عالم التكنولوجيا ترجمة
النقل المستدام هو مفهوم يشير إلى أي وسيلة نقل ذات تأثير منخفض في البيئة، وهو يشمل: النقل غير الميكانيكي، والمشي، وركوب الدراجات.
وتؤثر نظم النقل في البيئة؛ إذ تمثل ما بين 20% و25% من استهلاك العالم من الطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما أن انبعاثات غازات الدفيئة من قطاع النقل تتزايد بمعدل أسرع من أي قطاع من القطاعات الأخرى المستخدمة للطاقة. ويعد النقل البري مساهمًا رئيسيًا في تلوث الهواء المحلي والضباب الدخاني.
أما بالنسبة للتكاليف الاجتماعية للنقل فتشمل: حوادث الطرق وتلوث الهواء وقلة النشاط البدني، والوقت الضائع في التنقل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود، وتؤدي الاختناقات المرورية إلى زيادة التكاليف الاقتصادية، مثل إضاعة الوقت، وتباطؤ وصول السلع والخدمات؛ لذا فالهدف من النقل المستدام هو التقليل من الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
– التحديات أمام النقل المستدام
حاليًا تغطي البنية التحتية للنقل نسبة كبيرة (30-60%) من المساحات في المناطق الحضرية. ووفقًا لإحصاءات فنلندا تظل السيارات متوقفة لأكثر من 90% من الوقت في فنلندا. وتؤثر البنية التحتية للنقل في مدينة ما بشكل كبير في جاذبيتها؛ حيث تحل محل المساحات العامة والخضراء، وتزيد من الزحف العمراني.
وتعتمد استراتيجيات استدامة النقل على زيادة المشي وركوب الدراجات واستخدام وسائل النقل العام في المناطق الحضرية وتقليل استخدام السيارات الخاصة. ورغم ذلك هناك تحديات ولا بد من التخطيط لمعالجة هذه القضايا.
– مزايا الكهربة والأتمتة لتحقيق مستقبل النقل المستدام
توفر السيارات الكهربائية فرصة كبيرة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتحسين جودة الهواء وتقليل ضوضاء المرور في المناطق الحضرية.
وسيصبح النقل مؤتمتًا بشكل تدريجي مع تقدم التطور التكنولوجي، ومن المتوقع أن تعمل أتمتة النقل على تحسين السلامة المرورية، والاستفادة بشكل أكثر كفاءة من شبكة الطرق وتحسين حركة الأفراد الذين ليس لديهم سيارة خاصة على وجه الخصوص.
ومن المتوقع أيضًا أن تحقق أتمتة النقل فوائد كبيرة للسلامة على الطرق؛ حيث تمتثل المركبات الآلية بدقة لحدود السرعة وقواعد المرور، كما أنها تساعد في تقليل الأخطاء البشرية للسائقين.
على صعيد متصل تعتبر وسائل السفر النشطة ضرورية لتعزيز النقل المستدام، واستنادًا إلى التجارب الدولية والمحلية فإن أفضل التدابير لتعزيز المشي وركوب الدراجات والانتقال من وسائط النقل الآلية إلى الوسائل النشطة هي:
- طرق جيدة الصيانة وعالية الجودة.
- تخطيط شبكة النقل الذي يأخذ في الاعتبار جميع وسائط النقل على قدم المساواة.
- توفير مواقف للدراجات.
- التجارب التي تشجع على استخدام وسائل النقل النشطة (على سبيل المثال في أماكن العمل).
- تبادل المعلومات حول مزايا وفرص وسائل النقل النشطة مع السكان وصناع القرار في البلديات على وجه الخصوص.
وفي السنوات الأخيرة اتخذت العديد من المناطق الحضرية الفنلندية (مثل أولو وجوينسو وهلسنكي) تدابير لتعزيز وسائل النقل النشطة. بالإضافة إلى ذلك استثمرت العديد من المدن الأوروبية الكبرى، مثل باريس ولندن، بشكل كبير في تشجيع ركوب الدراجات.
اقرأ أيضًا:
كيف ستتطور تكنولوجيا النقل خلال العقد المقبل؟