إن التقدم في تطوير الأجهزة والبرامج، وتحليل البيانات، واعتبارات الأمان، وحالات الطوارئ الطبية، والاستدامة؛ ومخاوف الخصوصية، والاتصال كلها عوامل ألهمت أحدث اتجاهات التكنولوجيا.
وقد أدى التحول غير المتوقع إلى العمل عن بُعد والهجين إلى حدوث بعض التقدم في عالم التكنولوجيا.
وعلى الرغم من جميع القيود المفروضة على الحركة والتجمعات التي أحدثها فيروس كورونا وأعاقت المشاريع التقنية لا يزال هناك العديد من التقنيات المبتكرة التي يجب البحث عنها في المستقبل.
وبالفعل ظهرت العديد من هذه التقنيات خلال عام 2022، وخلال السطور التالية سنتعرف على أبرزها.
– أهم الاتجاهات التقنية في عام 2022:
1- الأمن السيبراني المدعوم بالذكاء الاصطناعي
تؤدي الزيادة الحادة في الهجمات الإلكترونية وعمليات التصيد الاحتيالي عبر البريد الإلكتروني وبرامج الفدية إلى إجبار شركات الأمن السيبراني على البحث عن حلول تقنية لمعالجة نقاط الضعف.
يخترق المتسللون حسابات الأفراد والبنية التحتية الحيوية للبلدان والشركات؛ ما يتسبب في خسائر تقدر بملايين الدولارات.
نتيجة لذلك تتبنى الشركات تقنيات جديدة للأمن السيبراني، مثل: الذكاء الاصطناعي، لمراقبة الشبكات وحمايتها ضد المتسللين في الوقت الفعلي بدلًا من الاستجابة للتهديد بعد حدوث الضرر بالفعل. علاوة على ذلك تقدم شركات التخزين السحابي تشفيرًا شاملًا لتخزين البيانات عبر الإنترنت ونقلها.
2- تقنية الجيل الخامس (5G)
بينما جلبت تقنية الجيل الرابع (4G) تحسينات كبيرة مثل: دفق مقاطع الفيديو بسلاسة، فإن تقنية الجيل الخامس (5G ) لديها سرعات أكبر؛ ما يعني أن عمليات التحميل والتنزيل ونقل البيانات والتدفق ستكون أسرع بكثير.
وستعمل (5G) على تعزيز إنترنت الأشياء (IoT)، والذي يتضمن ربط الأجهزة الذكية التي تعمل عبر الإنترنت وتشغيلها معًا. وعلى عكس (4G) يمكن للعديد من الأجهزة الاتصال بشبكة (5G) دون انخفاض كبير في السرعة والموثوقية. ويعود الفضل في ذلك إلى ميزة تقطيع الشبكة التي تنشئ شبكات مستقلة تقدم خدمات مختلفة لكل جهاز.
علاوة على ذلك بينما تكافح شبكات الجوال المحمول من الجيل الرابع للاتصال في مكان مزدحم يمكن لشبكات الجيل الخامس نقل موجاتها الراديوية إلى ما يصل لمليون جهاز لكل كيلو متر مربع.
3- إنترنت السلوكيات (IoB)
يتم جمع الكثير من بيانات العملاء من قبل مزودي الخدمة من خلال أجهزة إنترنت الأشياء في المنزل. وتستخدم الشركات تقنيات التحليلات والبيانات الضخمة لتحديد قيمة البيانات فيما يعرف الآن باسم إنترنت السلوكيات (IoB).
ومن خلال مراجعة معلومات العميل هذه يمكن للشركات تخصيص خدماتها وتسويق منتجاتها وتحسين تجربة العميل مع الشركة.
وفي حين أن الحلول المخصصة مهمة تواجه الشركات معركة شاقة في إقناع المستخدمين بمشاركة البيانات الشخصية معهم لتطوير هذه الحلول.
كما أن اختراق مواقع الويب وتحديات الأمن السيبراني الأخرى تجعل العملاء غير مرتاحين بشأن المخاطرة بخصوصياتهم مقابل خدمات قيّمة. سيكون اتباع نهج مختلف لجمع البيانات أمرًا حيويًا لاحتياجات تحليل البيانات الخاصة بالشركات.
4- الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
يعد الذكاء الاصطناعي إحدى أكثر التقنيات تطورًا في العالم. إن استخدامه على نطاق واسع يرمز إلى قدرته على تقديم حلول في صناعات متعددة، من الصحة والأمن والتعليم إلى الخدمات اللوجستية وتكنولوجيا المعلومات.
على سبيل المثال: تستخدم تطبيقات الملاحة الذكاء الاصطناعي لتوجيه السائقين عبر مواقع مختلفة، بينما تصنف تقنية التعلم الآلي نتائج البحث عبر الإنترنت وتتنبأ بما يبحث عنه المستخدم من خلال تقديم الاقتراحات.
وتشمل الاستخدامات الأخرى للذكاء الاصطناعي: الأتمتة في التصنيع، وتوجيه السيارات ذاتية القيادة، والعمل كمساعدين أذكياء عبر الإنترنت مثل: Siri أو مساعد جوجل الصوتي.
وبالإضافة إلى ذلك يساعد الذكاء الاصطناعي في حجوزات الطيران والفنادق. ومع ذلك ربما تكون قوته الأكثر فاعلية هي تحليل أجزاء كبيرة من البيانات وتقديم التقارير التي يمكن أن تستخدمها المنظمات لتطوير الاستراتيجيات والحلول.
5- ميتافيرس
يسلط تغيير اسم فيسبوك إلى ميتا الضوء على ميتافيرس، الموصوف بأنه التطور التالي في الاتصال الاجتماعي.
وميتافيرس عبارة عن مساحة افتراضية ثلاثية الأبعاد يمكن للأشخاص تسجيل الدخول إليها كأفاتار للتواصل الاجتماعي أو العمل أو التسوق؛ أو التعاون أو ممارسة الألعاب معًا.
وتستثمر الشركات في أهم الاتجاهات التقنية الجديدة لإحياء الحياة الواقعية، مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR). على سبيل المثال: تمكّن سماعات الرأس الخاصة بالواقع الافتراضي الأشخاص من استكشاف العوالم الرقمية والانغماس فيها وتبادل الخبرات.
اقرأ أيضًا:
أهم الاتجاهات المستقبلية لعام 2023 (1-2)