وسماعة الرأس التقليدية تواجه مشكلة أساسية، وهي أنها تخفف من جميع الأصوات المحيطة، بما في ذلك الأصوات التي قد نرغب في سماعها مثل صوت شخص يتحدث إليك أو صوت منبه الهاتف.
ولكن ما رأيك لو كانت هناك سماعات رأس تتيح لك التحكم الكامل في الأصوات المحيطة، واختيار أي ضوضاء تريد إخفاءها مع ترك الأصوات الأخرى سليمة؟
هذا هو ما ابتكره فريق من الباحثين، بقيادة شيام جولاكوتا، من جامعة واشنطن في سياتل.
فقد تمكنوا من تطوير سماعات رأس تستخدم تقنية ذكاء اصطناعي متطورة لعزل أي أصوات غير مرغوب فيها مع ترك الأصوات الأخرى سليمة، بغض النظر عن تردداتها.
تقنية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
وتعتمد هذه التقنية على نظام ذكاء اصطناعي يسمى “الشبكة العصبية” الذي تم تدريبه على العديد من الأمثلة لـ 20 نوعًا مختلفًا من الأصوات، بما في ذلك: المنبهات وبكاء الأطفال وغناء العصافير. أو حتى سماع الاغاني المفضلة.
ويمكن للمستخدم اختيار تشغيل أو إيقاف تشغيل كل فئة من فئات الصوت من خلال تطبيق على الهاتف الذكي؛ ما يسمح له بالتحكم الكامل في البيئة الصوتية المحيطة به.
ويعد هذا الإنجاز ثورة حقيقية في عالم سماعات الرأس؛ فهو يتيح للمستخدمين الاستمتاع بالهدوء والتركيز مع القدرة على سماع الأصوات المهمة.
ويمكن استخدام هذه التقنية في العديد من التطبيقات، مثل:
- توفير بيئة عمل هادئة في المكاتب المزدحمة.
- مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في فهم الأصوات بشكل أفضل.
- توفير تجربة استماع غامرة للموسيقى والأفلام.
تصميم سماعة الرأس
يتكون النموذج الأول من سماعة رأس وميكروفون متصل بالجزء الخارجي من الهيكل الذي يغطي كل أذن. تتولى هذه الميكروفونات تسجيل الصوت المحيط وتمريره إما إلى وحدة تحكم صغيرة من نوع Orange Pi أو إلى هاتف ذكي تعمل عليه الشبكة العصبية.
ويزيل الذكاء الاصطناعي بعد ذلك الأصوات غير الضرورية وينقل التغذية الصوتية المعدلة إلى سماعات الرأس.
ويستطيع النموذج الأول معالجة الصوت في غضون 8 مللي ثانية فقط؛ لأن الفريق البحثي أبقى الشبكة العصبية صغيرة وبسيطة بما يكفي لتشغيل الجهاز المحمول بسرعة؛ لتجنب التأخير بين حدوث الأشياء التي تحدث وبين سماعك لها.
يقول “جولاكوتا” إن التأثير يشبه “تسليط الضوء على الصوت”؛ ما يسمح لك بالتركيز عليه باهتمام حتى في البيئات الفوضوية والصاخبة. والمعدات يمكن دمجها في مجموعة من سماعات الرأس
وأضاف جولاكوتا: “إننا نتخذ الخطوات الأولى لتعزيز الإدراك الصوتي البشري في الوقت الحالي”.
وإلى جانب ذلك تفتح هذه التقنية الباب أمام إمكانيات جديدة لمستقبل التفاعل مع العالم المحيط بنا.
فمع سماعة الرأس هذه يمكننا التحكم في الضوضاء وتخصيص بيئتنا السمعية كما نرغب؛ ما يغير بشكل جذري طريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا.
اقرأ أيضًا:
تحت عنوان استعد.. أبل تكشف عن سماعة الرأس Vision Pro (فيديو)
أبل تخطط لإصدار سماعة الرأس Vision Pro.. اعرف موعدها
سماعة واقع افتراضي من أبل بسعر منافس ومواصفات قوية















