تقرأها وأحيانًا لا ترد.. كيف تتخلص من قلق الرسائل النصية؟

قلق الرسائل النصية
قلق الرسائل النصية

تغيرت حياتنا بسبب التقدم التكنولوجي المذهل. فأصبحنا على تواصل دائم عبر تطبيقات المراسلة الفورية، ولكن لهذا التقدم له آثار سلبية فيما يعرف بـ”قلق الرسائل النصية”.

 

قلق الرسائل النصية
قلق الرسائل النصية

 

فقد أصبح التواصل عبر تطبيقات التراسل الفوري يمثل شريانًا لحياة المعاصرة، سواء خلال المكوث في المنزل، أو في الطريق، أو حتى في العمل.

 

وكشفت دراسة، أجراها مركز “بيو” الروسي للأبحاث، أن عدد الرسائل النصية يصل إلى حوالي 110 رسائل يوميًا بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 عامًا.

ما قلق الرسالة النصية؟

يثير صوت الإشعارات انتباهنا فنهرع إلى الهاتف المحمول لتفقده، والتحقق من الرسائل النصية.

يعد قلق الرسائل النصية أحد الاضطرابات النفسية الناتجة عن التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال الرسائل المكتوبة.

ويؤثر القلق من الرسائل النصية على ما يصل إلى واحد من كل 5 أشخاص حاول العالم.

تقول الدكتورة كارولين فيل رايت، من قسم الرعاية الصحية في الجمعية الأمريكية لعلم النفس: إن صوت تنبيهات الإشعارات سيتحول في مرحلة ما إصدارك استجابة تلقائية تثير في النفس قلقًا.

وأوضحت أن الإشعارات التي تصاحب كل رسالة تصل على هاتفك، تصيبك بالتوتر والقلق.

إذ إنه كل مرة يصدر فيه هاتفك تنبيهًا، أو تُضاء شاشته، يبدأ شعورك بالقلق.

تجربة بافلوف

وأشارت الدكتورة كارولين فيل رايت، إلى هذا الأمر سيكون على غرار التجربة الشهيرة للعالم الروسي ايفان بافلوف المعروف بتجربة الاستجابة الشرطية.

إذ يكفي أن يصدر هاتفك المحمول صوت التنبيه حتى يبدأ القلق يتسرب لنفسك حيال نص الرسالة.

خاصة في الليل إذ إن صدوره في هذا الوقت يوحي أن شيئًا ما فظيعًا وقد واقع.

مجموعات الدردشة

في الوقت الذي تعد فيها الدردشة متنفسًا للبعض، مثل رجل متقاعد يجد في الدردشة الجماعية متنفسًا له.

قلق الرسائل النصية
قلق الرسائل النصية

 

ولكن يزداد القلق والتوتر عند المشاركة في مجموعات الدردشة؛ لأنها تضيف أعباء إضافية إذا كانت مع أصدقاء منهمكين في العمل.

أو أولئك الذين لا يملكون القدرة على التواصل والتفاعل مع مجموعات الدردشة.

كما أن تأخرك في الرد على رسائل في المجموعة يؤدي إلى تراكم تلك الرسائل بشكل كبير.

في حينها تشعر أن تبادل الرسائل مع أصدقائك في المجموعة قد تحول إلى أمر مرهق.

أسباب قلق الرسائل النصية

يسعى الإنسان للشعور بالكمال، ونيل رضا الآخرين، وهو أشار إليه الفيلسوف الفرنسي “سارتر” بعبارته الشهيرة الجحيم هو الآخرون.

والشعور بالكمالية يلعب دورًا في الإصابة بهذا النوع من الاضطرابات النفسية.

إذا يضطر الشخص للرد على الرسائل النصية بحرص شديد، ودقة عند كتابة كل كلمة.

ويشعر بتوتر وقلق كبيرين عند سوء فهم رسالته. ويحاول توضيح ما يقصده.

كما يعد انخفاض الرغبة في المشاركة في الدردشة في حد ذاته مؤشرًا على الإصابة بهذا الاضطراب.

فقد أوضح الدكتور مارك وينوود، طيب الصحة العقلية، أن هذا الإرهاق ناتج عن استخدام التكنولوجيا لوقت طويل.

لهذا نشعر بالتعب والتوتر، في ظل تعرضنا لتدفق المعلومات والرسائل طوال الوقت.

ويضيف أن تطبيقات الهاتف المحمول. ورسائل البريد الإلكتروني تصيبنا بالإرهاق والقلق لشعورنا أنه يمكن الوصول إلينا في أي وقت.

يؤكد أن الأمر يمثل عبئًا إضافيًا لأننا قد نشعر بالذنب لعدم الرد على الرسائل النصية في وقت العمل أو الراحة.

وإذ كنا نشعر بالذنب وقت الراحة لعدم الرد على الرسائل النصية، فهذا عبء إضافي يسبب الإعياء والقلق.

قلق الرسائل النصية
قلق الرسائل النصية

 

وأكد أننا نحتاج إلى وقت للراحة، ولكن إذا كان وقت الراحة مليئًا بمشاعر الذنب لعدم الرد على الرسائل، فهذا يعد سببًا إضافيًا للإعياء والقلق.

أعراض الإصابة بقلق الرسائل النصية

  • فحص الهاتف باستمرار للتحقق من الإشعارات.
  • الاستخدام المفرط للرموز التعبيرية.
  • الحرص على حذف المحادثات.
  • عدم الدخول في مجموعات دردشة.

علاج قلق الرسائل النصية

  • لا تدخل في محادثات غير مجدية.
  • أوقف تلقي الإشعارات.
  • أوقف خاصية ظهور الرسائل تلقائيًا على شاشة الهاتف.
  • أخبر مجموعة الدردشة أنك ستتوقف عن التفاعل معهم لبعض الوقت.
  • لا تعتذر عند التأخر في الرد على الرسائل النصية، فيجب أن يعرف الطرف الآخر أنك لست متاحًا في أي وقت.

فقد كشف إلياس أبو جودة، الطبيب النفسي في جامعة ستانفورد الأمريكية، أن عدم الرد على الرسائل فورًا يصيبك بالقلق والتوتر.

ويجعلك تشعر أنك تخلفت عن ركب المجموعة، وانتهكت قاعدة رئيسية من قواعد التواصل عبر منصات التواصل.

  • استخدام وسائل أخرى، مثل الاتصال الصوتي عبر الهاتف، أو تطبيقات التواصل.

فقد أظهرت الدراسات أن الاتصال الصوتي، يزيد قدرتك على التعاطف بدقة مع الطرف الآخر.

ويعزز قدرتك على أن تجعل مشاعرك تساير  مشاعر من تتواصل معه، ما يفسح المجال لإقامة تواصل أكثر عمقا بينكما.

الرابط المختصر :