اكتشاف نجوم عملاقة غامضة تشبه الديناصورات

تأثير النجوم على مناخ الأرض
تأثير النجوم على مناخ الأرض

توصل علماء فلك في دراسة حديثة باستخدام تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي. إلى ما قد يكون أول دليل على وجود نجوم عملاقة فائقة الكتلة ظهرت بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم. ويشبهها العلماء بالديناصورات من حيث الضخامة والظهور المبكر والانقراض السريع.

انقراض الديناصورات

وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة رسائل الفيزياء الفلكية. تشير التقديرات إلى أن كتلة هذه النجوم البدائية قد وصلت إلى ما بين ألف و 10 آلاف ضعف كتلة الشمس.

وكما انقرضت الديناصورات على الأرض وتركت وراءها أحافير. فإن هذه النجوم العملاقة لم تعد موجودة اليوم، غير أنها خلفت ما يعرف بـ”الأحافير الكونية”. والمتمثلة في الثقوب السوداء.

كتل تعادل ملايين الشموس

ويرى الباحثون أن تأكيد وجود نجوم بهذه الكتل الهائلة في بدايات الكون. قد يفسر كيف تمكنت الثقوب السوداء فائقة الكتلة من النمو بسرعة لتصل إلى كتل تعادل ملايين الشموس قبل أن يبلغ عمر الكون مليار سنة فقط.

الانفجار العظيم

وجاء هذا الدليل بعدما درس فريق من علماء الفلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي التركيب الكيميائي لمجرة تعرف باسم GS 3073. تقع على بعد نحو 12.7 مليار سنة ضوئية. وتظهر كما كانت بعد 1.1 مليار سنة فقط من الانفجار العظيم.

ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، لاحظ العلماء وجود خلل غير معتاد في نسبة النيتروجين إلى الأكسجين داخل المجرة. وهو أمر لا يمكن تفسيره بأي نوع معروف من النجوم.

من جانبه قال دانيال ويلان، عضو الفريق البحثي من جامعة بورتسموث في المملكة المتحدة: “يساعدنا هذا الاكتشاف في حل لغز كوني استمر لعشرين عامًا”.

أول دليل رصدي على وجود النجوم العملاقة

ومع مجرة GS 3073 أصبح لدينا أول دليل رصدي على وجود هذه النجوم العملاقة”، مضيفًا: “كانت هذه النجوم تشبه الديناصورات. ضخمة وبدائية، وتوهجت بشدة لفترة قصيرة قبل أن تنهار وتتحول إلى ثقوب سوداء هائلة. تاركة وراءها بصمات كيميائية يمكننا رصدها بعد مليارات السنين”.

كيمياء غير مألوفة في مجرة بعيدة

أوضح الباحثون أن الدليل الحاسم تمثل في نسبة النيتروجين إلى الأكسجين داخل مجرة GS 3073. والتي بلغت نحو 0.46، وهي أعلى بكثير مما يمكن أن تنتجه النجوم العادية أو حتى الانفجارات النجمية المعروفة.

نجوم عملاقة
نجوم عملاقة

وقال ديفيش ناندال، عضو الفريق من مركز الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد ومؤسسة سميثسونيان: “الوفرة الكيميائية تمثل بصمة كونية. والنمط الذي نراه في GS 3073 لا يشبه أي شيء يمكن أن تنتجه النجوم التقليدية. هذا المستوى المرتفع من النيتروجين لا يتوافق إلا مع نجوم بدائية تفوق كتلتها كتلة الشمس بآلاف المرات”.

كيف أنتجت النجوم العملاقة هذا النيتروجين؟

اعتمد الفريق على نماذج حاسوبية لدراسة تطور نجوم تتراوح كتلها بين ألف و10 آلاف ضعف كتلة الشمس. لتحديد العناصر التي يمكن أن تنتجها هذه النجوم خلال حياتها القصيرة.

وأظهرت النماذج أن هذه النجوم تحرق الهيليوم في نواتها لتكوين الكربون. الذي ينتقل بدوره إلى الطبقات الخارجية. حيث يندمج مع الهيدروجين لتكوين النيتروجين.

وبفعل تيارات الحمل الحراري داخل النجم، ينتشر النيتروجين في جميع أجزائه، ثم يتسرب إلى الفضاء المحيط عند نهاية عمر النجم، ما يؤدي إلى إثراء المجرة بكميات كبيرة من هذا العنصر.

نهاية تشبه الديناصورات

يتوقع الباحثون أن هذه النجوم العملاقة لم تنفجر كمستعرات عظمى تقليدية، بل انهارت مباشرة لتتحول إلى ثقوب سوداء ضخمة.

ويعني غياب الانفجار أن هذه الثقوب احتفظت بكتل هائلة منذ ولادتها. ما منحها أفضلية كبيرة للنمو السريع والتحول إلى ثقوب سوداء فائقة الكتلة.

وتشير الدراسة إلى وجود ثقب أسود فائق الكتلة نشط في قلب مجرة GS 3073، قد يكون نتاج اندماج عدة ثقوب سوداء تكونت من هذه النجوم العملاقة الشبيهة بالديناصورات. ويعمل الفريق حاليا على البحث عن مجرات أخرى غنية بالنيتروجين في بدايات الكون لتعزيز هذه الفرضية.

الرابط المختصر :