بعد مرور ست سنوات على إطلاق الجيل الخامس أعلنت مؤسسة SIG عن وصول البلوتوث 6، والذي يمثل قفزة نوعية في عالم الاتصالات اللاسلكية.
وتشير التوقعات إلى أن الأجهزة الذكية تبدأ في دعم هذه التقنية الجديدة خلال العام المقبل. وفقًا لموقع بلومبيرغ الشرق.
وعلى الرغم من أن الشركة لم تعلن عن موعد وصول أجهزة جديدة تدعم بلوتوث 6. فإنه من المتوقع أن يصل الجيل الجديد منها في العام المقبل. كما حدث حين إطلاق بلوتوث 5.2 عام 2020. لكن الهواتف التي تدعمه لم تصل إلى مطلع 2022.
وأعلنت مؤسسة SIG عن أن الجيل السادس من البلوتوث يعتمد على تقنية مبتكرة تسمى “Bluetooth Channel Sounding”. والتي تعمل على تحسين دقة نقل البيانات وتحديد المواقع بين الأجهزة المتصلة.
وتعتمد الميزة الجديدة على إطلاق مجموعة من الموجات الصوتية التي تسهّل نقل البيانات بشكل لحظي ودقيق، وتسمح للأجهزة المتصلة معًا أن تعرف موقعها واتجاهها بالنسبة لبعضها البعض، والمسافة بينها.
ميزة Bluetooth Channel Sounding
تفتح هذه الميزة الجديدة آفاقًا واسعة أمام المطورين لابتكار تطبيقات مبتكرة تعزز من أمان الاتصالات اللاسلكية ضد الهجمات السيبرانية. وتوفر تجربة مستخدم أكثر سلاسة.
ومن أبرز هذه التطبيقات: إمكانية تحديد موقع الأجهزة المفقودة بدقة عالية باستخدام تقنية الموجات الصوتية. على سبيل المثال: يتم استخدام أجهزة تتبع مثل Air Tag من أبل وSmart Tag من سامسونج. ومن خلال الميزة الجديدة تتولى أجهزة التتبع إطلاق موجات صوتية يمكن لأجهزة المستخدم، مثل الهواتف الذكية، التقاطها. وذلك لتحديد مكان المفقودات بدقة اعتمادًا على انعكاس تلك الموجات.
وتضيف ميزة القناة الصوتية في بلوتوث مستوى جديدًا من الأمان للتحقق من هوية المستخدمين. خاصة عند استخدام الهواتف الذكية كمفاتيح رقمية. حيث تعمل هذه الميزة على التأكد من أن الشخص الذي يحاول الدخول هو الشخص الصحيح؛ من خلال مقارنة الموجات الصوتية الصادرة من الجهاز مع البيانات المخزنة في الهاتف.
وهي تسمح للمطورين التحكم بدقة في جوانب مختلفة من الاتصال. مثل تحديد الموقع، وتأمين البيانات، وتقليل زمن الاستجابة؛ ما يساهم في تحسين أداء التطبيقات؛ من خلال اختيار المعيار الذي يستخدمه المطورون في تطبيقاتهم من معايير الدقة المقدمة.
على سبيل المثال: معيار التأخير الذي يشير إلى توقيت وصول البيانات من جهاز لآخر للتأكد من دقة موقعه وموثوقية وجوده. إضافة إلى معيار الدقة المستخدم في تحديد موضع واتجاه جهاز المستخدم بالنسبة للجهاز الآخر المتصل به.
دخول بلوتوث 6 مجال الإعلانات
يشهد عالم الإعلانات تطورًا ملحوظًا مع الجيل السادس من البلوتوث؛ إذ تتيح ميزة “Monitoring Avertisers” للمتاجر استهداف العملاء بشكل أكثر دقة وكفاءة. وذلك من خلال إرسال إعلانات مخصصة لهواتفهم الذكية عند مرورهم بالقرب من المتجر. حيث يدعم بلوتوث 6 ميزة تتبع الأجهزة الذكية في محيط المتاجر وإرسال إعلانات مخصصة لها بشكل مباشر. ما يزيد من فعالية الحملات الإعلانية ويقلل من التكلفة.
كما يوفر أداة جذب قوية للعملاء وزيادة المبيعات. وهذا يسرع من فعالية الحملات الاعلانية.
سرعة نقل البيانات
قبل انطلاق بلوتوث 6 كانت عملية نقل البيانات تتم بشكل بطيء وتستغرق وقتًا طويلًا. حتى طوّر الجيل الجديد ميزة Isochronous Adaptation Layer أو باختصار ISOAL. وهي تعني طبقة التكيف التزامني للبيانات. والتي تسهل إمكانية تقسيم البيانات لأجزاء ومعالجتها بشكل سريع.
وأيضًا تتيح الميزة تجربة صوتية أفضل عن الاستماع للموسيقى من الهواتف الذكية، وذلك عبر توصيلها بسماعات لاسلكية. إلى جانب إمكانية الحصول على تجربة فائقة لبث الفيديوهات من الهاتف إلى الحاسوب أو تلفزيون ذكي.
نشأة تقنية البلوتوث
بدأت قصة تقنية البلوتوث اللاسلكية في عام 1989 عندما ابتكر أحد مهندسي شركة “إريكسون” فكرة إنشاء اتصال لاسلكي قصير المدى لتشغيل سماعات الرأس.
واستخدمت إريكسون حينها موجات الراديو لتطوير تقنية جديدة تسمح بتوصيل الأجهزة الإلكترونية ببعضها البعض لاسلكيًا. وكانت هذه هي بداية تقنية البلوتوث.
وبالفعل تضافرت الجهود البحثية والتقنية لتطوير هذا الشكل من تبادل البيانات على مدار 8 سنوات، حتى جاء المهندس الأمركي في شركة “إنتل” جيم كارداك؛ والذي كان السبب وراء تسمية التقنية بـ”بلوتوث”.
ويعود اسم بلوتوث إلى الملك هارالد جورمسون؛ الشهير بـ”هارالد بلوتوث”، الذي نجح في توحيد الدنمارك والنرويج في القرن العاشر. وهو ما كان سببًا في اختيار اسم التقنية التي تسمح بتبادل البيانات وتوصيل وربط الأجهزة ببعضها.
وأطلقت تقنية “بلوتوث” في مايو 1998. في حين وصل أول جهاز مزود بها إلى الأسواق في عام 1999.