أكد بريت تايلور؛ رئيس مجلس إدارة شركة “OpenAI”، في تصريحات تعكس قلقًا وحذرًا في قلب وادي السيليكون، أن الهوس الحالي بالذكاء الاصطناعي قد تحول إلى “فقاعة اقتصادية”، مرددًا بذلك صدى تحذيرات سابقة أطلقها سام ألتمان؛ الرئيس التنفيذي للشركة.
ولم يتردد “تايلور”، الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة “Sierra” الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، في وصف المشهد الحالي بدقة مقلقة خلال مقابلة حديثة مع موقع “The Verge”.
فعندما سُئل عما إذا كان يتفق مع مقولة “ألتمان” بأن “شخصًا ما سيخسر مبلغًا هائلًا من المال في مجال الذكاء الاصطناعي”، كانت إجابته واضحة وصريحة، وفقا لـ”تك كرانش”.
حقيقتان متناقضتان في آن واحد
وأوضح “تايلور” أن المشهد الحالي يحمل حقيقتين تبدوان متناقضتين، لكنهما صحيحتان في نفس الوقت.
“أعتقد أنه من الصحيح أن الذكاء الاصطناعي سيغير الاقتصاد، وأنه سيخلق، مثلما فعلت الإنترنت، كميات هائلة من القيمة الاقتصادية في المستقبل”، قال “تايلور”. ثم أضاف بجرأة: “وأعتقد أيضًا أننا نعيش في فقاعة، وأن الكثير من الناس سيخسرون أموالهم. أعتقد أن كلتا الحقيقتين صالحتان تمامًا في نفس الوقت، وهناك سوابق تاريخية كثيرة تدعم ذلك”.
بهذه الكلمات، يرسم “تايلور” صورة معقدة للمستقبل القريب: “موجة من الإثارة والاستثمارات الضخمة التي قد تؤدي إلى انهيار بعض الشركات والمشاريع، تزامنًا مع ثورة تكنولوجية حقيقية ستغير وجه العالم على المدى الطويل”.
درس من “فقاعة الدوت كوم”
ولتبسيط فكرته، استدعى “تايلور” شبحًا اقتصاديًا شهيرًا: “فقاعة الدوت كوم” في أواخر التسعينيات. في تلك الفترة، تدفقت المليارات على أي شركة تضع “.com” في اسمها، وانتهى الأمر بانهيار مأساوي للعديد منها.
لكن، بحسب “تايلور”، كان هناك جانب صحيح في كل ذلك الحماس. حيث قال: “كل الناس في عام 1999 كانوا على حق نوعًا ما”.
ما يعنيه هو أن المستثمرين والمبتكرين في تلك الحقبة أدركوا بشكل صحيح أن الإنترنت ستكون التقنية التي ستُغير كل شيء. لقد أخطأوا في تقييم الشركات الفردية ونماذج أعمالها، لكنهم أصابوا في رؤيتهم للمستقبل الأوسع. فالشركات التي نجت من ذلك الانهيار؛ مثل أمازون وجوجل، أصبحت اليوم من أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم.
رسالة للمستثمرين والمبتكرين
وأخيرًا فإن تصريحات “تايلور” تعتبر بمثابة دعوة للتفريق بين “الضجيج” و”القيمة الحقيقية”. الفقاعة تتعلق بالمضاربات والتقييمات غير المنطقية للشركات التي قد لا تقدم قيمة مضافة حقيقية. أما الثورة، فتتعلق بالتقنية الأساسية نفسها وقدرتها على حل مشاكل حقيقية وخلق كفاءة غير مسبوقة.