بينما ساد الاعتقاد بأن سباق الذكاء الاصطناعي استقر عند ثنائية جوجل وOpenAI. عادت ميتا إلى الواجهة بخطوة مفاجئة، كاشفة عن مشروعين يحملان أسماءً رمزية غير تقليدية: «مانجو» و«أفوكادو».
كما تعمل إمبراطورية مارك زوكربيرج على تطوير هذين المشروعين بوصفهما رهانًا إستراتيجيًا لإعادة رسم موازين. القوى في سوق الذكاء الاصطناعي، مع توقعات بإحداث تحول لافت بحلول النصف الأول من عام 2026.
فصل جديد في طموحات زوكربيرج
وفقًا لتقرير مطول نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، يمثل المشروعان الجديدان ذروة طموحات “ميتا” في اللحاق بالركب الذي تصدره نموذج “Sora” من OpenAI ونماذج “Gemini” من جوجل.
كما يأتي هذا التحرك بعد إعادة تنظيم داخلية كبرى شهدتها الشركة في مطلع عام 2025. أسفرت عن إنشاء “مختبرات ميتا للذكاء الفائق” (Meta Superintelligence Labs – MSL). وهي وحدة نخبوية تهدف لتسريع وتيرة الابتكار الجذري.
كما يقود هذه المهمة الانتحارية “ألكسندر وانج”، الشاب البالغ من العمر 28 عامًا ومؤسس شركة Scale AI. الذي انضم إلى ميتا بعد صفقة استحواذ ضخمة بلغت قيمتها 14 مليار دولار.
وانج لم يأتِ بمفرده، بل يشرف الآن على فريق يضم أكثر من 50 متخصصاً. من بينهم 20 عالمًا بارزًا تم استقطابهم من قلب شركة OpenAI. وذلك وفقًا لـ”indiatoday”.
“مانجو” للإبداع البصري و”أفوكادو” للعقل المنطقي
كما تعتمد استراتيجية ميتا على التخصص الدقيق في النماذج القادمة:
-
نموذج “مانجو” (Mango): هو الرهان البصري للشركة. حيث صُمم خصيصاً لتوليد الصور والفيديو بجودة فائقة، لينافس بشكل مباشر منصة “Sora” التي أذهلت صناع المحتوى مؤخراً.
-
نموذج “أفوكادو” (Avocado): يمثل “العقل الراجح” لميتا؛ فهو نموذج لغوي ضخم (LLM) يستهدف التفوق في البرمجة والاستدلال المنطقي. وهي النقاط التي لطالما اعتبرت “كعب أخيل” في سلسلة نماذج Llama الحالية.
نماذج العالم (World Models)
في جلسة مغلقة مع الموظفين، أطلق ألكسندر وانج تصريحًا أثار حماسة الأوساط التقنية. قائلًا: “نحن نبني نماذج تفهم العالم، لا الكلمات فقط”.
هذا التصريح يشير إلى تحول ثوري من الاعتماد على “التنبؤ بالكلمة التالية” إلى ما يعرف بـ “نماذج العالم” (World Models).
وإذا نجحت ميتا في تحقيق ذلك، فإن “أفوكادو” لن يكون مجرد روبوت محادثة، بل ذكاءً اصطناعيًا يمتلك إدراكًا حقيقيًا للفيزياء والمنطق والعلاقات السببية. وهو ما يراه الخبراء “الحدود التالية” والنهائية للتطور في هذا المجال.
سباق مع الزمن وضغوط المنافسين
التوقيت لا يحتمل التأخير؛ فالمنافسة وصلت إلى مرحلة الغليان. جوجل حققت قفزة هائلة بنموذج “Gemini 3 Flash”. حيث قفزت قاعدة مستخدميها من 450 مليونًا في يوليو إلى 650 مليونًا في أكتوبر الماضي بفضل تكامل نماذجها مع أجهزة الأندرويد.
وفي المقابل، لا تزال جروح المنافسة السابقة حاضرة، حيث أطلقت ميتا سابقًا أداة “Vibes” للفيديو بالتعاون مع Midjourney، لترد عليها OpenAI في غضون أيام بإطلاق “Sora”، ما سحب البساط تمامًا من تحت أقدام زوكربيرج.
هل تنجح “الفواكه” في إنقاذ ميتا؟
بينما يترقب المستثمرون والتقنيون عام 2026، يبدو أن مارك زوكربيرج يضع كل أوراقه على طاولة “مختبرات الذكاء الفائق”. فهل تتمكن “مانجو” و”أفوكادو” من كسر هيمنة الثنائي المسيطر، أم أن وتيرة الابتكار لدى جوجل وOpenAI ستظل أسرع من قدرة ميتا على اللحاق بها؟ الأكيد أن الحرب الباردة في وادي السيليكون قد بدأت تسخن من جديد.

















