اتهمت وكالة الاستخبارات الألمانية، اليوم الاثنين، روسيا بدعم قراصنة لشن هجمات إلكترونية على دول الناتو. وحذرت الدول الأوروبية أن ثمة مجموعة روسية تنفذ عمليات قرصنة إلكترونية على دول حلف الناتو. وجاء هذا التحذير على خلفية التوتر المتصاعد بين روسيا والغرب. ذلك منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
أكدت هيئة حماية البيانات الألمانية الاتحادية في منشور على منصة “X” أنها أصدرت التحذير بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووكالة الأمن السيبراني الأمريكية CISA، ووكالة الأمن القومي. وفقًا لوكالة رويترز.
وقد أعلن “الناتو” أن الحملة الإلكترونية الروسية استهدفت أيضًا هيئات حكومية، ومشغلي البنية التحتية الحيوية، وكيانات أخرى في ليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا والسويد.
كما قال إريك بارون؛ المدعي العام لولاية ميريلاند، في تصريح له قبل أيام: “إن مجموعة مكونة من خمسة أفراد تابعين للوحدة 29155 من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي شنت هجمات متعمدة على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا”.
ليست هذه المرة الأولى التي توجه فيها السلطات الألمانية أصابع الاتهام إلى روسيا بشن هجمات إلكترونية تستهدف دولًا غربية. ففي شهر مايو الماضي، اتهمت موسكو بشن هجمات قرصنة استهدفت شركاتها الدفاعية والفضائية. بالإضافة إلى حزبها الحاكم.
ولم تتوقف الهجمات عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل أهدافًا في دول أوروبية أخرى. واضطرت الحكومة الألمانية إلى استدعاء السفير الروسي احتجاجًا على حملة شنتها قبل عامين مجموعة لها علاقة بالمخابرات العسكرية الروسية.
بينما حذرت الجهات الرسمية الألمانية من وجود وحدات روسية متخصصة في شن هجمات إلكترونية خارج حدودها، أبرزها الوحدة العسكرية 74455.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية حينذاك: “نحن وشركاؤنا لن نتسامح مع هذه الهجمات الإلكترونية، وسنستخدم مجموعة كاملة من الإجراءات. للمنع والردع والرد على السلوك العدواني لروسيا في الفضاء الإلكتروني”.
سلاح روسيا للهجمات الإلكترونية
تمثل الوحدة العسكرية 74455 خطرًا كبيرًا على دول شمال الأطلسي وحلف الناتو والدول الأوربية. حيث إنها وحدة حرب إلكترونية تابعة للجيش الروسي نشطت منذ العام 2007. وفق تحقيق أجرته شركة Mandiant المتخصصة في الأمن الرقمي.
بينما أدت مجموعة القراصنة Sandworm الروسية، المعروفة بأنها “مقربة من الكرملين”، دورًا مهمًا في دعم الأهداف العسكرية الروسية بـأوكرانيا. قبل أن توسّع نشاطاتها لتشمل تخريب البنية التحتية الحيوية لبعض الدول الأوروبية وتهديد مصالح الناتو. إضافة إلى سيرغي سكريبال؛ الجاسوس الروسي السابق، الذي سمم في بريطانيا عام 2018.
يذكر أن الغزو الروسي لأوكرانيا، صاعد التوتر بين روسيا والغرب، التي توعدت بالرد بقوة وبالطرق المختلفة على تهديد أمنها من قبل دول الناتو، التي اصطفت بقوة إلى جانب كييف داعمة إياها بالسلاح والعتاد.
كما فاقم هذا التصعيد القلق الأوروبي من عمليات موسكو الإلكترونية التي يشتبه بأنها تغلغلت في دول أوروبية عدة.