أثارت خطط إيلون ماسك عن استخدام جديد محتمل لشبكة شركته المدارية مخاوف علماء الفلك. حيث يخطط لاستخدام شبكة ستارلينك لتلبية الطلب المتزايد وغير المستدام على مراكز البيانات.
ما خطط إيلون ماسك الجديدة؟
بشكل أكثر طموحًا، قال أغنى رجل في العالم إنه من الممكن استخدام مجموعة من الأقمار الاصطناعية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتبريد كوكبنا ومعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
حيث إن الفكرتين تتناولان الأزمات الحقيقية في العالم، وهما الطلب غير المستدام على الطاقة والاحتباس الحراري العالمي، ولكنهما تأتيان مع آثار تقنية وبيئية وأخلاقية خطيرة.

وكلاهما يبرر إرسال آلاف الأقمار الاصطناعية إلى مدار أرضي منخفض، بغض النظر عن المخاطر التي تهدد العلم أو السلامة أو الاستدامة.
في حين تهيمن سبيس إكس بالفعل على قطاع إطلاق الأقمار الاصطناعية، وهي مسؤولة عن حوالي 70% من الأقمار الاصطناعية النشطة في المدار حاليًا، والبالغ عددها حوالي 12,500 قمر
أدى ازدهار الذكاء الاصطناعي، بقيادة إطلاق OpenAI لـ ChatGPT للجمهور عام ٢٠٢٢، إلى زيادة كبيرة في الطلب على الطاقة.
فيما تشير التقديرات إلى أن هذا الطلب المدفوع بمراكز البيانات المستخدمة لتشغيل وتدريب الذكاء الاصطناعي سيستمر في الارتفاع بشكل كبير في المستقبل المنظور.
ازدياد الطلب على الطاقة
على سبيل المثال، يُقدر تقرير صادر عن جولدمان ساكس في وقت سابق من هذا العام أن الطلب على الطاقة المدفوع بالذكاء الاصطناعي قد يرتفع بنسبة ١٦٥٪ بحلول عام ٢٠٣٠.
في الوقت نفسه فإن هذه الاحتياجات من الطاقة غير مستدامة إطلاقًا، لا سيما في ظل أزمة المناخ المستمرة وعجز الدول عن تحقيق أهداف خفض الانبعاثات.
فيما يسعى ماسك الآن إلى معالجة هذه المشكلة من خلال البنية التحتية للأقمار الاصطناعية لشركة سبيس إكس.
ويميل قطب التكنولوجيا هذا إلى استهداف المشاكل الكبرى في شركاته، فمهمة تسلا هي تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري.
بالإضافة إلى أن مهمة سبيس إكس هي جعل البشرية كائنًا متعدد الكواكب؛ ومهمة نيورالينك هي التخفيف من التهديد الوجودي للذكاء الاصطناعي.
بناء مراكز البيانات في الفضاء
ليس ماسك أول من اقترح إمكانية تشغيل مراكز البيانات في الفضاء. بل إنه ليس أول عملاق تقني يطرح هذه الفكرة.
ففي وقت سابق من هذا العام، صرّح إريك شميدت. الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل. للكونجرس بأن الطلب على الطاقة سيرتفع من 3% إلى 99% من إجمالي الإنتاج.

وذلك نتيجةً لتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات. كما زعم شميدت أنه استحوذ على شركة ريلاتيفيتي سبيس الناشئة في مجال الفضاء، وعيّن نفسه رئيسًا تنفيذيًا لها، لبناء مراكز بيانات في الفضاء.
فيما لم يحسم بعد مدى جدوى إرسال مراكز البيانات إلى المدار. في مقابلة مع مجلة “إنتيريستينغ إنجينيرينغ” ، قالت عالمة الفلك سامانثا لولر من جامعة ريجينا: “هذا أمرٌ غير منطقي.
وأضافت أنه لأسبابٍ عديدة. كيف يفيد وضع مراكز البيانات في الفضاء؟ فعلى حد علمها، تتطلب مراكز البيانات الكثير من تبديل المكونات وإصلاح الأشياء والتحديث بانتظام.
كل ذلك سيكون أصعب بكثير في الفضاء، تابعت. “إطلاق هذه الكمية من المواد إلى الفضاء صعبٌ أيضًا. وماذا سيحدث إذا، أو عندما، تتضرر بفعل الحطام الفضائي؟”
مع ذلك، زعم فريق من الباحثين من جامعة نوتنغهام للتكنولوجيا في سنغافورة مؤخرًا إمكانية إنشاء مراكز بيانات فضائية. وذلك بالاستفادة من البنية التحتية الحالية للإطلاق والأقمار الاصطناعية.
في الوقت نفسه يمكن لهذه المراكز استخدام مسرِعات الذكاء الاصطناعي لمعالجة البيانات الخام في المدار.
مع ذلك، يمكن القول إن الجدوى لا تعني بالضرورة الاستدامة، بل إنها تؤجِّل حل المشكلة فمعالجة مشكلة الطلب غير المستدام على الطاقة على الأرض تسهم في ازدحام الفضاء.
تبريد كوكب الأرض
إن ماسك، الذي لا يخشى الجدل، انضم الآن إلى واحدة من أكثر المناقشات العلمية إثارة للجدل في عصرنا. في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة العالمية والانتقال البطيء للغاية بعيدًا عن الاعتماد على الوقود الأحفوري.
هل ينبغي للحكومات أن تتطلع إلى تبريد الكوكب من خلال الهندسة الجيولوجية الشمسية؟
وفقًا لماسك، يمكن تمامًا تعتيم الشمس باستخدام تقنيات الأقمار الاصطناعية المتاحة حاليًا.
ونشر ماسك على X في 3 نوفمبر: “ستتمكن مجموعة كبيرة من الأقمار الاصطناعية التي تعمل بالطاقة الشمسية والذكاء الاصطناعي. من منع الاحتباس الحراري من خلال إجراء تعديلات طفيفة على كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلى الأرض.
ومع ذلك، تحذّر دراسة حديثة أجراها فريق من جامعة كولومبيا من أن هذه الطريقة قد تؤدّي إلى عواقب وخيمة.
في النهاية فإن حجب ضوء الشمس مع الاستمرار في حرق الوقود الأحفوري ورفع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ليس حلاً. بل هو حل مؤقت.
المصدر: interestingengineering.



















