اكتشف علماء فلك جسيمًا شبحيًا كونيًا في البحر المتوسط. يعد الأشد طاقة على الإطلاق. وذلك في إنجاز علمي غير مسبوق.
بينما تم رصد هذا الجسيم، الذي يعرف باسم “النيوترينو”. باستخدام شبكة عملاقة من أجهزة استشعار لا تزال قيد الإنشاء في قاع البحر الأبيض المتوسط.
ما “النيوترينو” المُكتشف في البحر المتوسط؟
في حين أن النيوترينو أكثر نشاطًا قارنة بعدّة مئات من النيوترينوات المكتشفة سابقًا. وغالبًا ما تعد هذه الجسيمات الصغيرة عالية الطاقة، القادمة من الفضاء. “شبحية” لأنها متقلبة للغاية، أو بخارية، ويمكنها المرور عبر أي نوع من المادة دون تغيير.
كما أن النيوترينوات، التي تصل إلى الأرض من أقصى أطراف الكون، ليس لها كتلة تقريبًا. فتنتقل تلك الجسيمات عبر أكثر البيئات تطرفًا، بما في ذلك: النجوم والكواكب والمجرات بأكملها، ومع ذلك تظل بنيتها سليمة.
فيما نشرت مجلة “Nature” تحليلًا للنيوترينو أجراه فريق تعاون بمشروع KM3NeT. الذي يضم ما يزيد على 360 عالمًا من جميع أنحاء العالم. وفقًا لشبكة “سي إن إن”.
وقالت روزا كونيجليوني؛ المؤلفة المشاركة في الدراسة والمتحدثة باسم مشروع KM3NeT الباحثة في المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء النووية (INFN)، في بيان: “النيوترينوات هي رسل كونية خاصة، تقدم لنا معلومات فريدة عن الآليات المشاركة في أكثر الظواهر نشاطًا وتسمح لنا باستكشاف أقصى أطراف الكون”.
وكان النيوترينو، الذي حطم الرقم القياسي، وأطلق عليه اسم KM3-230213A. يتمتع بطاقة 220 مليون مليار إلكترون فولت.
وهذا المقدار المذهل يجعله أقوى بنحو 30 ألف مرة من طاقة مسرع الجسيمات الكبير في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) بالقرب من جنيف بسويسرا. والمعروف بقدرته على شحن الجسيمات إلى سرعة الضوء تقريبًا وفقًا لمؤلفي الدراسة.
وقال الدكتور براد ك. جيبسون؛ أحد مؤلفي الدراسة. في رسالة بالبريد الإلكتروني: “إن إحدى الطرق التي أحب أن أفكر بها في الأمر هي أن طاقة هذا النيوترينو الفردي تعادل الطاقة المنبعثة من انقسام ذرة يورانيوم واحدة، أو عشر ذرات من هذا القبيل، أو حتى مليون منها”.
وأضاف: “هذا النيوترينو الصغير كان لديه نفس القدر من الطاقة المنبعثة من انقسام مليار ذرة يورانيوم . وهو رقم محير للعقل عندما نقارن طاقات مفاعلات الانشطار النووي لدينا بهذا النيوترينو الأثيري الوحيد”.
أهمية الاكتشاف
يعد هذا الاكتشاف ذا أهمية كبيرة لعدة أسباب؛ منها:
- فهم الكون: يمكن أن يساعد اكتشاف النيوترينو فائق الطاقة العلماء على فهم أفضل للعمليات الفيزيائية التي تحدث في الكون، مثل: انفجارات النجوم والمجرات النشطة.
- استكشاف أصول الكون: توفر النيوترينوات معلومات فريدة عن أصول الكون وتطوره.
- تطوير تكنولوجيا جديدة: يؤدي تطوير تكنولوجيا جديدة. للكشف عن النيوترينوات إلى اكتشافات أخرى في مجال الفيزياء.