حققت شركة سبيس إكس نجاحًا جزئيًا في مهمة اختبار أطلقت فيها مركبة ستارشب إلى مدار الأرض للمرة الأولى. على الرغم من انفجار المرحلة العليا للمركبة أثناء إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي، إلا أن المهمة حققت أهدافًا رئيسية واعتُبرت خطوة مهمة نحو أهداف الشركة الطموحة في مجال الفضاء.
إطلاق صاخب ورحلة ناجحة إلى مدار الأرض لمركبة ستارشب:
احتفلت “سبيس إكس” بعيد ميلادها الثاني والعشرين بطريقة مميزة بإرسال مركبة ستارشب إلى الفضاء. حيث أقلعت المركبة من منشأة بوكا تشيكا في تكساس، التي أطلقت عليها الشركة اسم ستاريوس. باستخدام 33 محرك Raptor بقوة دفع إجمالية تبلغ 16.7 مليون رطل.
شهدت الرحلة نجاحًا ملحوظًا في صعود المركبة التي يبلغ طولها 397 قدمًا، وهي الأقوى من نوعها في العالم، وذلك على عكس رحلتي اختبار سابقتين انتهتا إحداهما بانفجار المركبة والأخرى بتفجير المرحلة العليا بشكل تلقائي من قبل نظام إنهاء الرحلة.
تم فصل المرحلة الأولى من نوع Super Heavy بعد إشعال محركاتها التي تعمل بالميثان بشكل مؤقت، لتبدأ المرحلة الثانية بعد ذلك بتشغيل محركات Raptor الستة الخاصة بها. وبعد انفصال المرحلتين، وحاولت المرحلة الأولى الهبوط بشكل ناعم في خليج المكسيك على غرار صواريخ Falcon 9 و Falcon Heavy التي تعيد استخدامها بعد الهبوط. ولكن على ما يبدو لم تكن عملية الإبطاء كافية لمنعها من الاصطدام بالمياه بقوة كبيرة وتحطمها.
حقق الجزء الثاني من المهمة نجاحًا أكبر، حيث نجحت المرحلة العليا في الوصول إلى المدار بعد حوالي ثمانية دقائق ونصف من الإطلاق، على ارتفاع 93 ميلاً. وهذا يعتبر الهدف الأهم للمهمة، والذي استغرق تحقيق مثيله مع صاروخ Falcon 1 التابع للشركة أربع محاولات في عام 2008.
اختبارات ناجحة جزئيًا وإعادة دخول كارثية
أجرت المركبة بعد الوصول إلى المدار سلسلة من الاختبارات شملت فتح وإغلاق باب حجرة الحمولة الذي تخطط “سبيس إكس” استخدامه لنشر أقمار ستارلينك المستقبلية، بالإضافة إلى نقل الوقود من خزان إلى آخر استعدادًا لعمليات إعادة التزود بالوقود في المدار لرحلات إلى القمر وما بعد. وتم بث جميع هذه الاختبارات مباشرة مع موسيقى جاز هادئة في الخلفية.
ومع ذلك، تخطت سبيس إكس اختبارًا مقررًا لإعادة تشغيل محركات ستارشب في المدار، مما أدى إلى محاولة إعادة دخول مثيرة للجدل لم تنجح المركبة في تحملها.
كما أظهر البث المباشر عبر ستارلينك وهجًا بلازمايًا ساطعًا حول بلاطات الدرع الحراري للمركبة – حيث تحتوي المركبة الفضائية على 18000 بلاطة في أسفلها لامتصاص حرارة إعادة الدخول – وكذلك زعانف تحكم الطيران التي تنثني ذهابًا وإيابًا.
كذلك أظهر البث المباشر أيضًا تساقط أجسام صغيرة من المركبة، وبدأ الفيديو في التشويش بسبب تداخل البث نتيجة تراكم البلازما. وتوقفت بيانات الرحلة عن التحديث على ارتفاع حوالي 40 ميلاً فوق المحيط الهندي، وأظهرت آخر الأرقام التي تم تنزيلها استمرار تحليق المركبة بسرعة تقارب 16000 ميل في الساعة.
وصرح معلق سبيس إكس دان هوت بعد دقائق قليلة: “لقد قررنا الآن أننا فقدنا المركبة Ship 28″، مشيرًا إلى العدد الكبير من المراحل العليا لـ ستارشب التي بنتها سبيس إكس بالفعل. “لن يكون هناك هبوط انسيابي اليوم، ولكن مرة أخرى، من الرائع أن نرى مدى تقدمنا هذه المرة.”
اقرأ أيضًا:
مركبة أوديسيوس القمرية تواجه تحديًا بعد الهبوط.. فهل من أمل جديد؟
تهنئة من ناسا وتطلعات مستقبلية لمركبة ستارشب:
سرعان ما هنأ رئيس وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” بيل نيلسون، شركة سبيس إكس على نجاح الرحلة التجريبية، حيث كتب على تويتر: “مبروك لـ SpaceX على رحلة اختبار ناجحة!” في منشور على المنصة. “معًا، نحقق خطوات كبيرة من خلال برنامج Artemis لإعادة البشر إلى القمر – ثم نتطلع إلى المريخ.”
تعتمد وكالة “ناسا” بشكل كبير على ستارشب، حيث منحت سبيس إكس عقدًا بقيمة 2.89 مليار دولار في أبريل 2021 لبناء نسخة من المرحلة العليا للمركبة لإنزال رواد الفضاء على القمر كجزء من مشروع Artemis.
مع إعادة التزود بالوقود في المدار، يمكن لـ “ستارشب” إرسال أكثر من 110 أطنان من الحمولة إلى القمر، وفقًا لوثيقة SpaceX لعام 2020 (PDF) – أي أكثر بكثير من 30 طنًا التي يمكن للنسخة الأولى من نظام الإطلاق الفضائي التابع لناسا إرسالها.
كما منحت “ناسا” أيضًا عقدًا ثانيًا بقيمة 3.4 مليار دولار للهبوط على القمر لشركة Blue Origin، وهي شركة الفضاء التي أسسها جيف بيزوس والتي قامت بالعشرات من الرحلات دون المدارية ولكن لم تطلق بعد صاروخها New Glenn الثقيل.
وتخطط شركة Airbus-Voyager Space، التي تتنافس على الفوز بعقد “ناسا” لتحل محل محطة الفضاء الدولية بمحطة مبنية بشكل خاص، لإطلاق منشأة Starlab الخاصة بها بالكامل على متن رحلة Starship مستقبلية.
أهداف Elon Musk الطموحة:
أكد مؤسس سبيس إكس والرئيس التنفيذي إيلون ماسك على طموحه الكبير لمشروع ستارشب، حيث نشر صورة للإطلاق وكتب: “هدفنا هو إرسال مركبةستارشب إلى القمر بحلول عام 2024، ثم إلى المريخ بحلول عام 2029.”
خاتمة:
على الرغم من أن إعادة دخول ستارشب لم تنجح، إلا أن المهمة حققت إنجازات مهمة في رحلة SpaceX الطموحة لاستكشاف الفضاء.