مع استمرار اشتعال حرائق كاليفورنيا، بدأت بعض الأصوات تتهم روبوت الدردشة ChatGPT بالإسهام في انتشار تلك الحرائق التي أدت إلى نزوح ما يقرب من 180 ألف شخص وتدمير أكثر من 9 آلاف مبنى، ومقتل 24 شخصًا حتى الآن..
سبب حرائق كاليفورنيا
وجه العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الاتهامات إلى سبب غير عادي في ذلك الإشعال، وهو نموذج ChatGPT وغيره من نماذج الذكاء الاصطناعي، بسبب ما يسمى البصمة الكربونية الهائلة.
تسهم تلك البصمة في تغير المناخ الذي يعد مسؤولًا عن الظروف الجافة وارتفاع درجات الحرارة؛ ما يخلق بدوره البيئة المثالية لحرائق الغابات لتشتعل وتنتشر عندما تلتقطها الرياح القوية.
وفق تقرير موقع mashable، الذي اطلعت عليه “عالم التكنولوجيا”، فإن ChatGPT يعد جزءًا من المشكلة. من خلال المساهمة في تغير المناخ. ولكن لم يكن ChatGPT هو السبب في نفاد المياه من المدينة.
وصرح مارتن آدامز؛ المدير العام السابق لإدارة المياه والطاقة، لصحيفة “لوس أنجلوس تايمز “: “لم يتم تصميم نظام المياه أبدًا لمكافحة حرائق الغابات التي تحيط بالمجتمع.
وأشار إلى أن الماء نفد من رجال الإطفاء؛ لأن النظام لم يبن لضخ هذا القدر من المياه على مدى مدة زمنية متواصلة. وليس لأنه تم اختلاسه من قبل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
لم يكن المقصود من المحادثة عبر الإنترنت التي تربط ChatGPT بحرائق الغابات في “لوس أنجلوس” أن تتهم نماذج الذكاء الاصطناعي بإشعال الحرائق حرفيًا.
بل إنها ربطت الصلة في الوقت الفعلي بقضية متنامية، وهي تأثير الذكاء الاصطناعي في البيئة. ولفت إلى أنهم لا يحتاجون إلى فن الذكاء الاصطناعي. ليس إلى قوائم البقالة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي. لأننا لا نحتاج إلى سيارات ذاتية القيادة تستخدم الذكاء الاصطناعي، بل إلى ChatGPT أو Gemini أو Grok أو DALL-E أو أي تقنية موجودة بالفعل داخل أدمغتنا البشرية.
“إن العالم بحاجة إلى الأرض”.. هكذا كتب الناشط في مجال البيئة “مات بيرنشتاين” في منشور على إنستغرام .
ويؤدي تدريب نموذج ذكاء اصطناعي واحد إلى إنتاج نفس كمية ثاني أكسيد الكربون مثل 300 رحلة ذهابًا وإيابًا بين نيويورك وسان فرانسيسكو. بالإضافة إلى خمسة أضعاف الانبعاثات مدى الحياة للسيارة.
ما كمية المياه التي يستخدمها ChatGPT؟
شركات التكنولوجيا مثل جوجل ومايكروسوفت وOpenAI تتهرب من ذكر استهلاكها للطاقة. ولكن يمكن الوصول إلى استهلاك المياه من خلال السجلات العامة وتقديره من خلال حسابات الباحثين.
في تحقيق أجرته وكالة “أسوشيتد برس” عام 2023 ، وجدت أن مراكز بيانات “مايكروسوفت” في “دي موين” بولاية آيوا التي استخدمت لتدريب برنامج OpenAI GPT-4 تحتاج إلى 11.5 مليون جالون من المياه لتبريد خوادمها. وهو ما يمثل 6% من إجمالي إمدادات المياه في المنطقة.
وتوصلت دراسة حديثة أجرتها صحيفة واشنطن بوست وجامعة كاليفورنيا في “ريفرسايد” إلى أن رسالة بريد إلكتروني مكونة من 100 كلمة تم إنشاؤها بواسطة ChatGPT تتطلب ما يعادل تقريبًا زجاجة من الماء.
وأيضًا استخدام ChatGPT مرة واحدة في الأسبوع لمدة عام من قبل 16 مليون شخص يستهلك 435235476 لترًا من الماء.
وتشير دراسة أجرتها جامعة “كاليفورنيا ريفرسايد” عام 2023 إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يستهلك ما بين 4.2 و6.6 مليار متر مكعب من المياه عام 2027، وهو ما يزيد على سحب المياه السنوي لنصف المملكة المتحدة.
وعلى الرغم من ذلك، تستخدم عملية بحث واحدة على ChatGPT عشرة أضعاف كمية الطاقة التي يستخدمها بحث Google.
من حيث استهلاك الكهرباء المطلوب لدعم قوة الحوسبة الهائلة. يقدر سجاد موازيني، الأستاذ المساعد للهندسة الكهربائية والحاسوبية في جامعة واشنطن، استخدام ChatGPT بنحو 1 جيجاوات في الساعة يوميًا. وهو ما يعادل استهلاك الطاقة اليومي لنحو 33 ألف أسرة أمريكية.
لا يتحمل ChatGPT المسؤولية المباشرة عن حرائق كاليفورنيا. ولكن مشاهدة الدمار في الوقت الفعلي يجلب حقيقة ملموسة للتكلفة البيئية لاستخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة بريد إلكتروني.
كما تأتي هذه النتائج من دراسة أجرتها جامعة “ماساتشوستس” في أمهرست عام 2019 لقياس التكلفة البيئية لـ GPT-2.
وقد زاد استخدام ChatGPT كثيرًا منذ ذلك الحين. وبلغ عدد المستخدمين النشطين أسبوعيًا 300 مستخدم، وفقًا لتقارير OpenAI الخاصة اعتبارًا من ديسمبر 2024.