بعد أداء مالي فاق التوقعات مرة أخرى، عززت شركة إنفيديا (NASDAQ: NVDA) موقعها كقوة محورية في ثورة الذكاء الاصطناعي، حيث ارتفع سهمها بنحو 5% في تداولات ما بعد الإغلاق عقب إعلان نتائجها.
وجاءت هذه النتائج لتهدئ من بعض التوترات والمخاوف المتزايدة في السوق بشأن احتمالية وجود “فقاعة” محتملة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من القفزات الهائلة في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي، عالج جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا. هذه المخاوف بشكل مباشر خلال مكالمة الأرباح.
وأكد أن الإنفاق الضخم في هذا المجال ليس مجرد موجة مضاربة عابرة. بل هو متجذر في تغيير هيكلي حقيقي وكبير للبنية التحتية للحوسبة.
دلالات تصريحات هوانغ
كما تحمل تعليقات هوانغ أهمية خاصة للمستثمرين، فشركته هي المزود الأساسي لمنصات الحوسبة المسرعة لمراكز البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما يضعها في قلب الطفرة الحالية. وفي رده على التساؤلات، قال هوانغ: “كان هناك الكثير من الحديث عن فقاعة للذكاء الاصطناعي. من وجهة نظرنا، نحن نرى شيئاً مختلفاً تماماً.”
وأوضح هوانغ أن الطلب غير المسبوق الذي تشهده الشركة هو جزء من تحول أوسع نطاقاً في طريقة عمل الحوسبة، واصفاً ما يحدث بأنه “ثلاثة تحولات ضخمة للمنصات تجري في وقت واحد”، وهو أمر لم يحدث منذ فجر قانون مور (Moore’s Law). وذلك وفقًا لـ” تك كرانش”.
الأسباب الثلاثة وراء الطلب الهائل
حدد جنسن هوانغ ثلاثة تحولات أساسية تدفع الطلب المستدام على منصات إنفيديا:
1. التحول إلى الحوسبة المسرعة (GPU)
أشار هوانغ إلى التحول من الحوسبة العامة التي تعتمد على وحدات المعالجة المركزية (CPU) إلى الحوسبة المُسرّعة بوحدات معالجة الرسوميات (GPU).
ومع تباطؤ قانون مور، أصبح العملاء يسعون إلى تحقيق أداء أعلى مقابل كل دولار ينفقونه. إن نقل أعباء العمل إلى منصات إنفيديا المسرعة يزيد من الكفاءة بشكل كبير في مجالات مثل المحاكاة ومعالجة البيانات واسعة النطاق.
2. صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي
يركز التحول الثاني على الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI). حيث تقوم الشركات باستبدال أنظمة التعلم الآلي التقليدية بنماذج توليدية داخل محركات البحث وأنظمة التوصيات.
وهذا لا يعمق فقط تفاعل المستخدمين، بل يعمل أيضاً على أتمتة المزيد من العمليات داخل المؤسسات.
وبمجرد نشر هذه النماذج. تتطلب خدمة النتائج للمستخدمين عملية استدلال مستمرة تعتمد على قوة وحدات الـ GPU. وهو ما يفسر سبب استمرار مزودي الخدمات السحابية في إعطاء الأولوية للإنفاق على الذكاء الاصطناعي.
3. الذكاء الاصطناعي الوكيلي والمادي (Agentic and Physical AI)
يتضمن التحول الثالث ما وصفه هوانغ بالذكاء الاصطناعي الوكيلي (Agentic AI) والذكاء الاصطناعي المادي (Physical AI).
وفي هذا التطور، لا تقتصر النماذج على توليد المحتوى فحسب. بل تقوم أيضاً بالتخطيط للمهام والتفاعل مع العالم المادي عبر أنظمة مستقلة (Autonomous systems).
ومن المتوقع أن يفتح هذا التطور فئات جديدة من الطلب مع استثمار قطاعات مثل السيارات والرعاية الصحية في بنية تحتية متخصصة للذكاء الاصطناعي. لتضاف إلى عمليات التوسع السحابي الجارية بالفعل.



















