هل يأخذ الروبوت وظيفتك ويحل محلك؟

أجرى كل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، وجامعة بوسطن بحثًا مشتركًا عن آثار ازدياد استخدام الروبوتات الصناعية بين عامي 1990 و2007؛ فكشفت النتائج عن أنّ روبوتًا إضافيًا لكل 1000 عامل، يوفر 5.6 وظيفة بشرية. 


في تلك الفترة، ألغت الروبوتات الصناعية وحدها نحو 670 ألف وظيفة بالولايات المتحدة الأمريكية، وأسست الصين مصانع آلية بالكامل، ففي بعض الحالات، يستطيع روبوت واحد أداء مهام عمل 140 موظفًا.


حسب تقديرات شركة Deloitte، سوف يُستبدل حوالي 6٪ من الوظائف في السنوات الخمس القادمة، وحوالي 39٪ من وظائف الخدمات القانونية، و95% من وظائف المحاسبة، وكذلك وظائف؛ مثل: موظفي شركات التأمين، والبنوك، والمحللين الماليين، وعمال البناء، ومديري الجرد وقوائم الأسهم، وسائقي سيارات الأجرة، ووظائف عمال التصنيع التي في طريقها للانقراض. 


ويجري استبدال وظائف التصنيع ذات الياقات الزرقاء، بمعدل متزايد بمئات الآلاف؛ حيث تنتشر الروبوتات في المصانع وأماكن العمل في جميع أنحاء العالم؛ حيث تشير أبحاث KPMG إلى أنّ أتمتة العمليات الآلية RPA) ) توفر من 40٪ إلى 75٪ من التكاليف، كما تستمر الأعمال المستندة إلى RPA طوال 24 ساعة يوميًا، و365 يومًا في السنة.


نقص في المبرمجين


ستخلق التكنولوجيا الحديثة فرصًا جديدة في العديد من المجالات، فهناك نقص غير مسبوق في المبرمجين، وعلماء البيانات، وخبراء الأمن السيبراني، ومتخصصي تكنولوجيا المعلومات، فعلى سبيل المثال، يوجد حاليًا نقص في العمالة الماهرة في قطاع الأمن السيبراني يبلغ مليون شخص، من المتوقع- وفقًا لمركز الدراسات الدولي ISC2- ارتفاعه إلى 1.5 مليون بحلول عام 2020. كذلك، كشفت دراسة لإعلانات الوظائف عن وجود أكثر من 10 آلاف وظيفة شاغرة بالولايات المتحدة في مجالات الذكاء الاصطناعي، ومهارات التعلم الآلي.


خلق وظائف أكثر


يدّعي بعض الاقتصاديين أنّ الأتمتة ستخلق وظائف أكثر من تلك المفقودة؛ إذ يقول جيمس بيسن؛ الخبير الاقتصادي بجامعة بوسطن: “في غضون 45 عامًا من إدخال آلة الصرّاف الآلي، تضاعف عدد صرّافي البنوك العاملين بالولايات المتحدة.” 


وما لم يأخذه بيسن في الاعتبار أن عدد سكان الولايات المتحدة زاد بنحو 120 مليون شخص، منذ العمل بأجهزة الصرّاف الآلي؛ أي إن عدد السكان (بالإضافة إلى زيادة الخدمات) ساهم في زيادة عدد صرّافي البنوك.


لست أشك في أنّ التكنولوجيا ستخلق وظائف جديدة، لكنها في الوقت نفسه، ستحل محل عدد هائل من الوظائف، أكثر مما تخلق، وبوتيرة أسرع بكثير من الثورات السابقة؛ ما يلغي وظائف أكثر من أي وقت مضى، بمعدل قد يتجاوز عتبة قدرة الدول على توفير مستوى معقول من العمالة لجميع الأشخاص. 


وإذا كانت الثورات الصناعية السابقة قد استبدلت فقط بعض الوظائف بالآلات، إلا أن ثورة التكنولوجيا، تستبدل الأشخاص بآلات ذكية، فهناك اختلاف أساسي في إزالة وظائف من سوق العمل واستبدالها بأخرى، والقضاء على العنصر البشري عمومًا من سوق العمل باستبداله بالآلات. 


تقليل النفقات


لقد أدت الثورة الصناعية نوعًا ما إلى على زيادة العنصر البشري، أما الثورة التكنولوجية، فسوف تستبدله تمامًا، فالهدف من الأتمتة- في المحصلة- هو تقليل النفقات العامة؛ وذلك بإلغاء الرواتب، والفوائد، وتجنب الخطأ البشري، لكن ماذا يحدث إذًا للبشر؟ سوف تتولى الروبوتات والذكاء الاصطناعي أداء الوظائف، دون مشقة تدريب أو إعادة تدريب؛ كونها مبرمجة على أداء وظيفتها. 


لم يحدث تقدم تكنولوجي في تاريخ البشرية، إلا وأتاح فرصًا اقتصادية جديدة، وعزز الإنتاجية، وحسّن من مستويات المعيشة، ثم يأتي دور الذكاء الاصطناعي الذي يزيد من إنتاجية القلة ذوي المهارات الخاصة. 


الوظائف الإبداعية


على الرغم من الإمكانيات الهائلة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، لكنها ماتزال بعيدة عن استبدال كثير من الوظائف التي يجيدها البشر؛ مثل الوظائف التي تتطلب إبداعًا، وابتكارًا، وتعاطفًا، بينما الوظائف الأكثر عرضة للخطر؛ هي تلك التي تحمل “صفة روتينية ومتكررة، يمكن التنبؤ بها”.


 دائمًا ما يكون توجه التكنولوجيا، لاستبدال الطبقات الدنيا من العمال، الذين لا يرغب كثيرٌ منهم في تحسين قدراتهم الفكرية، أو غير قادرين على ذلك؛ للمضي قدمًا في هذا الاتجاه؛ لذا سيبقى جزء كبير من القوة العاملة اليوم زائدًا عن الحاجة؛ وهو ما يعززه سن الشيخوخة الذي يزداد في البلدان الغربية المتقدمة.


وأعتقد أنّه يمكننا رؤية عالم، تحل فيه البيانات والتكنولوجيا، محل فئات كاملة من العمالة؛ وهو ما ينبغي أن نوليه اهتمامًا كبيرًا، وأن نستثمر في قطاعي المهارات الوظيفية والتعليم المتوقع أن ينمو. 


كان السائد في الماضي، أن الغرض من المشروع هو توفير فرص العمل، لكنه أصبح الآن لتعزيز قيمة المساهمين في المشروع في المقام الأول؛ إذ تبحث الشركات عن طرق خفض التكلفة والأخطاء البشرية؛ حتى تحافظ على ميزة التنافسية في السوق؛ لذا تفعل ما يجب عليها فعله للبقاء على قيد الحياة. 


وبغض النظر عن أي شيء، فإن الأتمتة ستخفّض التكاليف والنفقات؛ لذا عليك اتخاذ خطوات فعّالة من الآن؛ لتظل منافسًا في سوق العمل.


المقال نسبة إلى الكاتبة بريجيت هايسنث


متحدثة دولية، ومؤلفة الكتب الأكثر مبيعًا، وقائدة فكر قيادي، وموارد بشرية، وذكاء اصطناعي (AI) وتحول رقمي. ألفت 4 كتب أبرزها: “مستقبل القيادة: صعود الأتمتة، والروبوتات والذكاء الاصطناعي”. أسست شركة MBA  الكاريبي، عام 2008 لعقد ندوات وورش عمل في القيادة والإدارة والتعليم.


بعد قراءة الموضوع يمكنك معرفة المزيد عن الكلمات الآتية:


5G Apple ChatGPT Google iPhone أبل أمازون أمن المعلومات أندرويد إيلون ماسك الأمن السيبراني الإنترنت البيانات التخصصات المطلوبة التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الزراعة السيارات الكهربائية الصين الطاقة الفضاء المدن الذكية المملكة العربية السعودية الهواتف الذكية تويتر جوجل حساب المواطن رابط التقديم رابط التقديم للوظيفة سامسونج سدايا سيارة شركة أبل شركة جوجل عالم التكنولوجيا فيروس كورونا فيسبوك كورونا مايكروسوفت منصة أبشر ناسا هاتف هواوي واتساب وظائف شاغرة


الرابط المختصر :