ضرب عطل عالمي الشبكة العنكبوتية “الإنترنت” اليوم الجمعة، ما أصاب العالم بارتباك كبير، إذ تعطلت أجهزة الحاسوب التي تعمل بنظام التشغيل “ويندوز” من مايكروسوفت في دول كثبرة حول العالم.
الأمر الذي جعلنا نتساءل ماذا يحدث لو انقطع الإنترنت عن العالم لمدة يوم واحد؟
كيف بدأ الإنترنت؟
تعود فكرة الإنترنت إلى منتصف خمسينيات القرن الماضي.
بدأ الإنترنت في أبسط صوره رسميًا في الأول من يناير عام 1983.
لم يعرف الإنترنت كما هو الآن إلا في عام 1989.
إذا قدم “تيم بيرنرز لي” شبكة الويب العالمية.
واخترع أول عميل وخادم ويب في عام 1990.
بلغ كان عدد مستخدمي الإنترنت في عام 1995 أقل من واحد في المئة فقط من سكان العالم،
ويبلغ الآن ما يربو ثلاثة مليارات ونصف المليار إنسان، أي حوالي نصف سكان العالم.
كما يزداد عدد مستخدميه بمعدل عشرة أشخاص تقريبًا كل ثانية.
عطل الإنترنت
بدأ عطل الإنترنت في وقت مبكر من صباح الجمعة 19 يوليو 2024.
وأصيب العالم بارتباك كبير نتيجة تعطل:
- المواقع الإلكترونية.
- المطارات.
- القطارات
- البنوك
- تأثر الأعمال التجارية.
- خطوط النقل.
- البث التلفزيوني في الكثير من البلدان.
سبب عطل الإنترنت
بدأ العطل في شركة كراود سترايك “Crowdstrike” للأمن السيبراني، وذلك رغم أنها تستخدم نظام Crowdstrike Falcon Sensor، للحماية من القرصنة.
وهذا النظام المسؤول عن حماية الأمن السيبراني للأجهزة في المطارات والبنوك.
يُستخدم لحماية الأجهزة التي تربط الأنظمة بالإنترنت. أنظمة الحركات المالية والجوية.
شركة كراود سترايك
تعد شركة كراود سترايك من أكبر شركات الأمن السيبراني في العالم.
- تقع في ولاية تكساس الأمريكية.
- يعمل بها حوالي 10 آلاف موظف.
- تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار.
تقوم الشركة بتزويد آلاف الشركات في العالم ببرامج الأمن والدفاع ضد الفيروسات والهجمات الإلكترونية.
نظام Crowdstrike Falcon Sensor
ويعد النظام برنامجًا يعمل في “الباك جراوند” لأنظمة التشغيل للشركات. يقوم بالكشف عن الفيروسات أو التهديدات إلكترونية.
شاشة الموت الزرقاء
أوضح بلال الحفناوي، خبير التقنيات الحديثة، أن العطل بدأ بظهور شاشة زرقاء للمستخدم Blue Screen of Death على أجهزة الحاسوب العاملة بنظام مايكروسوفت.
وقد تأثر بهذا العطل جميع الأجهزة التي تعمل ببرنامج «كراود سترايك أوف سوفت وير» على أنظمة تشغيل مايكروسوفت في دول العالم المختلفة.
خسائر مايكروسوفت
وغرد حساب مايكروسوفت 365، على منصة إكس، أنهم يعملون على إعادة توجيه حركة المرور لأنظمة بديلة لتخفيف تأثير قطع الإنترنت.
وأوضح موقع CNBC أن خسائر شركة مايكروسوفت بلغت 60 مليار دولار بعد ساعات من العطل الفني الذي أصاب عدة شركات حول العالم. وتتراجع نسبة أسهمها بنسبة 2%.
وقال الخبير التكنولوجي الدكتور محمد عبدالفتاح إن ما حدث اليوم سبب خسائر تقدر بمليارات دولارات.
وأوضح أنه لا يمكن معرفة قيمة هذه الخسائر الآن، لأن العطل أصاب مطارات، وبنوكًا، ووسائل إعلام حول العالم,
وأشار إلى أنها تستحق تعويصات مالية عن خسائرها نتيجة العطل التقني. وأن مايكروسوفت ستتحمل ذلك.
هل تأثرت السعودية بقطع الإنترنت؟
لم تتأثر أنظمة العمل بمطارات المملكة العربية السعودية بالأعطال التقنية العالمية، وأن جميع الرحلات تسير وفقًا للجدول المحدد.
وأكدت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” سلامة أنظمتها التقنية والأنظمة الحكومية التي تستضيفها تتمتع بالسلامة بعيدًا عن العطل العالمي الذي حدث.
وقال المهندس ماجد الشهري، المتحدث الرسمي لـ “سدايا”: إنهم وضعوا منذ اللحظة الأولى من ظهور العطل التقني العالمي، فرق الهئية التقنية الوطنية على أهبة الاستعداد.
مؤكدًا أنه تمت مراقبة أنظمتها الداخلية والأنظمة الحكومية المستضافة لديها، ولم تتعرض لأي عطل.
وأشار، في بيان صحفي، إلى أن سلامة أنظمة الهيئة تعود إلى بنائها على أسس تقنية متينة بأيدٍ كوادر وطنية مؤهلة في مجالات تقنيات الحاسب الآلي والبرمجة.
وأوضح أن هذه الأنظمة تتميز بقدرتها على التعامل مع أي طارئ تقني. لأنها مصممة بشكل تسمح بالانتقال السريع من نظام إلى آخر في حال حدوث أي عطل، مثل عطل اليوم.
الدول التي تأثرت بقطع الإنترنت
تأثرت دول عديدة في العالم بقطع الإنترنت، ومنها:
- ألمانيا: توقف الرحلات في مطار برلين الرحلات
فرنسا:أعلنت شركة إير فرانس تعطل عملياتها الجوية - لبنان: تعطلت الأنظمة الإلكترونية في مطار بيروت وبعض الشركات والمستشفيات والمصارف.
- الولايات المتحدة الأمريكية: تم إيقاف جميع الرحلات الجوية في أمريكان إيرلاينز” وعدي من شركات الطيران الأمريكية الكبرى.
- تركيا: قالت الخطوط الجوية التركية إن لديها مشكلات في أنظمة الحجز وتسجيل وصول الركاب وإصدار التذاكر.
- إسبانيا: أعلنت شركة تشغيل المطارات إن جميع المطارات تعاني”اضطرابات في التشغيل
- بريطانيا: توقف العمل في بورصة لندن والبنوك. توقف السكك الحديد . توقفت الخدمات في مطار لندن
- أستراليا: تعطلت المصارف والمطارات ومحلات السوبر ماركت والشركات.
- الهند: أعلنت ثلاث شركات طيران هندية وجود مشاكل في أنظمة الحجوزات.
أولمبياد باريس 2024
أعلنت دورة الألعاب الأولمبية التى المقامة في العاصمة الفرنسية باريس خلال الفترة من 26 يوليو الجارى حتى 11 أغسطس المقبل. أنها تضررت من العطل العالمي بانقطاع الإنترنت الذي شهده العالم صباح اليوم.
فقد كشفت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية والألعاب البارليمبية للمعاقين أن أجهزة الكمبيوتر شهدت أعطالًا اليوم.
سر عدم تأثر بعض الدول
لم تتأثر الرحلات الجوية في بكين، ولم يكن هناك أي تعطل في شركات الطيران والبنوك في الصين بالخلل التقني اليوم.
وأرجعت وسائل إعلام صينية محلية ذلك أن يعود لحملة الاكتفاء الذاتي التكنولوجي في الصين التي أتت ثمارها.
قالت وكالة “تاس” الروسية إنه لا تقارير عن حدوث أعطال في النظام بالمطارات الروسية.
وأعلن الكرملين أن أنظمته تعمل كالمعتاد ولم تتأثر بانقطاع خدمة “مايكروسوفت”.
وأكدت وزارة التنمية الرقمية أن الوضع مع مايكروسوفت يظهر مرة أخرى أهمية استبدال البرامج الأجنبية المستوردة.
والمعروف أن روسيا والصين لا تعتمدان خدمات الشركات الغربية فيما يخص الأمن السيبراني.
إيلون ماسك يسخر من قطع الانترنت
سخر رجل الأعمال الأمريكي، إيلون ماسك من العطل العالمي الذي ضرب الإنترنت اليوم.
ونشر أغنى رجل في العالم، عبر حسابه الشخصي على منصة إكس، “إيموجي” لوجه ضاحك، بالإضافة إلى رجل يتفرج وهو يدخن السيجارة بكل هدوء. في إشارة منه إلى أن منصة إكس التي لم يصلها عطل الإنترنت.
ماذا يحدث لو انقطع الإنترنت؟
وتبدو فكرة قطع الإنترنت عن العالم كله في أي لحظة غير واقعية، لأن الإنترنت ليس جهاز كمبيوتر يمكن لأي شخص فصله.
فقد يحدث انقطاع الإنترنت عن العالم نتيجة:
- هجوم عالمي الكتروني ببرمجيات خبيثة.
- حرب نووية عالمية.
- اصطدام كويكب بكوكب الأرض.
- توهج شمسي ضخم.
أكدت دراسات سابقة أن أنظمة الإنترنت تتأثر بالعوامل المناخية التي تؤدي لانقطاع الخدمة.
إذ يتوقع العلماء حدوث تغيرات مناخية كبيرة خلال السنوات المقبلة قد تهدد الإنترنت حول العالم.
ومن هذه التغيرات المناخية التوهجات الشمسية الخطرة قد تضرب الأرض وتؤدي إلى وقوع الكوارث.
إذ يمكن للعواصف الشمسية أن تُدمّر:
- أنظمة الإنترنت.
- الحواسيب.
- الأقمار الصناعية.
- الشبكات اللاسلكية.
وهذا سيجعل حاملي الهواتف المحمولة حول العالم خارج الخدمة.
وستتوقف الألياف الضوئية المسؤولة عن نقل البيانات تحت البحار عن الخدمة.
ويسبب قطع الإنترنت حدوث ارتباك ضخم في العالم، لأنه يدخل في كل شئ الآن بدءًا من الأجهزة المنزلية، مرورًا بالبنوك، والمطارات، وأنظمة المرافق، إلى الأنظمة العسكرية، والأسلحة النووية.
فانقطاع الإنترنت لمدة يوم واحد كفيل بتكبد أكبر الشركات في العالم خسائر فادحة.
أما الناس فسيعانون عزلة تمام عن العالم نتيجة انقطاع الانترنت.
ويقول ويليام داتون، مؤلف كتاب “المجتمع والإنترنت”، أن مشكلة الإنترنت تكمن في أن الناس الآن لا يمكنهم تصور انقطاع الإنترنت.
وأضاف: “أنهم لا يدركون مدى تغلغل الإنترنت في كل جوانب حياتهم تقريبًا”.
ويقول جيف هانكوك، الأستاذ بجامعة ستانفورد، إن انقطاع الإنترنت ربما يسهم في تغيير طريقة تفكيرنا.
الإنترنت وخطأ الألفية
واجه العالم في عام 2000 ما أطلق عليه خطأ الألفية.
إذ اعتمد المبرمجون في إدخال الأرقام إلى الحاسوب على تخزين أرقام السنة التي تتكون من 4 أرقام إلى رقمين فقط لتقليل حجم الذاكرة المستهلكة.
حيث تم إدخال سنة 1998 إلى 98، وسنة 1999 تم تخزينها على هيئة 99،
عند بداية عام 2000 أصبح هذين الرقمين هما 00 مما يؤدي إلى كتابتها 1900.
وهذا سيسبب خطأ الألفية مع الأنظمة المُمَيكنة التي تقوم بالعد والإحصاء.
ونتيجة ذلك عاني العالم ذعرًا عام 2000″. وتوقعت الشركات الفردية أن الضرر العالمي الناجم عن الخطأ سيكلف ما بين 400 مليار إلى 600 مليار دولار لإصلاحه.
وأدى عدم وضوح المخاطر المحتملة لهذا الخطأ إلى تخزين البعض الطعام والماء والأسلحة، وشراء مولدات احتياطية، وسحب مبالغ مالية كبيرة تحسبًا لنهاية العالم الناجمة عن الحاسوب.
وعلى عكس التوقعات، حدثت أخطاء قليلة في عام 2000، ومر الأمر على خير.
ويرجع ذلك إلى الإجراءات الوقائية التي اتخذها العديد من مبرمجي الحاسوب وخبراء تكنولوجيا المعلومات.
ووصف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، ذلك بأنه”التحدي الأول للقرن الحادي والعشرين الذي واجهه العالم بنجاح.