معركة “أبل” مع Epic Games قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في تطبيقات “أيفون”

معركة "أبل" مع Epic Games قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في تطبيقات "أيفون"
معركة "أبل" مع Epic Games قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في تطبيقات "أيفون"

أصبحت شركة “أبل” من أكثر الشركات مقاضاة للمنافسين حول العالم؛ حيث سبق وقاضت “سامسونج” حول تصميم الهاتف “أيفون”، كما حاربت أيضًا شركتي “نوكيا” و”كوالكوم” لصناعة الرقائق بشأن حقوق ملكية براءة الاختراع، وكانت قاتلت بضراوة عملاق الشبكات “سيسكو” على اسم “أيفون” قبل طرحه للبيع لأول مرة في عام 2007.

ومن المقرر أن تلتقي الشركة بخصم جديد في المحكمة بالقريب العاجل، ولكنها تواجه هذه المرة شركة Epic Games، صانعة ظاهرة الألعاب عبر الإنترنت Fortnite، والتي تضم أكثر من 350 مليون لاعب.

وكانت شركة “إيبك” رفعت دعوى قضائية مؤخرًا زعمت فيها أن قواعد تصميم “أيفون” بشأن الحجم الكبير الذي يحتاجه مطورو مبيعات التطبيقات هي قواعد غير تنافسية، وهو ما سيجبر الشركة -المدعى عليها “أبل”- على الدفاع عن نفسها حول الطريقة التي تدير بها متجر التطبيقات، الذي يُعد البوابة الوحيدة للمطورين الذين يرغبون في إتاحة تطبيقاتهم للتحميل على “أيفون”.

ولجأت “إيبك” لإثبات وجهة نظرها إلى إظهار انتهاك قواعد “أبل” عن عمد التي تنص على أنه يمكن لمطوري التطبيقات استخدام خدمة معالجة المدفوعات فقط من هذه الأخيرة بالنسبة لعمليات الشراء داخل التطبيق فقط.

جدير بالذكر أن عمليات الشراء داخل تطبيق “أبل” تتمثل في الوظائف الإضافية، كالرموز الرقمية، التي يمكن للمستخدمين شراؤها للحصول على ملابس، أو تصميمات مختلفة لشخصياتهم الرقمية وأسلحتهم، ويعتمد المطورون، وخاصة أولئك الذين يقدمون تطبيقات مجانية للتنزيل مثل Fortnite، على عمليات الشراء داخل التطبيق كمصدر رئيسي للدخل، وعليه قامت “إيبك” الشركة المدعية بتشغيل رمز مخفي في لعبة Fortnite القتالية، ما سمح للمستخدمين بشراء العناصر بسعر مخفض منها مباشرة، بدلًا من دفع السعر الكامل من خلال خدمة مدفوعات “أبل”.

وبالإضافة إلى السماح للمستخدمين بالدفع “لإيبك” مباشرة، بدلًا من خدمة الدفع من “أبل”، تحايلت أيضًا الشركة المدعية للحصول على عمولة تصل إلى 30% على كل عملية بيع تفرضها “أبل” على المطورين مقابل امتياز بضاعتهم المتاحة لمستخدمي “أيفون” على App Store.

وسرعان ما قامت “أبل” بحظر Fortnite من متجر التطبيقات التابع لها، ما دفع “إيبك” لرفع دعوى قضائية ردًا على ذلك، وبالتالي بدء معركة قانونية جذبت انتباه كل من صناع الألعاب والملايين من مطوري التطبيقات، الذين يمكن أن تتغير أعمالهم نتيجة لما حدث.

يُذكر أن متجر تطبيقات “أبل”، الذي تم إطلاقه في يونيو 2008، نما إلى أكثر من 1.85 مليون تطبيق وفقًا لبيانات سبتمبر الماضي من شركة الأبحاث Statista، وتمكن من جذب أكثر من 27 مليون مطور تطبيقات، قاموا بتنزيل برامجهم بواسطة حوالي مليار شخص في 175 دولة، وتشير التقديرات إلى أن “أبل” دفعت 37 مليار دولار للمطورين العام الماضي، وفقًا لمراقب الصناعة Sensor Tower، وبافتراض أن الشركة حصلت على تخفيض بنسبة 30%، فإن هذا يضع مبيعات متجر تطبيقاتها عند حوالي 55.5 مليار دولار.

من جهته، قال “ديفيد أولسون”؛ الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة بوسطن المتخصص في قانون مكافحة الاحتكار والملكية الفكرية وبراءات الاختراع والذي يتابع عن كثب الدعوى القضائية: “هناك حُجج جيدة من كلا الجانبين، ولكن ما يبرز هذه الدعوى بوجه خاص، هو أنها تثير أسئلة شائكة حول مدى السماح لشركة أبل بالتحكم في منصتها، وهي مشكلة تمت مناقشتها عبر الإنترنت لسنوات ولكن ليس كثيرًا في المحاكم، وقد يكون هذا الحدث ضخمًا”، في حين التزمت كل من الشركتين الصمت ولم تستجب أي منهما لطلبات التعليق.

بالطبع، إن ما هو على المحك بالنسبة لشركة “أبل” هو كيفية توزيع التطبيقات وتحقيق الدخل منها عبر الأجهزة المحمولة، وسبق وطالبت الشركة بوجه خاص بالموافقة على كل تطبيق معروض للبيع لجهاز “أيفون” الخاص بها منذ البداية؛ حيث يعمل متجر التطبيقات الخاص بها كمنصة التوزيع الوحيدة لمطوري تطبيقات الهاتف، وتروج “أبل” أيضًا لهذا التحكم كميزة في تسويقها؛ إذ تعد مستخدمي “أيفون” بأنهم يمكنهم الوثوق في أي تطبيق يقومون بتنزيله من App Store لأنه تم فحصه بالفعل بعناية شديدة.

وبغض النظر عن فرض رسوم تصل إلى ما قد يصل إلى 30% على عمليات الشراء داخل تطبيق “أبل”، تطلب الشركة من مطوري التطبيقات اتباع سياسات ضد ما تعتبره محتوى غير مرغوب فيه، مثل المواد الإباحية، أو التشجيع على تعاطي المخدرات، أو التصوير الواقعي للموت والعنف، كما تفحص أيضًا مشكلات الأمان، والبريد العشوائي، والتطبيقات التي يمكن استخدامها لأخذ البيانات من هواتف الأشخاص دون موافقتهم.

المعركة الملحمية

كانت هناك علاقة صداقة تربط بين “إيبك” و”أبل” قبل عقد من الزمان، ودعت أبل مطور البرامج على خشبة المسرح في أحد أحداثها لإظهار لعبة Project Sword، التي أُطلق عليها لاحقًا اسم Infinity Blade، وهي مصممة لإظهار كيف يمكن استخدام أدوات Epic’s Unreal Engine لإنشاء ألعاب جميلة ومصممة بشكل معقد.

وأشار “مايك كابس”؛ رئيس شركة “إيبك” في عام 2010، أثناء عرضه معركة لعبة خيالية بين فارس ووحش ضخم في الفيلم الذي تم الإعلان عنه حديثًا وأثناء حفل إطلاق “أيفون 4” قائلًا: “نحن نستخدم تقنيات الرسوم المتحركة التي تلتقطها الحركة والإضاءة نفسها التي تراها في أفضل الأفلام”.

وجمع الشركتين لقاء آخر على خشبة المسرح في عام 2011 ليستعرضا الجزء الثاني من اللعبة Infinity Blade 2، ثم مرة أخرى في حدث إطلاق الجزء الثالث من اللعبة Infinity Blade 3 التي لاقت ناجحًا منقطع النظير.

وعندما نمت “إيبك” وأصبحت شركة بمليارات الدولارات، بدأت في استخدام حجمها لدفع التغيير داخل قطاع صناعة الألعاب، ففي عام 2015 بدأت الشركة في تقديم أدوات تطوير ألعاب Unreal Engine مجانًا، مع خصم 5% رسومًا ملكية على الألعاب المباعة، كما قالت الشركة هذا العام إنها لن تفرض رسومًا على الألعاب إلا بعد تحقيق أول مليون دولار من إيرادات المطورين.

وفي عام 2018 جاءت الخطوة الأكثر إثارة للجدل لشركة “إيبك” عندما افتتحت الشركة متجرها Epic Games Store لأجهزة الكمبيوتر، وهو منافس لمتجر Valve Steam الرائد في هذه الصناعة، وعلى الرغم من أن متجر “إيبك” لم يكن لديه نفس الشبكات الاجتماعية، والتعليقات، والميزات الأخرى التي تتمتع بها “فالف”، إلا أنه طلب عمولة من مطوري الألعاب بنسبة 12%، أي أقل من نصف معيار الصناعة بنسبة 30%.

وبدأت “إيبك” في دفع وتأمين صفقات حصرية لألعاب الكمبيوتر الشخصي لكسب المزيد من المطورين، ما أدى بشكل فعال إلى تأمين العناوين الخاصة بها في متجر Epic Games Store لمدة عام، لا سيما أن بعض هذه العروض الحصرية كانت متوقعة للغاية، مثل لعبةSci-fi shooter Borderlands 3 من Gearbox Software، وفيلم الإثارة Deep Silver Metro: Exodus، ولعبة القصة الملحمية Shenmu 3.

المصدر:

Cnet: Apple’s battle with Epic Games could lead to big changes in iPhone apps

الرابط المختصر :