يخشى الكثيرون الآن من الذكاء الاصطناعي، حيث يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل البشر، حتى في الأعمال الفنية. وأنه قد يتفوق على الرسامين العظماء مثل بيكاسو ودافنشي.
هل يضاهي الذكاء الاصطناعي أعمال بيكاسو ؟
في الوقت الحالي لازالت نماذج الذكاء الاصطناعي العام ، وهي النمذج التي تفكر كالبشر ، أو كنموذج أفلام الخيال العلمي Matrix و Terminator بعيدة عن المنال.
غير أن الذكاء الاصطناعي الحالي يستطيع مجاراة البشر بل والتفوق عليهم في مجالات عديدة، وذلك يأتي نتيجة تدريبه على البيانات.
فمثلا نموذج AlphaGo الذي طورته شركة DeepMind تمكن من هزيمة بطل العالم في لعبة Go عام 2016. كما يمكن لنماذج الشطرنج مثل AlphaZero التفوق على اللاعبين البشر بسهولة.
غير أن تلك النماذج لا تستطيع العمل بحرية وإبداع خارج نطاق بيانات التدريب وهي البيانات التي قام البشر بتدريب الذكاء الاصطناعي عليها.
كما أن النماذج التي تستطيع التفاعل مع بعضها قد تخرج عن السياق من خلال التواصل والتفاهم بلغة مبهمة لا يعرفها البشر.
حيث طور روبوتا الدردشة Bob و Alice من شركة Facebook لغة خاصة بهما مما اضطر الشركة لإيقافهما في النهاية.
محاكاة الإبداع البشري
في حين تحول نموذج دردشة Tay، من شركة Microsoft إلى عنصري بعد التعامل مع البشر لفترة قصيرة مصدرًا تعليقات غير لائقة، ما اضطر الشركة في النهاية لإغلاقه.
تبرهن تلك الحالات أن الذكاء الاصطناعي يقوم ما تدرب عليه فقط من قبل البشر. حتى إن كان قادرا علي إنتاج الفيديوهات الاحترافية والصور. غير أن ذلك عادة ما يكون بوصف بشري دقيق تمت تغذية الذكاء الاصطناعي به.
في الوقت نفسه هناك من الفنانين من يدعم الذكاء الاصطناعي كأداة جديدة للإبداع. حيث قام فنان بتعليق لوحة مولدة بالذكاء الاصطناعي علي جدران متحف في انجلترا .
حيث علق الفنان Elias Marrow اللوحة على جدران المتحف الوطني في Cardiff في ويلز، ودون علم إدارة المتحف. وذلك في قسم الفنون المعاصرة.
في حين أطلق على هذه اللوحة اسم “الطبق الفارغ”، حيث تصوّر صبيًا صغيرًا يرتدي زيًا مدرسيًا ويحمل طبقًا فارغًا. بينما علق Marrow أن “الطبق الفارغ” “يمثل ويلز في عام ٢٠٢٥”.
وقد شاهد اللوحة بالفعل مئات من الزوار، ولم يلحظ أحد أن اللوحة مولدة بالذكاء الاصطناعي.
فيما لاحظ المسئولون اللوحة حينما سأل أحد الزوار موظفي المتحف عن اللوحة، وهنا أقر الموظفون بأنه لم يكن لديهم أي فكرة عن هذه القطعة.
هل يصبح الذكاء الاصطناعي أداة فن جديدة؟
مثلت فكرة عدم تفريق زوار المتحف بين الأعمال الأصلية والمولدة بالذكاء الاصطناعي بادرة جديدة لاستخدام الذكاء كما لو كان فرشاة جديدة انضمت إلى أدوات الفنان المعاصر.
رغم ذلك فهو ليس منافسًا مباشرًا للبشر، فمن وجهة نظر Marrow الاعتراض فقط سيكون على كيف تقرر المتاحف ما يستحق العرض؟
ويعلق Marrow قائلا : “إن الفن الذي استخدم الذكاء الاصطناعي لإنشائه كان جزءًا من التطور الطبيعي للأدوات الفنية”.مضيفًا أنه رسم الصورة قبل استخدامه للذكاء الاصطناعي.
علاوة على أنه أردف : “الذكاء الاصطناعي موجود ليبقى، ومراقبته تتعارض مع معتقداتي الراسخة عن الفن”. مؤكدًا أن الزوار تفاعلوا معه بشكل جيد والتقطوا صورًا كذلك. نافيًا أن يكون العمل الفني يهدف إلى التشويش.
أيضًا قال أحد زوار المتحف، بعدما شاهد العمل في 29 أكتوبر، أنه ظن أنه فنًا أدائيًا. لكنه أدرك سريعًا أنه عمل فني غير أصلي.
وأخيرًا هل تعتقد من وجهة نظرك،هليمكن أن يضاهي الفن المولد صناعيًا إبداع فنانين كبار مثل بيكاسو و سيلفادور دالى وفان جوخ ودافنشي؟