مدير “ناسا” يؤكد “2021 سيكون عام النجاح واجتياز العقبات”


تواصل وكالة “ناسا”، في الوقت الراهن، بناء برنامجها “Artemis”؛ بهدف إرسال أول سيدة إلى القمر وذلك بحلول عام 2024؛ لذلك فإن الوكالة لديها قائمة طويلة من المهام التي يجب أن تعكف على تنفيذها خلال العام الحالي، كما تأمل “ناسا” هذا العام أيضًا أن تطلق روادها من الولايات المتحدة إلى القمر مجددًا، وذلك بعد مرور عقد من الزمن تقريبًا على إرسالهم للفضاء على متن المركبات الروسية، إلا أن الغموض لا يزال يحيط بالإجابة عن تساؤل مهم وهو: هل ستنجح ناسا في الوفاء بالمواعيد النهائية الطموحة التي حددتها لنفسها؟ 

ورغم كل التحديات التي تواجه “ناسا” إلا أنها بدأت بالفعل بداية قوية هذا العام، ففي نهاية هذا الأسبوع، أجرت شركة “SpaceX” اختبارًا مهمًا لرحلات الطيران لصالح الوكالة؛ والذي يمكن أن يمهد الطريق أمام تلك الأخيرة لبدء إطلاق رواد فضاء أمريكيين وفقًا للموعد الذي حددته خلال هذا العام، ورغم أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين أداؤه، فهذا وضع الوكالة في وضع جيد للبدء. 

وكان “جيم بريدنشتاين”؛ مدير وكالة ناسا، تحدث مؤخرًا عن توقعاته لعام 2020، ومدى ثقته في قدرة “ناسا” على الوفاء بالموعد الزمني الذي حددته سلفًا.

جدير بالذكر أنه تم تعديل بعض أجزاء هذه المحادثة بشكل بسيط من أجل الوضوح.

◾تُعد هذه الرحلة أولى الرحلات الكبيرة لناسا هذا العام.. فكيف سيؤثر ذلك في وتيرة العام المقبل؟

-أعتقد أن الأمور تسير على ما يرام،  ولكن بالطبع، لدينا الكثير من الأمور الأخرى التي يجب أن نقوم بها؛ حيث أجرينا اختبارًا شاملًا لنظام إجهاض الإطلاق، والذي يعد البيئة الأكثر تعقيدًا، وأكثرها ديناميكية؛ لذا أعتقد أن مهمة الوكالة ناجحة للغاية في ضوء جميع البيانات المتاحة. 

◾كيف كانت تجربة اختبار الطيران “ستارلينر” بعد اجتيازه في ديسمبر؟

-نظرًا لأننا نحتاج إلى إطلاق رواد فضاء أمريكيين على متن الصواريخ الأمريكية من أراضي الولايات المتحدة، فإن هذا الاختبار يضعنا الآن في وضع يسمح لنا بالاستعانة به كلما اقتضت الأمور ذلك، والواقع الآن أن هذا الاختبار مكنا من تجاوز بعض العقبات بطريقة لم تكن ممكنة من قبل؛ لذا فإن احتمالية النجاح ستزداد إذا استطعنا تجميع كل البيانات التي نحتاجها، ويبدو أنها جيدة كما ظهرت عند إدخالها وقت إعادة الإطلاق. 

◾ نالت “ناسا” للتو الموافقة على جزء من التمويل لـ Artemis، فكيف سيتم استخدامه؟ وما الذي يمكن أن تتوقعه من عملية الموازنة عند إضفاء الطابع الرسمي عليها؟

-نجحنا بالفعل في الانتهاء من ميزانية عام 2020 قبل حلول منتصف السنة المالية، ومن المؤكد أن ذلك أفضل من أن يتم دراستها بصفة مستمرة لمدة عام كامل.

فعلى الجانب الإيجابي أصبح لدينا الآن تمويل على مستوى كبير يبلغ 600 مليون دولار؛ لتنفيذ خطة “ناسا” في هبوط عناصر بشرية على سطح القمر وذلك لأول مرة منذ عام 1972، وعلى الرغم أننا طلبنا مليار دولار، إلا أننا لم نحصل على ما كنا نأمله، ولكننا بالتأكيد ممتنون للغاية لمجلسي النواب والشيوخ لأنه من الصعب أن يجتمعا لتحقيق ذلك، وما يجب أن نركز عليه في الوقت الحالى، هو كيف نجري عملية الاستحواذ لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء يمكننا أداؤه بشكل مختلف، والتأكد من أننا نستطيع أن نضع نصب أعيننا أعلى نسبة احتمالات نجاح  للهبوط بالرجل القادم وأول امرأة على سطح القمر بحلول عام 2024.

كما أننا نحتاج إلى إمعان النظر في ميزانية 2021 لمعرفة ما يتعين علينا القيام به، والتأكد من أننا نمضي قدمًا. إن الشيء الجيد في عام 2021 هو أن المخصصات المحددة في الميزانية للتجارة، والعدل، والعلوم ستقل عن العام الحالي، ومن ثم فستكون المليارات من الدولارات متاحة. 

وكان عام 2020 مليئًا بالتحديات بالنسبة لمشروع قانون مخصصات التجارة، والعدالة، والعلوم، إلا أننا استطعنا تحقيق أداء جيد في هذا العام الصعب، وارتفعت ميزانيتنا بدعم من مجلسي النواب والشيوخ، وتمكنا من المحافظة على التمويل الذي بلغ نحو ٦٠٠ مليون دولار لتطوير نظام الهبوط البشري، لذا فلا شك في أننا سنواجه تحديات أكبر في 2021، وسنحتاج إلى ميزانية أكبر.

إننا نعمل مع OMB، وموظفي نائب الرئيس، والمجلس الوطني للفضاء، وإنني أعتقد أننا سنحصل على ميزانية جيدة حقًا للعام القادم.

◾طالب الكثير من المشرعين بالكشف عن الخطة الخمسية الكاملة لـ Artemis، فهل من المتوقع أن يتقدموا بمثل هذا الطلب؟

نعم، سيرون في المستقبل كيف سننفق الأموال خلال الخمس سنوات.

◾وماذا عن الجدول الزمني، خاصة في ظل عدم توافر تمويل المليار دولار بالكامل؟

-في الواقع تلقينا العديد من المقترحات واسعة النطاق، ولكننا الآن في فترة تعتيم، وأنا لا أريد حقًا التعليق على ذلك وكأننا في فترة انقطاع الكهرباء، لذلك علينا فقط ترك الأمر عند هذا الحد.

◾وكيف تشعر حيال فرص الوفاء بهذا الموعد النهائي مع اقتراب عام 2024؟

-أرى أن الكثير من الأشياء يجب أن تسير وفقًا لما ما تقوم به، فمن المؤكد أنك لن تخطئ إذا ما خططت جيدًا؛ إذ أصبح لدينا المرحلة الأساسية من سفينة الصواريخ SLS كاملة، ولكنها الآن عمودية في مركز الفضاء Stennis بولاية ميسيسيبي. 

إننا نريد أن نرى اختبار “Green Run” يتقدم إلى الأمام بأسرع وقت ممكن، وأن يصل الصاروخ إلى Cape، قبل نهاية هذا العام.

◾هل هناك أي خطوات يجب اتخاذها لحدوث الهبوط في 2024؟

-لا شك في أن كل ذلك يعتمد على التمويل، فإذا ما نظرت إلى التاريخ فإنه يشير إلى أنه ليس لدينا برامج رائعة ومديري برامج ومتعاقدين يقومون بعمل رائع. إن التاريخ دائمًا يشير إلى أن التمويل لا يتناسب مطلقًا مع رؤيتنا، وبالتالي فإن حقيقة حصولنا على 600 مليون دولار في عام 2020 تضعنا على الطريق الصحيح، ومن المؤكد أن ميزانية 2021 تعد أكثر أهمية، ويجب أن تكون أكبر بكثير من نظيرتها للعام الحالي، إلا أنه يجب أن نضع في المقام الأول سير اختبار SLS بشكل جيد، بالإضافة إلى إجراء اختبار كبسولة طاقم مركبة الفضاء “أوريون” بصورة جيدة، وكل ما علينا التأكد منه هو استكمال عنصر القدرة والدفع للبوابة.

◾وهل هناك أي تحديث على ذلك؟

-رغم أن الوقت ما زال مبكرًا على هذا، إلا أن الأمور تسير على ما يرام حتى الآن؛ حيث علينا التأكد من أن عنصري القوة والدفع مكتملين، ومن ثم النظر للعقبة الكبيرة وهي الهبوط.

وزعم الكثيرون في السابق أنه لا يمكننا القيام بذلك، لكن فلنأخذ ما حدث في الستينيات في الاعتبار؛ حيث حصلنا على التوجيه من الرئيس “كينيدي” للقيام بذلك في غضون عقد من الزمن، ولكننا قمنا به في غضون ثماني سنوات، رغم أن مركز “جونسون للفضاء” لم يكن موجود آنذاك، كما لم يكن لدينا صاروخ زحل الخامس في ذلك الوقت، ولم نكن نفهم أيضًا الفيزياء المدارية بالطريقة التي نفهمها اليوم، كما لم تكن لدينا القدرة على تصغير أحجام وقدرات الحواسيب، أو قدرات كثافة الطاقة التي لدينا اليوم. فاليوم نملك العديد من المزايا التي لم تكن متاحة في ذلك الوقت، ولكن يجب أن أشير مرة أخرى إلى أنه لا يمكننا القيام بذلك بدون الميزانية.

وأعتقد أننا نسير بخطى جيدة في عالم ما هو ممكن، وأن الكثير من الأشياء يجب أن تسير على ما يرام، بدءًا من الحصول على ميزانية جيدة في 2021.

◾هناك أيضًا تأخيرات مع شركة Boeing على صواريخ SLS، فما موعد إطلاقها؟

-سيكون عام 2021.

◾وهل هناك أي مخاوف بشأن المزيد من التأخير؟ وهل تشعر بالثقة في التزام”Boeing” بالجدول الزمني؟

-مرة أخرى أقول إننا في الجزء الأصعب الآن، والأمر يعتمد على ما نتعلمه في الاختبار، لكنني أعتقد أننا سنكون قادرين على إجراء التعديلات التي تم تصميم النظام لتعديلها إذا لزم الأمر، كما يمكننا أن نتعلم أشياء من شأنها أن تشكل تهديدًا. 

◾وكيف يمكنك إصلاح تلك الأشياء؟  

-إن ما نعرفه عبر التاريخ هو أن هذه الأنواع من الأشياء تظهر منبثقة ومن ثم علينا إصلاحها، لقد سبق وفعلنا ذلك في الستينييات بقليل من القدرة التي نمتلكها اليوم، لذلك أعتقد أنه يمكننا فعل ذلك.

◾ما الذي يمكن أن نتوقعه من وكالة “ناسا” هذا العام؟

-كما قلت، إننا نحتاج إلى إطلاق رواد فضاء أمريكيين مرة أخرى، وهذا العام هو عام فعل ذلك، فلدينا مزودان مختلفان يوفران لنا احتمالًا كبيرًا لتحقيق النجاح، ونحن ممتنون لما فعلته شركة SpaceX وشركة Boing، فكلاهما وضعنا في وضع جيد للنجاح، إننا بحاجة فقط لرؤية اختبار Green Run ينتهي، ولابد من تسريع ذلك قدر الإمكان وإيصال هذا الصاروخ إلى الرأس، ثم نحتاج إلى رؤية تقدم مذهل على البوابة ومعرفة كيف سنشتري نظام هبوط بشريًا يمكن أن يصل بنا إلى القمر في غضون أربع سنوات و11 شهرًا؟ إنه أمر ممكن بالتأكيد، فقط علينا أن نتعقبه بطريقة مجدية.

كما أننا ولأول مرة سنصنع الأكسجين على سطح المريخ، وستكون لدينا طائرة هليكوبتر تابعة لشركة Mars، وهو حدث هائل؛ لذلك فمن المؤكد أنه سيكون هناك الكثير من الأشياء المثيرة التي سيتم إطلاقها وستكون جاهزة للاستخدام بحلول عام 2021.


المصدر: Theverge: NASA administrator on the year ahead: ‘A lot of things have to go right’


بعد قراءة الموضوع يمكنك معرفة المزيد عن الكلمات الآتية:


5G Apple ChatGPT Google iPhone أبل أمازون أمن المعلومات أندرويد إنترنت الأشياء إيلون ماسك الأمن السيبراني الإنترنت البيانات التخصصات المطلوبة التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الزراعة السيارات الكهربائية الصين الطاقة الفضاء المدن الذكية المملكة العربية السعودية الهواتف الذكية تطبيق تويتر جوجل حساب المواطن رابط التقديم رابط التقديم للوظيفة سامسونج سدايا سيارة عالم التكنولوجيا فيروس كورونا فيسبوك كورونا مايكروسوفت منصة أبشر ناسا هاتف هواوي واتساب وظائف شاغرة


الرابط المختصر :
اترك رد