قامت الصين بتصنيع 300 ألف روبوت في المصانع العام الماضي، لتصبح أكبر دولة في العالم تتبنى هذه التكنولوجيا في وقت مبكر.
جيش الروبوتات الصيني
تفوقت الصين على الولايات المتحدة في تصنيع وتركيب الروبوتات في المصانع، بحسب تقرير أصدره الاتحاد الدولي للروبوتات يوم الخميس.
حيث عززت الدولة الواقعة في شرق آسيا مكانتها كقوة تصنيع عالمية بعد تركيب ما يقرب من 300 ألف روبوت جديد. ما رفع إجمالي عدد الروبوتات العاملة في المصانع إلى أكثر من مليوني روبوت.
كما أن المصانع الأمريكية قامت بتثبيت 34 ألف روبوت فقط، مما يشير إلى فجوة هائلة في تبني التكنولوجيا.
في عام 2015، كشفت بكين عن حملة “صنع في الصين 2025” بهدف السيطرة على صناعة الروبوتات من خلال تقليل اعتمادها على السلع المستوردة.
في الوقت نفسه لعبت توجيهات السياسة الحكومية ورأس المال العام دوراً حاسماً في مساعدة الشركات الصينية. من أجل تعزيز هيمنتها في مجال الروبوتات وغيرها من الصناعات مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.
من جانيه، قال ليان جاي سو، كبير المحللين في شركة أبحاث التكنولوجيا أومديا، إن سياسات الحكومة الصينية ساعدت في توفير الدعم المطلوب لتحقيق طموحاتها التصنيعية.
ووفقًا للتقرير: “هذا ليس مصادفة. لقد استغرق الأمر سنوات طويلة من الاستثمار من قبل الشركات الصينية”.
في حين حصلت الصناعات على قروض شبه غير محدودة من البنوك الحكومية بأسعار فائدة منخفضة للغاية. بالإضافة إلى حصولها على تمويل حكومي، ومساعدات لشراء شركات أجنبية، ودعم آخر.
بينما في عام 2021، قدمت الحكومة أيضًا خطة مفصلة لتوسيع استخدام الروبوتات كجزء من مبادرتها التي استمرت لعقد من الزمان.
الصراع بين الصين وأمريكا
يعد تركيز الصين على الأتمتة جزءًا أساسيًا من هذه المبادرة. كما ذكر التقرير أن المصانع الصينية قامت بتركيب أكثر من 150 ألف روبوت سنويًا منذ عام 2017. وهو ما يجسّد مبادرتها التي استمرت عقدًا من الزمن.
علاوة على أن المصانع الصينية تشكل الآن ثلث جميع السلع المصنعة في جميع أنحاء العالم. أي أكثر من الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا مجتمعة.
وقد انخفض عدد التركيبات الروبوتية العام الماضي في الشركات الأربع التالية التي تستخدم الروبوتات اليابان، والولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية وألمانيا مقارنة بعام 2023.
حتى عام ٢٠٢٤، كانت الروبوتات المستوردة تركب في مصانع الصين أكثر من الآلات المصنعة محليًا. لكن في العام الماضي، صنعت ثلاثة أخماس الروبوتات المُركّبة محليًا.
وبشكل عام، يبلغ عدد الروبوتات العاملة في المصانع في الصين خمسة أضعاف العدد الموجود في الولايات المتحدة. ولا تشمل بيانات الاتحاد الروبوتات الشبيهة بالبشر في حساباته.
الروبوتات الشبيهة بالبشر
مع ذلك، وبفضل الدعم الحكومي، يشهد تصنيع الروبوتات الشبيهة بالبشر في الصين ارتفاعًا ملحوظًا. وتعمل البلاد بالفعل على بناء منظومة متكاملة لتصنيع مكونات متخصصة للروبوتات، مثل المفاصل الآلية.
تتنافس الصين أيضًا مع الولايات المتحدة ودول أخرى حول تطوير روبوتات بشرية أفضل. تعتبر شركة يونيتري روبوتيكس ، ومقرها هانغتشو، رائدة في تطوير روبوتات بشرية أقل تكلفةً للبلاد على نطاق واسع.
وتبلغ أسعار الروبوتات البشرية الأساسية التي تنتجها شركة Unitree 6000 دولار، وتخطط الشركة لطرح أسهمها للاكتتاب العام بحلول نهاية عام 2025. ويتم تصنيعها بجزء بسيط من سعر روبوتات Boston Dynamics ، وهي شركة رئيسية في صناعة الروبوتات الأمريكية.
تمتلك الصين نخبة من الكهربائيين ومبرمجي الحاسوب المهرة القادرين على تركيب الروبوتات. ومع ذلك، واجهت نقصًا في متخصصي التركيب، مما رفع رواتبهم إلى ما يقارب 60 ألف دولار سنويًا.
وتتمتع البلاد أيضًا بصناعة الذكاء الاصطناعي القوية التي تركز على مراقبة وتحسين كل جانب من جوانب أداء معدات المصانع.
المصدر: interestingengineering