يشهد عالم الفضاء تطورات مذهلة؛ حيث تتجاوز الرحلات الفضائية مجرد الاستكشاف العلمي لتصل إلى آفاق جديدة من الإبداع والإبداع الفني. وأحد أبرز الأمثلة على ذلك هو مشروع “الكودكس القمري” (Lunar Codex) الطموح، الذي يهدف إلى نقل تراثنا الثقافي والفني إلى سطح القمر.
الهدف من مشروع Lunar Codex
يسعى مشروع Lunar Codex، وهو مشروع لوضع الأعمال الثقافية الأرضية على سطح القمر. إلى حمل مجموعة من الموسيقى الأصلية المعاصرة والتقليدية في إحدى كبسولاته المقرر إطلاقها إلى الفضاء في عام 2025.
والموسيقى التي تم جمعها بحلول الموعد النهائي في 22 نوفمبر ستعمل على تعزيز مئات القطع الفنية الأصلية التي سيتم إطلاقها في نهاية هذا العام.
مؤسس المشروع
يدير مؤسس المشروع صامويل بيرالتا، وهو فيزيائي كندي وجامع أعمال فنية ومؤلف خيال علمي، برنامج Lunar Codex من خلال شركته Incandence Corp (التي تنشر كتاباته أيضًا).
وتم الإعلان عن المخطوطة لأول مرة في صيف عام 2023. وهي عبارة عن أرشيف للأعمال الثقافية من جميع أنحاء العالم يتم إطلاقها إلى الفضاء عبر خدمات الحمولة القمرية التجارية (CLPS) التابعة للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية (ناسا). والتي تقدم خدمات النقل للمنظمات التجارية وغير الحكومية.
“يمثل مخطوط القمر أعمالًا من 185 دولة ومنطقة، ومن كل ولاية أمريكية، وكل مقاطعة وإقليم في كندا”، كما ذكر بيرالتا لصحيفة The Art Newspaper.
وأضاف: “أنه المشروع الأكثر عالمية للتراث الثقافي من نوعه. ولكن كيف يمكن أن يكون ممثلًا حقًا إذا لم يتضمن أعمالًا من الفن والثقافة الأصلية؟. إنه منظور فريد من نوعه، ويجب أن نحاول الحفاظ عليه للأجيال المقبلة”.
وتشتمل مجموعة مخطوطات القمر، التي تغطي سبع بعثات. بما في ذلك هبوط ناجح على سطح القمر في فبراير 2025. على أكثر من 200 ألف قطعة أثرية من نحو 35 ألف فنان.
وتابع بيرالتا: “إن مشروع Lunar Codex هو مشروع خاص لشركتي الخاصة Incandence Corp. وهو يمول أنشطته بالكامل.
ولا يدفع أي فنان أو مؤسسة أي رسوم مقابل المشاركة. ويغطي مشروع Lunar Codex بالكامل تكاليف التوثيق والتنظيم والمواد الأرشيفية وتكاليف العمالة، وتكاليف الحمولة الإضافية والإطلاق”.
وتم أخذ فكرة المشروع خلال فترة الإغلاق بسبب كوفيد-19. عندما تم إلغاء العديد من الأحداث الثقافية، كوسيلة “لرفع معنويات الفنانين”.