ألقت جائحة COVID-19 مؤخرًا بتداعياتها السلبية على قطاعي الأعمال والاقتصاد في جميع أنحاء العالم، إلا أنها رغم ذلك نجحت -على الجانب الآخر- في تسريع اتجاهات بعض الأعمال التجارية المتعلقة بمجال الصحة الرقمية لتوسيع نطاق تطبيقها وتسريع تفعيل عملها في المستقبل القريب؛ حيث سبق وقدم هذا المجال وعلى مدار السنوات القليلة الماضية فوائد هائلة في قطاع صناعة الأدوية.
وكان مركز الأعمال Jabil أجرى خلال العام الجاري 2020 استطلاعًا حول أفضل اتجاهات التكنولوجيا، وفيما يلي أفضل 5 اتجاهات للتكنولوجيا الصحية الرقمية لعام 2020:
1- محرك الابتكار للرعاية الصحية الأولية هو طلب المستهلك
وكما يقول أي شخص يعمل في منظومة الشركات التي تقدم خدماتها للمستهلكين، فإن الحاجة إلى الابتكار هي حاجة مستمرة؛ ونظرًا لأن المرضى ومقدمي الخدمات في هذا المجال هم المستهلكون، فإنهم المحرك الأساسي للابتكار، وتُعد رغباتهم واحتياجاتهم الملحة لمنتجات الرعاية الصحية هي الأفضل والأسرع والأكثر فاعلية وكفاءة، وهي الدافع لترقية أنواع التكنولوجيا التي ما زالت مستمرة منذ سنوات في الشركات الاستهلاكية كشركات الهواتف المحمولة.
وحتى في الصناعات الأخرى فإن بعضها تمكن من تحقيق دورات تطوير منتجات أقصر وإضافة ميزات رقمية إلى منتجاتها كصناعة السيارات؛ لذا لا يوجد ما يعرقل أو يتسبب في تباطؤ نمو عملية تسارع التكنولوجيا.
وكان نحو 92% من المشاركين في الاستطلاع الذي أجراه مركز أعمال Jabil أيدوا فكرة أن طلب المستهلك هو الدافع للابتكار في أجهزة الرعاية الصحية الرقمية، وهو ما أدى إلى تطلع الشركات المصنعة لأجهزة الرعاية الصحية في المقام الأول ولفترات طويلة إلى التقدم في العلاج؛ بهدف تحقيق نتائج صحية في ظل قيود الصناعة عالية التنظيم؛ لذا تحول تركيز تلك الشركات ليصبح أكثر استجابة لطلبات المستهلكين، وتغيرت أهداف هذه الشركات أيضًا إلى تحديد كيفية إسعاد مستخدميها من خلال التجارب الجديدة مع الاستمرار في تسهيل النتائج الصحية.
2- الأجهزة القابلة للارتداء هي الحلول الأكثر حداثة
لا شك في أن جمع البيانات والاتصال أصبح الآن أمرًا بالغ الأهمية لمبادرات الصحة الرقمية، وأشار نحو 52% من المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم حاليًا يعملون على تطوير أو يخططون لتطوير أجهزة يمكن ارتداؤها على الجسم كجزء من استراتيجيتهم، كما ذكر نحو 33% ممن شاركوا في الاستطلاع إلى الشيء نفسه بالنسبة لحلول مراقبة المرضى.
ونظرًا لأن الأجهزة المألوفة، كأجهزة تتبع اللياقة البدنية وشاشات القلب، يتم إقرانها بشكل متزايد مع منصات إنترنت الأشياء الطبية (IoMT) في الوقت الراهن؛ فمن المتوقع أن تلعب أجهزة الرعاية الصحية دورًا رائدًا في مستقبل الصحة الرقمية، ومن المتوقع أن يؤدي التصغير، والدوائر المرنة، وأجهزة استشعار الالتقاط البيومترية إلى ابتكار أجهزة جديدة مثيرة تساعد المرضى أو ممن يعانون من مشاكل صحية مزمنة في الشفاء، كما ستزود البيانات المرسلة من هذه الابتكارات أيضًا مقدمي الرعاية الصحية والمرضى بالبيانات التي يمكن أن تساعدهم في مجال الرعاية الصحية.
3- الجدول الزمني للتنمية أقصر حلول الصحة الرقمية
اتفق المشاركون في استطلاع Jabil لعام 2018 بالإجماع على أن الصحة الرقمية كانت متخلفة عن الصناعات الأخرى، وكان هذا أحد المؤشرات الرئيسية لذلك الأداء في دورة حياة المنتج؛ حيث بلغ متوسط تطوير المنتجات ودورات الإطلاق لشركة رعاية صحية تدار بشكل متحفظ نحو ثماني سنوات، أو حتى وقت أطول.
أما في الوقت الحالي فإن الأمور اختلفت تمامًا؛ إذ أدى التركيز المتجدد على الحلول الرقمية إلى التطور السريع للغاية لتكنولوجيا الرعاية الصحية المرتبطة بالعلاجات.
ولا شك في أن التكيف مع وتيرة التغيير المتسارعة والصفر المطلق لدورات المنتج هما مفترق الطريق الحقيقي لإعادة التفكير في العديد من امتيازات الرعاية الصحية الطويلة الأمد والمستقرة في الوضع الراهن.
4- التشغيل البيني أمر بالغ الأهمية لنجاح الصحة الرقمية
يُعد التكامل السلس للتكنولوجيا أمرًا أساسيًا لتقديم نوع من التجارب التنبؤية والوقائية الموضحة في كل توقع للصحة الرقمية، وتعتمد الرحلة على مجموعة من التقنيات الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي (AI) و5G والتطبيقات المستندة إلى قائمة متزايدة من أجهزة (إنترنت الأشياء الطبية) IoMT.
وتتطلب الأجهزة الطبية التي تخدم منصات الصحة الرقمية تعاونًا ومدخلات عبر الصناعة لتحقيق المزيد من التقدم، ويتطلب تقديم منصة رعاية صحية رقمية إلى السوق أيضًا أكثر من خبرة مُزوّد حلول واحد؛ بحيث يجب السماح لمقدمي الخدمات المختلفين بدمج خبرتهم.
5- مساعدة الشركاء الخارجيين في جعل الصحة الرقمية حقيقة واقعة
وكما سبق وتطرقنا إليه سابقًا، فإن إحياء منصات الصحة الرقمية يتطلب تعاونًا داخل الصناعة وخارجها، وواقع الأمر أن الاستعانة بالخبرة الخارجية يمكن أن يكون إحدى أكثر الطرق فعالية لتقديم حلول للتحديات التي تواجه النظام البيئي، فعلى سبيل المثال، إذا كُنت أحد موفري حلول الرعاية الصحية ولديك خبرة فقد يمكن للشركاء المساعدة في تضخيم قوتك من خلال توفير خبرة إضافية لإنجاح الحلول التي تقدمها، أو على الأقل إزالة بعض العقبات من طريقك.
وأشار نحو 97% تقريبًا من المشاركين في الاستطلاع إلى أن شركتهم تحتاج إلى شراكة وخبرة خارجية عندما تواجه أي تحدٍ، ومن بين هذه التحديات، كما ذكر نصف المشاركين بالاستطلاع تقريبًا، أنهم بحاجة إلى دعم في اللوائح والشهادات والموافقات، وصرح نحو 42% بأنهم بحاجة إلى خبرة خارجية في التقاط البيانات والأمن والتحليلات، وأكد 42% من مشاركين آخرين أيضًا أنهم بحاجة إلى خبرة في إدارة سلسلة التوريد للرعاية الصحية التي ستصبح ذات أهمية متزايدة لتجد الصحة الرقمية حلولًا على أساسها.
المصدر:
Mddionline:Top Five Digital Health Technology Trends
Leave a Reply