نجحت إحدى التجارب المضادة للفيروسات في الوقاية من المرض في “قرود المكاك” المصابة بفيروس “كورونا” المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، وفقًا لدراسة جديدة صادرة عن معاهد الصحة الوطنية؛ حيث يمنع عقار ريمديسفير” Remdesivir ” المرض عند تناوله قبل الإصابة وتحسين حالة قرود المكاك عندما يتم إعطاؤها بعد الإصابة بالفعل.
وظهر التقرير الصادر عن المعهد الوطني للصحة الوطنية للحساسية والأمراض المعدية (NIAID)، في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
ويرتبط (MERS-CoV) ارتباطًا وثيقًا بفيروس “كورونا” 2019 (كوفيد-19)، الفيروس الذي تسبب في حالة طوارئ عالمية للصحة العامة منذ اكتشاف الحالات لأول مرة في مدينة “ووهان” الصينية في ديسمبر الماضي.
وتولى عقار ريمديسفير”Remdesivir” حماية الحيوانات مسبقًا من مجموعة متنوعة من الفيروسات في التجارب المعملية. وتبين أن هذا الدواء تجريبي لعلاج القرود المصابة بفيروسات مثل الإيبولا ونيباه بفعالية، كما ثبت أنه عقار فعال ساهم في شفاء البشر من فيروس الإيبولا.
وأجريت الدراسة في مختبرات “روكي ماونتين” التابع لـ (NIAID) في هاميلتون، مونتانا. واشتمل العمل على ثلاث مجموعات من الحيوانات، ولاحظ العلماء الحيوانات لمدة ستة أيام، وتم علاجها بواسطة “ريميدسيفير” كإجراء وقائي، قبل 24 ساعة من انتقال العدوى بفيروس “كورونا ميرس”، كما تم علاج الحيوانات بمضادات الفيروسات بعد 12 ساعة من بدء العدوى.
وتبين أن الحيوانات التي عًولجت في المراحل المبكرة قبل انتقال العدوى إليها لم تظهر عليها أي علامات صعوبات تنفسية سريرية وكانت خالية من آفات الرئة بعد 6 أيام من الإصابة. وظهر أيضًا انخفاض العلامات السريرية والتكاثر الفيروسي وآفات الرئة في الحيوانات التي عولجت بعد 12 ساعة من بدء الإصابة. وعلى الرغم من ذلك، كانت النتائج إلى حد ما أقل لأولئك الذين عولجوا بهذا الدواء في المراحل المبكرة.
لذا يشير العلماء إلى أن نتائج عقار “ريميدسيفير” قد يكون مرشحًا واعدًا لعلاج فيروس (MERS-CoV)، لكن ذلك يتطلب المزيد من التجارب السريرية، وبذلك قد يكون “ريمديسفير” أيضًا مفيدًا ضد فيروسات “كورونا”.
يذكر أن فيروس (MERS-CoV) ظهر في المملكة العربية السعودية عام 2012، وتسبب في إصابة حوالى 2500 بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية منذ اكتشافها في عام 2012، مع وفيات في نحو 35% من الحالات.
Leave a Reply