تمثل دور المنارات في الحفاظ على السفن بعيدة عن الصخور لقرون، فربما لن نستطيع أن نوفي المنارة المتواضعة توصيفها وقيمتها الحقيقية، التي لا يدركها سوى البحارة، ومع ذلك، تمتلك المنارات تاريخًا مثيرًا للاهتمام ومدهشًا، ناهيك عن الدور.
بعض الحقائق الممتعة والمثيرة للاهتمام حول المنارات؟
بداية القصة كانت بمنارة "Pharos" الإسكندرية
غالب الظن أنّ فاروس الإسكندرية، المعروفة باسم منارة الإسكندرية، كانت أول منارة في العالم، وتم بناء هذا الصرح المتآلف في وقت ما في القرن الثالث قبل الميلاد، وأصبح مشهورًا حول العالم القديم.
كانت المنارات الأولية قبل بناء منارة الإسكندرية تتكون من منارات مشتعلة بسيطة عند مداخل الموانئ، وهناك بعض الأدلة أيضًا على بناء المنارات الحجرية الأصغر حجمًا في الموانئ اليونانية القديمة قبل المنارة العظيمة نفسها.
وتُعد منارة الإسكندرية واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم، يعتقد أنها كانت بين 100 و140 مترًا. تم تصميمها من قِبل Sostratus of Cnidus، وكانت صامدة لسنوات عديدة قبل أن تدمرها الزلازل بشكل تدريجي.
ولا تزال أجزاء المنارة قائمة حتى يومنا هذا؛ حيث بنى السلطان المصري قايتباي قلعة على نفس الموقع حوالي عام 1480 م.
"برج هرقل" في إسبانيا أحد أقدم منارات العالم السليمة
أنشأت الإمبراطورية الرومانية في ذروة ازدهارها المنارات حول الكثير من الممرات المائية المهمة للإمبراطورية، وكانت أحدها على شبه جزيرة A Coruna، غاليسيا في إسبانيا.
تم بناء البرج في وقت ما في القرن الثاني الميلادي، ويبلغ ارتفاعه 55 مترًا ويطل على ساحل شمال الأطلسي في إسبانيا. المعروف باسم الرومان باسم “Farum Brigantium”، ويعرف أكثر باسم “برج هرقل”.
تم إهمال العديد من المنارات بعد سقوط روما، ولكن تم بناء بعض المنارات الجديدة
بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية، تم إهمال العديد من مناراتها السابقة، ومع ذلك، تم بناء بعض المنارات خلال فترة القرون الوسطى، مثل “منارة هوك” في مقاطعة ويكسفورد، أيرلندا، بالإضافة لمثال آخر على واحدة من أقدم المنارات في العالم هو ثاني أقدم منارة بعد “برج هرقل” المذكور أعلاه في إسبانيا؛ حيث يبلغ عمر الصرح الحالي أكثر من 800 عام.
ازدهار التجارة عبر المحيط الأطلسي أدى إلى المنارات التي نعرفها ونحبها اليوم
بدأت المنارات الحديثة من النوع الذي نعرفه جميعًا في الظهور في حوالي القرن الثامن عشر، وكان ذلك بسبب النمو في التجارة عبر الأطلسي، والحاجة المتزايدة باستمرار للحفاظ على السفن التجارية آمنة على طول السواحل بدلًا من وضع علامة على مداخل الموانئ.
وأدى التقدم في الهندسة الإنشائية وتكنولوجيا الإضاءة إلى بناء منارات أكبر وأفضل بمرور الوقت، ففي بداية الأمر تم استخدام أنواع الوقود الصلبة مثل الخشب أو الفحم أو السوائل مثل زيت الحوت كمصدر للضوء، ثم جاء اختراع مصباح Argand الثوري في سبعينيات القرن التاسع عشر، كما تمت إضافة تحسينات أخرى، مثل أول عاكس مرآة “catoptric” ونظام عدسة “dioptric”، إلى العديد من المنارات في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.
أول منارة عائمة في العالم تأسست في ثلاثينيات القرن التاسع عشر
تأسست أول منارة عائمة مكرسة في العالم، في أوائل 1730، والتي سميت المنارة العائمة “Nore”، وتم تشغيلها عند مصب نهر التايمز في إنجلترا.
في حين أن هناك بعض التلميحات من منارات النار على السفن خلال العصر الروماني، فاخترع روبرت هامبلين أول منارة عائمة “حقيقية” حديثة في حوالي عام 1734. ثم تطورت إلى المنارة الثابتة.
هل سمعت عن لغز منارة إيلين مور؟
تقول قصة إن حراس المنارة الثلاثة في جزيرة إيلين مور النائية اختفوا في ليلة واحدة، وكانوا هم السكان الوحيدون في الجزيرة.
وتم اكتشاف اختفاء حراس المنارة عندما وصل حارس منارة الإغاثة إلى الجزيرة في 26 ديسمبر 1900.
وأوضح التحقيق اللاحق لسجلاتهم أن عاصفة وحشية هبت على الجزيرة استمرت لعدة أيام. ولكن، ما هو أكثر غرابة، هو أن السكان في جزيرة مجاورة، والتي كانت تتمتع بإطلالة واضحة على المنارة، أبلغوا عن طقس هادئ تمامًا.
ولم يتم العثور على جثثهم حتى يومنا هذا، وظل اختفاؤهم لغزًا غامضًا، وتم تجسيد القصة في وقت لاحق في فيلم 2018 The Vanishing.
تشكل بيشوب روك قبالة ساحل كورنوال رقمًا قياسيًا
“Bishop Rock” جزيرة صغيرة تقع قبالة ساحل كورنوال في إنجلترا، مع بناء وحيد من صنع الإنسان عليها، وهو منارة.
وأدى حجم الجزيرة الصغير بالنسبة لحجم منارتها إلى تسجيلها رقمًا قياسيًا في موسوعة جينيس كأصغر جزيرة في العالم تم بناء منارة بهذا الحجم عليها. تم بناء المنارة الحالية حوالي عام 1858، ولكن كان هناك مبنى سابق من الحديد لم يكتمل أبدًا؛ حيث جرفتها الأمواج العنيفة قبل أن تكتمل.
روسيا تمتلك منارات تعمل بالطاقة النووية
تم تحويل العديد من المنارات خلال عصر الكهرباء الذي اجتاح العالم في بداية القرن العشرين، إلى إضاءة كهربائية، وفي الوقت الذي يميل فيه الكثيرون إلى العمل باستخدام مولدات تعمل بالاحتراق، كان بعضها يعمل بالفعل بواسطة مفاعلات نووية، ويمكن العثور على أبرزها في روسيا؛ حيث تم بناء سلسلة منارات مستقلة تعمل بالطاقة النووية على طول طريق الشحن الشمالي خلال الحقبة السوفيتية، يمتد على طول الساحل الشمالي لروسيا، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الجزء من العالم ليس فيه ضوء النهار.
كان هذا الطريق تاريخيًا خطيرًا للغاية بالنسبة للعديد من السفن، قبل ظهور نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وبنى الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي سلسلة من المنارات الجديدة لجعل الطريق أكثر أمانًا.
هل سمعت عن المنارة التي بنتها فنلندا عن طريق الخطأ في السويد؟
وأخيرًا، أنشأت فنلندا في وقت ما منارة في الأراضي السويدية عن طريق الخطأ؛ حيث يشترك البلدان في حدودهما بجزيرة واحدة بطريقة غير معتادة. سميت ماركيت، وتم تقسيم الجزيرة بموجب معاهدة فريدريكشام 1809.
وبنت فنلندا منارة في أعلى جزء من الجزيرة، والتي كان يعتقد أنها من أراضيها، ولكن للأسف، تم إعطاء هذا الجزء من الجزيرة بموجب المعاهدة للسويد، وفي منتصف الثمانينيات، تم التوصل إلى اتفاق لتغيير الحدود لضمان وجود المنارة الآن في الأراضي الفنلندية.
المصدر:
Interestingengineering: 9 Illuminating Facts about Lighthouses and Their History
Leave a Reply