بعد ما يزيد على ثلاثة أشهر من النجاح مع أول مريض “نولاند أربو”، تستعد شركة Neuralink، التابعة لإيلون ماسك، لزرع شريحة الدماغ الثانية في مريض آخر.
تهدف شريحة الدماغ هذه، التي تعرف باسم N1. إلى تمكين المرضى من التحكم في أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية باستخدام عقولهم فقط. وتُعد هذه خطوة هائلة نحو مستقبل قد يتمكن فيه الأشخاص ذوو الإعاقة من استعادة وظائفهم الحركية والتواصل بشكل كامل مع العالم من حولهم.
وكان “ماسك” دوّن تغريدة عبر منصة إكس قائلًا: “Neuralink تقبل طلبات المشارك الثاني. هذه هي زرعة الدماغ السيبرانية الخاصة بنا والتي تتيح لك التحكم في هاتفك وجهاز الكمبيوتر الخاص بك فقط من خلال التفكير”.
لا يعد ذلك الإعلان الأول حيث دعت شركة نيورالينك لأول مرة المرضى إلى اختبار شريحة الدماغ في سبتمبر. لذلك قد تكون لدى الشركة بالفعل قاعدة بيانات للمرشحين المؤهلين. على وجه الخصوص. تبحث الشركة الناشئة عن المصابين بالشلل الرباعي مثل Arbaugh أو الأشخاص الذين فقدوا القدرة على استخدام أذرعهم وأرجلهم.
كيف تعمل شريحة الدماغ؟
تحتوي شريحة N1 على 64 خيطًا دقيقًا مزودة بـ 1024 قطبًا كهربائيًا. يتم زرع هذه الشريحة في منطقة الدماغ المسؤولة عن الحركة؛ حيث تقرأ إشارات الدماغ وتحولها إلى أوامر لاسلكية يمكن استخدامها للتحكم في الأجهزة الإلكترونية، مثل مؤشر الماوس.
في حالة “أربو” سمحت له شريحة N1 بالتحكم في جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به لمدة تزيد على ثماني ساعات يوميًا؛ حيث بدأ بلعب مجموعة متنوعة من ألعاب الفيديو، والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأظهر أربو، وهو أول مريض يتلقى شريحة N1، تحسنًا ملحوظًا في نوعية حياته. فهو قادر الآن على تحريك مؤشر الكمبيوتر، ولعب ألعاب الفيديو، والتواصل على وسائل التواصل الاجتماعي، كل ذلك باستخدام عقله فقط.
وقال في تغريدة له عبر منصة إكس “لقد غيرت الطريقة التي أعيش بها تمامًا”، والذي يوضح كيف مكنته التكنولوجيا من تحريك المؤشر على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به عن بُعد. وقال أيضًا موجهًا رسالته لـNeuralink: “أنا أهزم أصدقائي في الألعاب التي لا ينبغي لي -باعتباري مصابًا بالشلل الرباعي- أن أتغلب عليهم فيها”.
التحديات والمخاوف
على الرغم من النجاحات المبكرة واجهت Neuralink بعض التحديات. ففي الأسبوع الماضي كشفت الشركة عن أن بعض الخيوط المرتبطة بالشريحة في دماغ أربو “تراجعت” بعد شهر من الجراحة. أدى ذلك إلى انخفاض في عدد الأقطاب الكهربائية الفعالة؛ ما أثر في أداء الشريحة.
وكان أحد الأسباب المحتملة هو أن أدمغة الحيوانات تميل إلى أن تكون أصغر بكثير من أدمغة الإنسان. وأشارت بلومبرج أيضًا إلى أن أربو يمتلك “جمجمة أكثر سمكًا من المتوسط”؛ ما قد يجعل من الصعب على الخيوط أن تستقر في أنسجة دماغه. من جانب آخر أثار بعض الخبراء مخاوف أخلاقية حول استخدام شرائح الدماغ، مثل إمكانية اختراق الخصوصية وسوء استخدام التكنولوجيا.
اقرأ أيضًا: