أطلقت شركة ميتا مؤخرًا ميزة جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطبيق واتساب، تهدف إلى تسهيل متابعة المستخدمين لرسائلهم بشكل أكثر فعالية وسرعة.
كما تتيح هذه الميزة للمستخدمين إمكانية الاطلاع على ملخصات مختصرة ومركزة للرسائل غير المقروءة في المحادثات. بدلًا من الاضطرار لقراءة كل رسالة على حدة. ما يوفر وقتًا وجهدًا كبيرين خاصة في الحالات التي تتلقى فيها رسائل كثيرة أو طويلة.
كيف تعمل هذه الميزة فى واتساب ؟
وأوضحت شركة واتساب في منشور رسمي على مدونتها يوم الأربعاء الماضي. أن الهدف من هذه الميزة هو منح المستخدمين طريقة سريعة وفعالة للاطلاع على محتوى محادثاتهم.
وقالت الشركة: “في بعض الأحيان. تحتاج فقط إلى مراجعة سريعة لرسائلك، ولهذا السبب نحن سعداء بتقديم ميزة ملخصات الرسائل، التي تعتمد على ذكاء ميتا الاصطناعي لتقديم ملخصات خاصة وسريعة للرسائل غير المقروءة في أي دردشة، مما يساعد المستخدم على الحصول على فكرة عامة عما يدور دون الحاجة لقراءة كل التفاصيل.”
وأشارت ميتا إلى أن هذه الأداة الجديدة تستخدم تقنية تعرف بـ”المعالجة الخاصة” (Private Processing)، والتي تضمن خصوصية المستخدمين بشكل كامل. إذ لا يمكن لجهات الاتصال الخاصة بهم معرفة أن الرسائل تم تلخيصها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وبذلك، تحافظ ميتا على سرية المحادثات مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي.
في الوقت الحالي، تقتصر الميزة على مستخدمي واتساب الذين يتحدثون الإنجليزية داخل الولايات المتحدة الأمريكية فقط. لكن الشركة أعلنت عن خطط لإطلاق هذه الميزة بلغات أخرى وفي بلدان مختلفة خلال الأشهر القادمة. في إطار استراتيجية أوسع لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع منصاتها.
استراتيجية ميتا في استخدام الذكاء الاصطناعي عبر منصاتها
وتأتي هذه الميزة ضمن سلسلة من الابتكارات التي تطرحها ميتا لتعزيز خدماتها عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، بعد أن أطلقت روبوتات دردشة ذكية على منصات فيسبوك وإنستغرام وواتساب. لتعزيز تجربة المستخدمين وتوفير أدوات تفاعلية مبتكرة.
وفي مقابلة حديثة، أشار مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا. إلى أن روبوتات الذكاء الاصطناعي قد تلعب دورًا أكثر أهمية في حياة المستخدمين، من خلال تقديم الدعم العاطفي والنفسي. حيث قال خلال حوار على المسرح مع جون كوليسون، المؤسس المشارك لشركة سترايب، في مؤتمر الدفع السنوي: “أعتقد أن الناس سيرغبون في نظام يفهمهم بعمق، تمامًا كما تفعل خوارزميات الخلاصات التي تعتمد عليها التطبيقات اليوم.” وأضاف زوكربيرغ: “بالنسبة للأشخاص الذين لا يتوفر لهم معالج نفسي، أعتقد أن الجميع سيعتمدون على الذكاء الاصطناعي كبديل.”
مع ذلك، لم تغفل الأبحاث الأكاديمية والمختصون تحذير المستخدمين من المخاطر المحتملة المترتبة على الاعتماد المفرط على روبوتات الذكاء الاصطناعي، خاصةً في المجالات النفسية والعاطفية.
قال سورين دينيسن أوسترجارد، أستاذ الطب النفسي في جامعة آرهوس في الدنمارك. إن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي أدت إلى ظهور ظاهرة جديدة تسمى ذهان روبوتات الدردشة. وشرح في مقال نشر في مجلة Schizophrenia Bulletin الذى أطلعت عليها مجلة عالم التكنولوجيا أن “روبوتات الذكاء الاصطناعي. بناءً على نوعية الأسئلة التي توجه إليها، قد تقدم معلومات خاطئة أو يتم تفسيرها بشكل غير صحيح من قبل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية ويحتاجون إلى علاج طبي متخصص، مما قد يدفعهم إلى عدم طلب المساعدة المناسبة.”
وأضاف أوسترجارد: “أنا على يقين من أن الأفراد المعرضين للذهان قد بدأوا بالفعل أو سيبدأون قريبًا في اختبار أوهام تشبه تلك التي يولدها تفاعلهم مع هذه الروبوتات الذكية.”