طرح العديد من النقاد، مؤخرًا، علامة استفهام حول سبب عدم نجاح تسويق لعبة “المنتقمون” منذ أن قامت شركة “كريستال داينمكس” بعرض سلسلة أفلام “مارفيل” الشهيرة التي لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.
وفي حين كشف المنتج النهائي للعبة عن أشياء لم يفعلها قطاع التسويق بالشركة، بما في ذلك كيف ستكون ساعات العمل الأولى للشخصية الرئيسية في القصة وهي “كامالا خان”، فضلًا عن عدم الترويج لضخامة مميزات اللعبة عبر الإنترنت وتقاويم تحديثاتها المستقبلية، فإن لعبة “المنتقمون” تم بناؤها على أساس من آليات القتال القوية والتي تسمح للاعبين بالتعبير عن إبداعهم، ومن ثم فهي لا تختلف عن ألعاب القتال كثيرًا.
وعلى الرغم من تكرار الإشادة في العديد من المراجعات بأن نواة اللعبة جيدة، وأن الفضل في ذلك يعود إلى جهود شركة “كريستال داينمكس” التي جعلتها تعمل بشكل أفضل من المتوقع، فآليات القتال عميقة، وتظهر الغنائم طموحات وآمال اللاعبين، إلا أنه لا يمكن إنشاء لعبة وصفها المطورون بأنها مخصصة “للجميع”، وتحاول أن تجمع بها العديد من الأشياء المختلفة في نفس الوقت، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية.
وبالفعل لم تنجح اللعبة كثيرًا، وكان ذلك متوقعًا إلى حد ما؛ حيث واجه اللاعبون العديد من العقبات، وفي بعض الأحيان كان الأشرار الخارقون غير مرئيين تمامًا، كما تم الإبلاغ عن مشكلات تقنية في اللعبة على منصة الكمبيوتر الشخصي، فضلًا عن مكافحتها لتواكب قاعدة “بلاي ستيشن 4”.
وعلى ما يبدو أن اللعبة أيضًا لا يجب أن يتم ممارستها أثناء الاتصال بالشبكة، بل يمكن أن تكون مثل لعبة “Spider-Man” من Insomniac Games والتي لا تقدم قتالاً مثيرًا فحسب، بل العشرات من الأزياء المجانية وستة من الأشرار الخارقين المتأهبين للقتال، بالإضافة إلى أنها تقدم نظامًا قتاليًا مثيرًا نوعًا ما، وهناك العشرات من الأزياء التي يجب على اللاعب إما رمي النرد عليها أو شراؤها بأموال حقيقية، إنها لعبة من خارج الصندوق، وهناك العديد من ألعاب الأبطال الخارقين التي تسير على نفس الدرب، رغم أن ذلك يبدو أقرب إلى الألعاب البدائية، في ظل طرح ألعاب حديثة في الأسواق وبجودة عالية.
ورغم هذا الطموح الفوضوي بعض الشيء في لعبة “المنتقمون” إلا أنها ما زالت لعبة جيدة، وفي الواقع، فإن أفضل مراحلها هي المراحل الأقل طموحًا، وفي جوهرها فإن فريق “المنتقمون” هو محتوى رائع من الشخصيات المشاكسة.
وتمنح اللعبة شعورًا بأن كل شخصية في البداية مميزة، وبحلول نهايتها، يشعر كل لاعب بأنه مميز عن غيره بما يكفي لترسيخ شخصيته الخاصة، فالرجل الحديدي يُعد على وجه الخصوص أكثر تميزًا من الشخصيات الأخرى؛ حيث يقدم ثلاثة أنماط لعب مميزة، بينما يقدم “ثور” أدوار دعم ممتازة، ومن ثم يشفيان الفريق ويدعمانه، بينما يقوم “هالك” بإخلاء الغرفة، وتأخذ “الأرملة السوداء” أهدافًا بعيدة المدى، وتتناغم ديناميكية الفريق المتمثلة في المهارات القتالية للأبطال الخارقين في كثير من الأحيان وبشكل جيد.
ومن المؤكد أن مصممي الألعاب القتالية تألقوا وبشكل خاص في كيفية السماح للاعبين بتحفيز إبداعهم من خلال مجموعة الحركات المتنوعة.
وعلى خلاف “مجموعة ألعاب الحركات الهوائية” وهذا المصطلح ستجده في ألعاب مثل “Street Fighter” أو “Devil May Cry”، وليس في ألعاب الخدمة الحية النموذجية “Loot grind”، يكون القتال في لعبة “المنتقمون” بالفعل أعمق مقارنة بما كان عليه في السلسلة الأولى لألعاب الأبطال الخارقين كسلسلة Batman التي توفر قدرًا كبيرًا من المرونة عبر ستة أبطال.
ويمكن للاعبين كذلك دعم كابتن أمريكا ليصبح قوة لا يمكن إيقافها، وتحسين عمل Brooklyn Brawler Ultimate Heroic Action لفترة طويلة وإسقاط Regen Orbs التي تعيد ملء مقياس “قوة الإرادة” باللعبة.
ويمكن أيضًا إعادة توجيه المصطلحات الشائعة للاعبين مثل “الصحة” و”مقياس القدرة” لتلائم عالم هذه اللعبة، والتي يتم شرحها فقط في خطوط صغيرة كلها مخفية عبر واجهة مستخدم مزدحمة تزداد صعوبة كلما تنقلت فيها، ومن ثم، هل هذا هو نوع اللعبة التي تزعم الشركة أنها لـ “الجميع”؟
إن اللعبة عبارة عن فوضى بصرية رغم تآزر فريق الأبطال الخارقين الذي يتحد في مجموعات الحركات، فضلًا عن أن الأعداء يبدون متشابهين إلى حد بعيد مع بعضهم البعض، كما تتحول معارك “سوبرفيلين” إلى فوضى موحلة من تأثيرات الجسيمات وأطراف المنتقمون والمشاهد المزدحمة على الشاشة.
إنه أمر مخزٍ أننا لا نرى أي براعة في سرد قصص “مارفيل” داخل هذه اللعبة متعددة اللاعبين، ولكننا نحصل على لعبة مغامرات مثل “ألغاز” مثل “الوقوف في هذه الدائرة الزرقاء لمدة خمس دقائق ثم قم “بالبحث عن الأزرار الصفراء الأربعة واضغط عليها لتجعلها زرقاء”، “نحصل على مهام Elite Hive المكونة من خمسة طوابق من الألغاز المذكورة أعلاه”، بالإضافة إلى غرف بها عدد لا يحصى من الروبوتات التي يمكنك ضربها، وكان من الصعب دائمًا بيع هذه الأشياء.
ومرة أخرى، تبدأ في التساؤل حول ما كان يمكن أن يحدث إذا ركزوا على الأجزاء التي نجحت (القتال، المهام التي تحركها الشخصيات)، ربما تمكنت شركة “كريستال داينمكس” من إنتاج محتوى تسويقي يجعل المرء متحمسًا حيال لعبة “المنتقمون”، ولكنها أثارت زوبعة من القلق عقب الضجيج السابق لإصدار هذه اللعبة.
ومن العار أيضًا أن تشعرك “كريستال داينمكس” بأن لعبة تدور حول الأبطال الخارقين الذين يرتدون الأزياء بالحاجة إلى بيع أزيائهم، فهناك الأسواق التي تبيع العناصر “التجميلية” مثل الأزياء والرسوم المتحركة بسعر ممتاز، هل تريد أن ترتدي زي “هالك” وهو ينقض على أعدائه تمامًا كما فعل في هذا الفيلم؟ حسنًا سيكلفك ذلك 12 دولارًا، إنه لأمر مؤسف أن تقوم “Destiny” بتوحيد مفهوم البيع التجاري “للرسوم المتحركة القتالية” بموجب Activision كمستحضرات تجميل، وهو ما تسبب في منح ترخيص لألعاب مثل “المنتقمون” للقيام بنفس الشيء، من المؤكد أن هناك شيئًا لا يمت للشفافية بصلة حول بيع لعبة تتعلق بضرب الأشخاص، ثم فرض المزيد من الرسوم فقط للحصول على طُرق مختلفة لتوجيه لكمة لأحدهم.
المصدر:
Washingtonpost: ’Marvel’s Avengers’: The problem with marketing a game for everyone
Leave a Reply