فرصة أفضل للتنافس مع البقية.